الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 08:01

ضرب الحبيب زبيب - بقلم: تميم منصور

كل العرب
نُشر: 16/03/10 16:49,  حُتلن: 08:00

- تميم منصور:

* سيناريو التنازلات العربي لم يتغير وما زال يقرا كل يوم

* متى يستيقظ القادة العرب من العيش داخل اوهام امكانية حدوث خلاف امريكي اسرائيلي

* يوجد اتفاق امريكي اسرائيلي ينص على التزام الجيش الامريكي الدفاع عن اسرائيل في حالة تعرضها لهجوم في اسلحة غير تقليدية

* حتى الرئيس اوباما الذي منح العرب قليلاً من امل التغير هو اكثر من يقف اليوم بوجه تقرير غولدستون المتعلق بالجرائم التي ارتكبتها اسرائيل اثناء عدوانها الاخير على قطاع غزة

المثل الشعبي الفلسطيني ( ضرب الحبيب زبيب ) ينطبق على الخلافات الحالية الصورية بين حكومة نتنياهو والولايات المتحدة ونحن نضيف الشطر الثاني لهذا المثل ( وحجارة العرب والسلطة الفلسطينية قطين ) .
ان هذا الخلاف المفتعل لا يعدو ان يكون اكثر من زوبعة خالية من الغبار لا تحرك قشة واحدة من مكانها ولا تسبب قلقاً عند اسرائيلي واحد ، الخلاف صورة من صور الخداع الأمريكية التي تصدرها كي توهم حلفاءها العرب بانها قد غيرت من جلدها ولبست ثوب الواعظين ، وتريد ان تثبت بانها دولة لم تعد تصدر الارهاب وتدعم الانظمة الشمولية العربية .
حتى الآن فان الولايات المتحدة تتفاخر بانها تحتضن دولة الاحتلال رغم جرائمها وتقوم بتمويل استيطانها خارج حدودها رغم ان اسرائيل ( قاعدة في الحضن وتنتف الذقن ) ، الخلاف الحالي ما هو الا نقاشاً محدوداً بزبدة الليل وما ان تاتي شمس الواقع على الارض حتى يذوب ويتلاشى .

الخلاف الامريكي الاسرائيلي كالنفخ في مثل هذه القربة
نعرف ان النفخ في قربة مثقوبة لاجدوى له ، والخلاف الامريكي الاسرائيلي كالنفخ في مثل هذه القربة لان حلف المصالح والعدء للعرب هو الحبل السري الحقيقي الواصل بينهما ، اذن الخلاف لن يزعزع الارتباط الاستراتيجي بين الدولتين مهما طالت اعناق العرب وانتظرت وصفقت ونافقت امام تصريحات بعض الساسة الامريكان .ما يذهل المراقبين والساسة الامريكان سرعة التنازل عند الحكام والقادة العرب عن ثوابت رئيسية غيرت مجرى التاريخ ، ومن بين الذين اكدوا هذه الحقائق متعجباً الرئيس السابق ( جيمي كارتر ) الذي كتب في مذكراته ان الرئيس السادات كان يسبقه في الموافقة على مطالب رئيس وزراء اسرائيل (مناحم بيغن ) اثناء مفاوضات كامب ديفيد .
سيناريو التنازلات العربي لم يتغير وما زال يقرا كل يوم ، الجديد في هذا السيناريو قيام الانظمة العربية المدجنة في الحظيرة الامريكية وفي مقدمتها سلطة عباس بتقديم الامتنان والركوع والثناء غير المحدود لنائب الرئيس الامريكي بايدن لانه عبس وجهه وقام بدغدغة نتنياهو بكلمات لينة ناعمة وقد اعتبرها العرب تسونامي امريكي كسح العلاقة الامريكية الاسرائيلية .

اتفاق امريكي اسرائيلي
اعتبر عباس ومعه ملك الاردن عبدالله – تكشيرة بايدن – موقفاً تاريخياً وتحولاً سياسياً يستحق اصدار صكوك الولاء والانحناء من جديد للولايات المتحدة، على امل ان تزداد كمية الفتات والعطف الامريكي لهذه الانظمة ولو عبر تصريحات جوفاء لاتغني ولا تسمن من جوع ، مقارنة مع سيل المساعدات الامريكية لاسرائيل في كافة المجالات وخصوصا العسكرية .
يكفي ان نذكر انه يوجد اتفاق امريكي اسرائيلي ينص على التزام الجيش الامريكي الدفاع عن اسرائيل في حالة تعرضها لهجوم في اسلحة غير تقليدية ، وايضاً ينص على موافقة الولايات المتحدة قيام اسرائيل باستخدام قواعدها العسكرية المتواجدة داخل دول الخليج العربي ضد ايران هذا ما ورد في صحفية ( يديعوت احرنوت ) في عددها الصادر في السادس عشر من الشهر الحالي .
اما في المجال السياسي فان الولايات المتحدة تتفاخر بانها استخدمت حق النقض – الفيتو – حتى الآن 118 مرة كي تخلص اسرائيل من الادانة والملاحقة الدولية .
حتى الرئيس اوباما الذي منح العرب قليلاً من امل التغير هو اكثر من يقف اليوم بوجه تقرير غولدستون المتعلق بالجرائم التي ارتكبتها اسرائيل اثناء عدوانها الاخير على قطاع غزة . وايضاً سحب وعوده التي التزم بها بمنع اسرائيل في بناء المستوطنات .
متى يستيقظ القادة العرب من العيش داخل اوهام امكانية حدوث خلاف امريكي اسرائيلي ، نطالب ان لا يستبشر العرب خيرا عندما يقع أي خلاف ، لان احدالا يعرف حقيقة وعمق العشق الامريكي للفاتنة اسرائيل . 

مقالات متعلقة