منذ ان فارقنا ابي بدا شعوري بالوحدة و انعزال عن الدفء كان ابي لنا جدارا وافيا نهرب اليه حين الخوف نشعر بالدفء قربه نحتمي به من عصف الرياح و هدير الموج و لما انهار الجدار اصبحت اخشى الناس و عبء المسؤولية فقدت الاعتذار وكبرياء الطفولة فقدت الفخر بقوة ابي و قدرته البالغة كنت دائما اقول:-ابي اقوى من السماء و اقوى من الرياح و حتى انه اقوى من الشجرة العالية امام منزلنا خاب ظني حين مات ظننت بان السماء ظالمة و ان الريح ظالمة و ان الشجرة هي التي قتلت ابي كان يحزنني ان ارى طفلا لاهيا في حضن ابيه صاخبا في دفء حنانه و محبته كنت اكره الاجابة حين يسالني الناس عن احوال ابي ولكن حينما يضيق ذهني اشعر بالخوف من الحرماااان لم اجد اكثر دفئا من حضن امي و لا احسن من صدرها الغمار بالحنان امي الحنونة و الحبيبة ...