الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 11 / مايو 05:02

بمناسبة حلول عيد الام - المبدعة النصراوية لمى مرجية تكتب: يوم نذر نفسه للامومة

كل العرب
نُشر: 20/03/10 11:01,  حُتلن: 21:22

* هناك نساء ربين وضحين لابناء على الرغم من انهم لم يخرجوا الى العالم من بطونهن

*منذ ولدنا ولدت معنا عاهة النقص تلك التي تدعي "التقصير" , التقصير في تسديد دين الامومة

* كلّنا منهمكون اليوم في شراء الهدايا , لكن تلك القشور الرمزيّة ليست اساسيّة في تلميع صورة الامومة من غبار الايام والاهمال

غداً هو الواحد والعشرون من اذار , عيد الام , عيد نذر نفسه للامومة , على مدار سنوات عديدة حملت الايام في احشائها عددا لا متناهيا من بويضات العطاء والمحبّة والحنان التي زرعت على يد الامهات و التي اخصبتها ضحكات الامومة واغلى الابتسامات وارقّ اللمسات ...

المحبة اصغر كلمة تختصر كلّ الوجود- بقلم: لمى مرجية- الناصرة
لمى مرجية

تماما كما حملتن ايّتها الامهات في بطونكن الطاهرة الابناء ومنحتن لهم مع القدرة الالهية, الحياة ... تماما كما نذرت كلّ منكن نفسها لمن لديها من ابناء...

اليوم حان موعد الانجاب , موعد يتكرر كلّ سنة في هذا التاريخ , حين يصل الجنين الحسّيّ من مشاعر الامتنان والشكر التي ولدت في قلب كلّ انسان حين ولد , الى النضج ... لنساعد هذا النهار على الانجاب , على امل ان نعبّر لامهاتنا ولو باربع وعشرين ساعة معدودة عن تقديرنا لهن , لتعمّ ابتسامة الامومة كل ديار...

 منذ ولدنا , ولدت معنا عاهة النقص تلك التي تدعي "التقصير" , التقصير في تسديد دين الامومة , فنحاول طوال فترة حياتنا ان نسدد لكن دون جدوي , فليس هنالك من شيء يضاهي عظمة الامّ ... هذين الحرفين اللذين يوازيين كلّ حروف الدنيا وكلّ اللغات ...

لطالما غرقنا في انشغالات الحياة , وغلبت علينا تلك اللامبالاة الفطريّة فينا , فأهملنا امهاتنا وغفلت عيوننا عن رؤية عذوبتهن , فقد عكرّ الانشغال وروتين الحياة ذلك الصفاء فلم نعد نرى الّا انعكاس وجوهنا على سطح ينبوع حياتنا ... رؤيتنا لأنفسنا جعلتنا نغفل عن رؤية اولئك النساء العظيمات اللاتي كن سببا في استنشاقنا لاوّل الانفاس ...

كلّنا منهمكون اليوم في شراء الهدايا , لكن تلك القشور الرمزيّة ليست اساسيّة في تلميع صورة الامومة من غبار الايام والاهمال , فكلّ المناديل الماديّة المعطرة باجمل الورود والازهار والمنسوجة بخيوط من مختلف الالوان والاشكال كالملابس من اغلى الماركات , والمزركشة بحجارة كريمة من خاتم وعقد وسوار ... عاجزة عن تلميع الصورة , فكل شيء يتصلّب امام "هيبة الامومة" حتى الدم في العروق يتوقف عن الجريان خشوعا لقدسيّة اجمل انثى في الكون ... الامّ ...

 لا اظن انّ هذا العيد مجحف بحقّ ايّ فئة من الناس , فحتى للذين فقدوا امهاتهم , اقول ؛ ان هذا اليوم ينصف الجميع حيث انّه اضافة لامهاتنا البيولوجيات اللاتي ولدننا ومنحننا مع القدرة الالهية , الحياة ... هناك امّ اضافيّة , امّنا بالانسانيّة , التي جعلت من جميعنا اخوة لا تفرقنا ديانة ولا قوميّة ولا جنسيّة ولا ايّ شيء من تلك الانقسامات ... تلك الامّ التي تدعى الحياة ... كلّنا ابناء الحياة ... كلّنا ابناء تلك الكلمة ذات الصيغة الانثوية التى استطاعت بسحرها وغموضها ان تلحم كلّ الانقسامات والفروقات والتي احبّت كلّ منّا بنفس المقدار ... لنكون اخوة نحب بعضنا ونتكاتف دوما مهما واجهنا من مشكلات ... لنبقى اخوة في الانسانيّة حتى الممات ...

لا أدري ان كان شهر اذار هذا منحازا للمرأة بشكل خاصّ , فمنذ اقل من اسبوعين احتفلت نساء العالم بيوم المرأة ... وها هن اليوم يحتفلن بالامومة , تلك الهبة الالهية الانثويّة دونا عن غيرها ... لا بدّ وانّه شهر المرأة ... فأهلا وسهلا ب" أذار المرأة " ...

 اخيرا اريد ان اعايد كلّ النساء وليس فقط الامهات , فليس فقط اللاتي ولدن هن امهات , هناك نساء ربين وضحين لابناء على الرغم من انهم لم يخرجوا الى العالم من بطونهن ... كلّ عام وكلّ انثى بألف خير ... اعايدكن جميعا واتمنى لكنّ الصحة والخير وان ترتسم دوما على وجوهكن الابتسامات ...

اخيرا سأخصصّ سطرا واحدا لاعايد شخصا خاصا بي انا , مع اننّي لا اؤمن بالانقسامات الشخصيّة ؛ امّي غاليتي ... كل عام وانت بألف خير ,اتمنى من الله ان يعطيك طيلة العمر يا اغلى انسانة في الكون ...احبك.. 

مقالات متعلقة