سمحت محكمة الصلح في عكا امس الاربعاء بنشر خبر اعتقال البروفيسورغازي وليد فلاح (54عاما) - وهو صاحب جنسيتين اسرائيلية وكندية - بتهمة التجسس بعد ان ضبطته الشرطة وهو يقوم - حسب الادعاء - بالتقاط صور لبعض المواقع الامنية الحساسة والمرافق الحيوية في شمال البلاد.
وكانت محكمةالصلح قد مددت اعتقال بروفيسور فلاح لاربعة ايام، وفي جلسة التمديد قال البروفيسور: "انا لست جاسوسا، انا جغرافي وباحث اكاديمي، ولم تكن لي اتصالات سرية او غير قانونية مع اطراف استخباراتية او ارهابية".

وفي حديث هاتفي  خاص مع زوجة البروفيسور السيدة جميلة في "اكرون" في ولاية اوهايو امريكا: "عندما علمنا بامر الاعتقال اصبنا بدهشة كبيرة لم يسمحوا لنا بالحديث معه، وحتى الان لا نعرف ماهية التهم التي وجهت اليه، منذ متى مممنوع التصوير؟!! نحن قلقون عليه، توجهنا لكل الاطراف: لحكومة كندا وللكونغرس الامريكي، ولكن احد لم يحرك ساكنا"، وعن الزوج قالت السيدة جميلة: "البروفيسور غازي فلاح محاضر في موضوع الجغرافيا من مواليد عرب الهيب متزوج من جميلة (45 عاما) ولدينا ثلاثة ابناء نائل (23) صهيب (21) ومحمد (11عاما) ترك البلاد عام 1991 وحاضر لمدة عشرة اعوام في كندا وفيما بعد حاضر في جامعات اخرى، ومنذ العام 2002 يحاضر في جامعة "اكرون" في اوهايو في امريكا. بخلاف المعاملة التي تلقاها البروفيسور من الاكاديمية الاسرائيلية، فان معاهد الابحاث الهامة وبضمنها معهد فولبرايت وماك -ارتور الامريكية  اهتمت كثيرا بابحاثه ومنحوه الهبات الجامعية. العديد من ابحاثه تتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي والقضايا السياسية والجغرافية: تهويد الجليل، النكبة، القرى العربية في فترة الانتداب البريطاني والتي هدمت اثناء حرب 48".
 الجغرافيون الاسرائيليون يعتبرون البروفيسور فلاح باحثا صاحب اراء سياسية متعصبة، حيث ادعى ارنون سوفير: "كراهيته لاسرائيل ادت به الى كتابة ابحاث غير موضوعية، تهجمه على اسرائيل واراءه والتي قالها بكل شجاعه اكسبته العديد من المعجبين في العالم".
امر اعتقال البروفيسور يثير الكثير من الشكوك والغموض، وبضمنها لماذا منعت قوات الامن نشر القضية في البلاد، مع العلم ان قضية الاعتقال نشرت في عدة وسائل اعلام امريكية بريطانية وكندية، كما ونشرتها وكالة AP قبل اسبوعين؟!! زملائه في جامعة اكرون وافراد عائلته يناضلون من مكان سكناه في اكرون في امريكا من اجل اطلاق سراحه، اتصلوا بمحاضري موضوع الجغرافيا في اسرائيل للتدخل في اطلاق سراحه.
وكان البروفيسور فلاح قد وصل الى لبنان في شهر حزيران الفائت، وبناء على اقوال محاميه حسين ابو حسين: "هذه الزيارة غير ممنوعه كونه يحمل الجنسية الكندية، والزيارة كانت تمهيدا للمؤتمر العلمي الذي كان البروفيسور سيشارك فيه مطلع شهر تشرين اول القادم"، وخلال زيارته للبنان دخل البروفيسور الاراضي السورية لزيارة عمته في دمشق.
ويظهر - من ادعاءات الشاباك - انه اشترك قبل ثلاثة اعوام في مؤتمر في طهران في ايران حضره ايضا رئيس الجمعية الامريكية للجغرافيا.
المحامي حسين ابو حسين: "موكلي ينفي الشبهات التي وجهت اليه، واعتقد انه سيتم اطلاق سراحه عما قريب ولن تقدم ضده لائحة اتهام، الا اذا تعمدت اجهزة الامن ذلك" واضاف: "البروفيسور فلاح يعكف على انجاز بحث علمي حول الحدود ما بين اسرائيل ولبنان، وقد صور خلال مكوثه منطقة الحدود والتركيز على مدينة صور اللبنانية وجنوبها حتى معبر فاطمة، يوم 8 /7 وصل الى اسرائيل لزيارة امه التي رقدت في مستشفى رمبام في حيفا بعد ان الم بها المرض الخبيث، وخلال مكوثه في البلاد زار منطقة راس الناقورة والتقط بعض الصور بغية اتمامه للبحث العلمي في موضوع الحدود من الجانب الاسرائيلي ايضا"، واضاف ابو حسين "احد المارة لاحظ تواجد البروفيسور في المنطقة حاملا الكاميرا ويلتقط صورا للهوائيات في راس الناقورة، وفجأة اقترب منه اشخاص قالوا انهم رجال امن وطالبوه بالكف عن التصوير، ولكنه رفض ذلك وبعد جدال طويل تم اعتقاله. موكلي لم يدرك ابدا انه يصور منشات عسكرية، والشاهد على ذلك هي الصور التي التقطها والتي لا صلة لها بالمنشات الامنية، وهذا ما قاله للمحققين واعلمهم انه لم يكن يرغب في نقل تلك الصور الى أي طرف"، واكد المحامي انه منع من لقاء البروفيسور قبل السماح بالنشر عن القضية، وفقط بعد ان سمحت محكمة عكا بالنشر اتيح له ذلك.