الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 17:02

صفدي تكسر قيود الحصار على النساء الجولانيات

امين بشير مراسل
نُشر: 10/10/07 13:32



ويوم الخميس الماضي عبرت إلى سوريا السيدة ليلى الصفدي الطويل برفقة طفليها لمشاركة عائلتها في شهبا بمحافظة السويداء عزائهم بفقدان والدها المرحوم "أبو أحمد فواز الطويل".
وكانت ليلى قد تلقت نباً وفاة والدها صباح يوم الثلاثاءالماضي حيث توجهت على الفور إلى معبر القنيطرة والذي يشهد هذه الأيام حركة نشطة بالاتجاهين.. حيث تغادر دفعات طلاب الجولان الدارسين في سوريا يومياً منذ الاثنين وحتى الخميس، كما عاد عدد من الشيوخ الذين تأخروا عن الوفد في الأسبوع الماضي.. وكانت ليلى قد تقدمت بطلب للسفر إلى سوريا وتم رفضه.. وصرح موظفو وزارة الداخلية والصليب الأحمر أنه من الصعب جداً إعطاء الموافقات هذه الأيام.  إلا أن ليلى اقتحمت معبر القنيطرة عنوة وحاولت الدخول بدون تصريح من السلطات الإسرائيلية.. فتصدى لها الجنود الإسرائيليين ومنعوها.. ثم قاموا باستدعاء قوات الشرطة لإخراجها مع طفليها من المكان.. الشرطة والجيش لم يستطيعوا فعل شيء لإخراج ليلى وطفليها من المكان.. مما فرض على المسؤولين التعامل مع الأمر بجدية.. خصوصاً وأن ليلى قد صرحت لهم بأنها سوف تواصل الاعتصام في المعبر ولن تبرح المكان إلا إلى وطنها وأهلها. 

وبالفعل بدأت الاتصالات من معبر القنيطرة بالسلطات العليا المسؤولة.. وتم التأكيد لها أخيراً أنهم سوف يبذلون كل ما باستطاعتهم للحصول لها على التصريح.. وتم إقناعها أخيرا بمغادرة المعبر على أن تعود بعد 24 ساعة.
وفي اليوم التالي وبعد انتظار دام ساعات على المعبر توفرت كل التصاريح اللازمة من الجانب الإسرائيلي.. وتم نقلها إلى الجانب السوري والذي طلب مهلة لدراستها حتى اليوم التالي.
 ويوم الخميس تمت الموافقة من الجانبين.. ودخلت ليلى وطفليها إلى الوطن على أن تعود صباح اليوم التالي إلى الجولان المحتل.
يذكر أن دخول ليلى وطفليها إلى سوريا تزامن مع دخول ما يقارب المئة طالب، والعروس وعد منذر من قرية عين قنيا والتي تزف إلى عريسها في جرمانا ابن خالها الشاب مجيد منذر.
 ليلى الصفدي السيدة الجميلة المثقفة التي كرست وقتها لخدمة الجولان وأبناء الجولان تكتب المقالة السياسية تنتقد الأوضاع والممارسات السيئة التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد أبناء الجولان .
وفي حديث خاص لمراسل كل العرب مع السيدة ليلى الصفدي العائدة من سوريا ردت الصفدي على حوارنا لها فيما لم يكن الوقت مناسب لطرح الكثير من الاسئلة للموقف الخاص الذي تعيشه بفقدان والدها .
سؤال :هل تعتبرين أن نضالك بكسر قانون منع النساء من دخول الوطن الأم هو سابقة ويمكن اعتماده قضائياً؟
السؤال يتضمن مصطلحات اكبر بكثير مما أردت قوله، أنا لست مناضلة، ولم اكسر قوانين، كنت فقط أمارس إنسانيتي، وحقي الطبيعي.

الموت حق، لا راد له.. نحاول عقلنته وتقبله رغم قسوته المؤلمة، ولكن ما لا نستطيع تقبله هو تحكم إنسان آخر بمصيرنا وبعواطفنا.. واستهتاره بإنسانيتنا، هنا تتحرك كل مشاعر الغضب والحزن والحقد اتجاه كل من يمثل سلطات القمع والقهر والاحتلال، كنت سأشعر بانكسار دائم إن لم اجتز المعبر في هذا الظرف،  العبور بالنسبة لي كان انتصاراً داخلياً بسيطاً، كان ردا لجميل شخص عزيز أحببته كثيرا، حتى في فقده قدم لي هديته الأخيرة: مزيدا من التصميم والقوة واختباراً لمشاعر جديدة مختلطة.. لم أتوقع يوما أنها موجودة في الحياة.
نضالي الحقيقي إذا كنت جديرة به هو أن أناضل من اجل الفرح، ليس قدرنا أن نولد وأن نموت في ظل الاحتلال، وليس قدر أن تلازمنا الأحزان والمعاناة،  الحقيقة الموجودة الآن أن هناك نساء جولانيات تعاني... وتتألم.. محرومة من ابسط حقوقها الإنسانية في التواصل مع أحبائها وأصدقائها وبلدها، من يريدنا أن نقف طوال حياتنا عند هذا الحلم البسيط؟؟!!  من المستفيد في إبقاء المرأة الجولانية أسيرة عواطفها وانفعالاتها وشوقها؟؟
القضايا الإنسانية يجب أن تحل، لا تستطيع أن تؤجل إنسانيتك لينتهي الاحتلال، إن لم تحتفظ بجزء منها فلن يزول الاحتلال أبداً.

سؤال :ما الفارق بين طفولتك وطفولة ابنتك في ظل الاحتلال؟
ابنتي الصغيرة كانت تظن أن أباها هو أبي، فهي ولدت ولم تسمعني مرة أنادي أبي أو أمي، وفي أول تجربة لها في الفقد والابتعاد.. يومها الأول في الروضة.. تساءلت وللمرة الأولى بعمق وهي تبكي: "أمي وين اهلك أنتي"؟؟
الاحتلال بالنسبة لطفلتي يعني أن هناك جد واحد، وان لا أهل لامها، وان أباها هو أبي.
الفارق بين طفولتينا هو الفارق بيننا، الطفولة لا تعي الأوطان ولا الاحتلال، الطفولة ملاعب آمنة وحب وأقارب وبيت جد واحد... أو اثنان.

سؤال : كم مرة التقت ليلى بأهلها بعد زواجها في الجولان؟ حدثينا عن العقبات في اللقاء معهم؟
مرة أو اثنتان أو ثلاث... اعتقد انه لا يهم كثيرا، وكذلك العقبات المادية وصعوبة السفر من الجولان إلى عمان، أو من الوطن إلى عمان أو غيرها.. كذلك لاتهم كثيرا، أكثر الأشياء حرقة وألما هي انك تفقد جزءا منك في لحظة العبور، شعور لا يختبره إلا من اجبر على العبور في اتجاه واحد، وتكون اللقاءات في عمان محاولة لبث الحياة من جديد، شعور الغربة سيكون أكثر إيلاما هذه المرة عندما تلتقي اهلك ولا تلتقيهم، أيام قليلة لن تكون كافية لإعادة جسور الألفة والتواصل، ولحظات الدفء التي تستعيدها سرعان ما يبددها وداع أكيد.

سؤال : زواج الجولانيين من الأقارب في سوريا الأم.. أو زواج السوريات إلى الجولان.. مؤلم.. وهناك ثمن يتم دفعه، لماذا المغامرة؟
وكأنك تسأل: لماذا نحب!! أو لماذا لا نقتل الحلم!!
لا شك أن الزواج من شاب جولاني يحمل في طياته المغامرة، وكثيرا ما سمعت عبارات مؤلمة: "فلتتحمل نتائج قرارها، الم تكن تعرف هذا الواقع وهذا الحرمان؟ ليبقوا في أوطانهم.. وكثيرا من هذا الكلام البسيط والمحدود".
الزواج من الجولانيين يضعك منذ لحظة القرار في إطار العام، يصبح الاشتياق للأهل والأصدقاء قضية عامة، لحلمك في أن يكبر أولادك في بيت جدهم علاقة بالحرب والسلام في المنطقة...
بعد أن تغامر لأنك أحببت، تعشق ما غامرت من اجله لأنه وسع حدود انتماءك وأفكارك، وجعل هم الوطن همك، أفراحه وأحزانه ملتصقة بك، انتصاره انتصارك.. وانكساره هزيمة لروحك.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.73
USD
4.00
EUR
4.67
GBP
220195.06
BTC
0.51
CNY