الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 21:02

عندما يلتقي الحب بسحابة سوداء تهديها لقراء موقع العرب بقلم سهام خلايله

كل العرب
نُشر: 23/03/10 13:34,  حُتلن: 09:29

هي............. تنظر الى امها العمياء وتعود بذاكرتها اربعة ايام الى الخلف
اربعة ايام ....... سحابه سوداء تمركزت فوق سطح منزلهم القديم الواقع في قطاع غزه ........ قطاع غزه الذي اصبح كتلة نيران ملتهبه ولعلها ستبقى هكذا
وبالعوده الى ..... السحابه التي استوطنت بيتهم الدهر كله بداية من استشهاد والدها واخاها اااا ..... وغدرهم من العدو الاسرائيلي حتى فقدان امها لبصرها عند رثاء فلذة كبدها .... وحتى ترميلها .......
تنظر الى امها وتقول.......... ليتني اقتلع عيناي يا امي كي اوهبك اياهما ..... ترد امها وتقول .......... لماذا يا ابنتي كي ارى هذا الكون المرير كي انظر من حولي ولا اجد ولا اجد اباكي واخاكي ....... هكذا افضل لي فانا بالعتمه استطيع تخيلهم ورؤيتهم وان اشعر بهم .
بماذا استطيع ان اساعدك يا امي ؟ ترد امها وتقول ..... بالانتقام يا ابنتي ...... نعم بالانتقام هكذا تعيدي لي بصري ...... كيف يا اماه ...؟... كيف سانتقم ؟
انضمي الى الحركه .... الى حركة الجهاد
لم تنطق الابنه باية كلمه بقيت هكذا حتى قدوم الصباح مع ان نور الشمس لا يدخل هذا البيت لا يدركون متى الصباح .؟.؟. ومتى المساء يسمعون فقط صوت الاذان كي يدركو الوقت .
نادت الام ابنتها فلم يجب احد بقيت تنادي حتى سمعت صوت الباب الرئيسي يفتح
هل هذه انت يا ابنتي .؟..؟ نعم يا امي هذه انا ...... اين كنت يا ابنتي .؟؟ كنت حيث تريدين ذهبت الى حركة الجهاد يا امي وانضممت اليهم وسابتدا التدريب منذ يوم غد ذهبت الى الطريق حيث ساستعيد بصرك.
مر يوم غد وبعد غد ... هكذا حتى اصبح شهران .... حتى اليوم الموعود .... خرجت الابنه من بيتها في منتصف الليل لانها تكره لحظة الوداع ... لم تودع امها لم تضمها الى صدرها او تقبلها تركتها حتى من دون خبر ...... تركتها حتى تسمع بخبر استشهادها .
ها هي الان جالسه على احدى مقاعد الباص العابر داخل احدى المدن الاسرائليه
تتامل حركة الناس في الخارج تتامل الاشجار او والعمارات التي تمر بسرعه من نافذة الباص .
سائق الباص كان يستمع لاحدى الاذاعات العبريه بصت عال ويتكلم مع احدى النساء التي تجلس من خلفه .... وهنالك فتاه تجلس في المقعد المجاور لها مشغوله بحاسوبها النقال .
تتامل المجاهده كل شخصيات الباص الذين سيرافقونها الان الى تحت التراب .... لكن بقي شخصيه واحده لم تتاملها .... كان هنالك شاب يجلس امامها قي المقعد المقابل يصوب نظره نحوها .... تارة هو يتاملها وتارة هي تتامله .... لاكن لا احد يدري ما هو محتوى هذه التامولات .
حتى رن هاتف هذا الشاب هنا كانت المصيبه التي لم تتوقعها هذه المجاهده الرقيقه ..هذا شاب عربي ... تقول في نفسها ما العمل الان ؟؟؟
بدات تظهر عليها حركات توتر وقلق وبالاحرى رعب ... تنظر الى الشاب ثم الى الخارج ثم الى الجالسون في الباص واخيرا .... تنظر الى هذا الدمار الذي ترتديه داخل ملابسها ....لم تفكر بتاتا بماذا سيخلفه هذا الدمار لاي شخصيه متواجده في الباص ..... فقط فكرت بذلك الشاب الرقيق الذي يجلس هو نظراته امامها
فكرت بتلك العينان التي ابصرتهما لدقائق معدوده ..... بقيت على تلك الحال حتى ابحرت ... ابحرت في زراق هذه العينان ودخلت الى عالم قصص الحب والغرام وكانت هي بطلة هذه القصص مع ذلك الشاب صاحب العينان الزرقاويان
كانت تستيقظ في كل مره عندما ينزل احد الركاب من الباص في المحطه التاليه وتعود من جديد لتعيش قصة حب وعشق .
بقيت على هذا الحال حتى استعد الشاب للنزول حينها استفاقت من كل هذه الاوهام والاحلام .......
رحل الشاب ومر عبر نافذتها ينظر اليها نظرات فراق .... المسكينه قالت في نفسها لا تذهب وتاخذ قلبي معك جئت الى هنا كب انتقم ولاكني لم اتخيل اني ساجدك هنا واني ساعشق خلال دقيقه ........
هذا هو الحب الذي كنت ابحث عنه طوال هذه السنوات وجدته في اسوا الحالات
وبدقيقه عشقت وبدقيقه فقدت من عشقت .
عادت الابنه التي كانت مجاهده من اجل ارضها ووطنها ومن اجل امها .... عادت مجاهده من اجل الحب .... عادت الى امها فارغت اليدين لم تاتي لها بما سيعيد لها بصرها..... لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عندما يلتقي الحب

مقالات متعلقة