الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 06:01

حوادث الطرق : هل من حل ؟؟!! بقلم الشيخ إبراهيم صرصور – رئيس الحركة الإسلامية

كل العرب
نُشر: 13/03/10 22:51,  حُتلن: 07:41

* يمكن تقسيم أنواع السائقين من حيث أنهم يمثلون ( العامل البشري ) إلى نوعين ، الأول ، سائق متهور من حيث نفسيته وسلوكه

تعتبر حوادث الطرق من المشاكل المعقدة التي تواجهها دول العالم ، إلا أن نسبها تتفاوت بين دولة وأخرى لأسباب موضوعية . تعتبر إسرائيل من الدول التي تحتل المراتب المتقدمة في اللوائح الدولية لحوادث الطرق وعدد ضحاياها بالمقارنة مع عدد سكانها ... لكننا حينما نأتي للنظر في التقارير الرسمية لهذه الحوادث وبياناتها في الدولة ، نجد أن نسبة الضحايا من العرب وخصوصا من الأطفال تعتبر الأعلى وتتجاوز نِسْبَتَهُمْ من العدد الإجمالي للسكان ...



تشير إحصائيات ( الهيئة العامة للأمان على الطرق ) إلى أن ( مذابح الشوارع !!! ) تحصد سنويا أكثر من خمسمائة ضحية وثلاثة آلاف جريح جراح أغلبهم بالغة ، كما ويحال إلى المستشفيات بسببها أكثر من خمسة وعشرين ألفا من المصابين . أما الخسائر الاقتصادية التي تتسبب بها هذه الحوادث فبلغت ( 12.6 مليار ) شيكل سنويا ... أما معطيات ( الشركة الوطنية للطرق في إسرائيل ) ، فتبين أن تكلفة ضحية واحدة لحوادث السير تبلغ 4.5 مليون شيكل ، بينما تبلغ تكلفة جريح واحد من النوع الصعب المليون شيكل ... مما لاشك فيه أن الخسائر المادية مهما بلغت لا يمكن أن تقاس بالخسارة الأكبر والأكثر مأساوية ، وهي ألم الفقد والموت أو ألم المعاناة التي قد تستمر إلى نهاية الحياة بسبب ما تحفره الحوادث من بصمات عميقة في جسد الضحية وَنَفْسِها .عند البحث عن أسباب حوادث الطرق ومسبباتها يمكن الإشارة إلى ثلاثة عوامل أساسية : الحالة الميكانيكية للمركبة ، مدى صلاحية الطرق والبنى التحتية الأخرى ذات العلاقة ، والعامل البشري ... سنركز هنا على العامل البشري في حوادث الطرق بسبب أن اغلب الدراسات المتخصصة قد أجمعت على أنه الحاسم في هذا الشأن ...
علميا يشمل ( العامل البشري ) عدة قضايا متعلقة بالسائق ذاته ، منها على سبيل المثال أنماطه السلوكية ، خصائصه الشخصية ، استعماله للأدوية ومشتقاتها ، التعب والإرهاق ، الجيل وجنس السائق ذكرا كان أو أنثى ... سلوك السائق يعتبر حسب أكثر الدراسات التخصصية والمهنية صاحب العلاقة ( الحميمية !!! ) مع حوادث الطرق ونوعيتها ، حيث تشكل حالات ( السياقة العنفية ) بكل أشكالها ، ( وانفجار الحالات الغضبية ) ( والخلل في البنية النفسية والتفكيرية والعاطفية والإحساسية ) ، هي المجسدة لما يوصف ( بالسلوك المُهَدِّد أو الخطير ) ، ويشكل الاستخفاف بقوانين السير والاستهتار بضرورة الالتزام بها ، وطغيان الرغبة في التمرد عليها ، أحد أوضح وأبرز تجلياتها القاتلة ، رغم القناعة بأنها ما جاءت إلا لتحافظ على أمن وأمان السائق نفسه وغيره من الناس سائقين كانوا أو مجرد مواطنين عاديين ...
يمكن تقسيم أنواع السائقين من حيث أنهم يمثلون ( العامل البشري ) الذي أشرنا إليه إلى نوعين ، الأول ، سائق متهور من حيث نفسيته وسلوكه فهو يشكل خطرا ابتداء ، ويجب التعامل معه على هذا الاعتبار والعمل على منعه بكل الطرق المشروعة والقانونية من ممارسة ( القتل !!! ) على الشارع ، وسائق عادي وطبيعي قد يتحول هو أيضا في لحظة ما ولأسباب محددة إلى أداة قتل حقيقية يمكن لها أيضا أن تحصد الأرواح ... من المتفق عليه بداهة أنه لا مكان للنوع الأول على الطريق أبدا إذا ما أردنا فعلا حماية الأرواح من أن تُزْهَق والدماءَ من أن تُسْفَك ، ولا مجال للمساومة أو المحاباة في هذا الشأن المتعلق بحياة الناس ومصائرهم . أما النوع الثاني فأمره مختلف ... السائق من هذا النوع في العادة سائق طبيعي ، يحترم القانون ويتقيد في الغالب بتعليمات الحذر على الطرق ، إلا أنه مع ذلك يمكن أن يقع في المخالفة لأسباب مختلفة كالتعب والإرهاق ، أو الغضب المفاجئ ، أو كِبَرِ السن أو الإهمال العابر أو اللامبالاة المؤقتة ، أو العجلة والتسرع ، وغيرها من الأسباب ... من المنطقي أن يتم التعامل مع هذا النوع من السائقين بطريقة مختلفة على ألا تكون تمهيدا لما هو أخطر ... هذه فقط البداية ، ولنا لقاء لنكمل القصة ونغلق الدائرة ، لعلنا نصل يوما إلى النهاية ...

مقالات متعلقة