شيع الآلاف من اهالي قرية عبلين الجليلية يوم الاثنين من هذا الاسبوع، بمشاركة اعداد كبيرة من المواطنين من الشمال وانحاء البلاد،  جثمان المرحوم حبيب عيسى عواد (47 عاما) ابن القرية باجواء يلفها الحزن والاسى الشديدين.
وكانت القرية قد فجعت ظهر يوم الاحد بنبأ مقتل المرحوم في مكان عمله منذ حوالي 20 عاما في كريات آتا، بعد ان اصيب بشظايا قاتلة من  صاروخ سقط على المنجرة مما ادى الى وفاته على الفور.
وبحضور وفد كبير من الآباء الروحيين وعلى رأسهم غبطة البطريرك ثيوفيلوس، بطريرك الروم الاورثوذكس في القدس، وسيادة المطران عطالله حنا، والاب عواد كاهن الرعية في عبلين والمطران الياس شقور اقيمت الصلاة على روح المرحوم يوم الاثنين، بمراسم جنائزية مهيبة لم تشهدها القرية من قبل، حيث ضاقت بالمشيعين الذين توافدوا لالقاء النظرة الاخيرة على الفقيد.
وقد شارك في الجنازة عدد من الشخصيات العربية واليهودية منهم الوزير يتسحاق هرتسوغ ممثلا عن الحكومة، وعددا من النواب العرب، منهم: محمد بركة، وناديا الحلو، وواصل طه، وكوليت افيتال والنائب السابق عبد المالك دهامشة، ووفود من هيئات رسمية وشعبية، وحزبية ودينية في البلاد.
وفي حديث لمراسلنا روى شقيق المرحوم فيليب ظروف مقتل شقيقه قائلا: "توجه حبيب صباح الاحد الى مكان عمله، لتامين لقمة العيش الكريم لافراد عائلته، وبعد ان حضر كعادته في الصباح الباكر الى بيت والده لارتشاف القهوة وللاطمئنان عليه، توجه لمكان عمله. في ساعات الظهر تلقينا اتصالا من احد اقربائنا مشيرا الى احتمال اصابة حبيب في رشقة الصواريخ التي سقطت على منطقة الكرايوت، هذا النبأ الذي تأكد بعد ذلك للاسف". وحال  سماع نبا مقتل المرحوم هرع الى المكان المئات من معارف الفقيد واقارب العائلة غير مصدقين. 
وكان المرحوم قد عاد للتو قبل حوالي شهر تقريبا من فرنسا بعد ان شارك في مهرجان بعنوان "صوت واحد من اجل السلام" ضمن جوقة "الكروان" العبلينية التي كان المرحوم احد مؤسسيها، حيث اقامت الفرقة عدة عروض لها هناك بمشاركة فرق عربية ويهودية من البلاد ومناطق السلطة الفلسطينية تنشد للسلام بين الشعبين. وقال مدير فرقة "الكروان" نبيه عواد في حديثه عن المرحوم:" كان حبيب احد اعمدة الاساس للفرقة ومع انه رب لاسرة من 5 افراد الا انه واظب على المشاركة في جميع نشاطات وفعاليات الفرقة.
ابن شقيق المرحوم عيسى عواد احد اعضاء فرقة "الكروان" والذي رافق عمه المرحوم في المهرجان الذي اقيم في فرنسا قال:"عمي حبيب اول مرة يسافر فيها خارج البلاد، كان من الصعب عليه الابتعاد عن عائلته، حتى انه امضى جل وقته منقسما بين المشاركة في الفعاليات التي اقيمت هناك وبين الاتصال، بين الفينة والاخرى، مع ابناء عائلته وزوجته للاطمئنان عليهم". واضاف عيسى قائلا:" لقد اهتم  المرحوم باحضار  الهدايا لابنائه قائلا لي "لا يعلم المرء ما يحل به بين ليلة وضحاها. لقد تمنى دائما الشهرة لنفسه من خلال دوره في كورال الفرقة، الا انه وللأسف لم يحقق هذه الشهرة الا في مماته". والد المرحوم الشيخ الجليل عيسى عواد قال مخاطبا الفقيد، والدموع تنمهر من عينيه:" مصيبة كبيرة حلت بنا، فقط قبل عدة ساعات جلسنا معا في صباح ذلك اليوم المشؤوم وشربنا القهوة وتوجهت للعمل لتعود الينا داخل تابوت. لا استطيع ان اتخيل الحياة بدونك، سأذكر كل صباح عند مجيئك لشرب القهوة معي قبل ذهابك للعمل وكل مساء عند عودتك منه".
ووجه شقيق الفقيد في نهاية حديثه رسالة الى جميع زعماء العالم قال فيها: "اتمنى على الزعماء كافة الصحو وتحكيم الضمير لان الشعوب هي التي تدفع الثمن، يكفينا نساء ارامل واولادا يتامى. نحن دفعنا الثمن غاليا باربع  ضحايا ابرياء. اناشد الزعماء  التفاوض لان الحرب ليست الحل، ومع ان مصابنا كبير لكننا نتمنى ان يكون حبيب الضحية الاخيرة. لا مبرر لقتل الابرياء على اي خلفية  مهما كانت لان الله خلقنا كي نعيش".
وقد ترك المرحوم وراءه زوجة ثاكلة (هيفاء) واربعة ابناء كرستين (15 عاما)، مارون (13 عاما)، ماريو (11 عاما) وكارولين (5 اعوام). وكان جميع اهالي القرية من قريب ومن بعيد قد اشادوا بالاخلاق الحميدة التي تمتع بها المرحوم الذي لم يؤذ احدا خلال حياته بل عمل على الصلح والخير ومساعدة الجميع دون تمييز.