الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 23:02

سأنتصر .. سأطارد .. زَورَقٌ بقلم: دعاء نظير مدلج - من كفر قرع

كل العرب
نُشر: 13/03/10 08:53,  حُتلن: 21:31

سأنجح في الامتحان، سأنتصر على ذاتي بل وسأطرد الجور، الظلم، البغضاء والكراهية الحقد والأنانية, سأطردها كلها من داخلي ومن داخل كل كائن في هذه الحياة. لطردها بعيداً وضعتها في زورق حيث البحرُ الكبيرُ حيث البحرُ الواسعُ المدى, حيث الملح الذائب بين جزيئاتهِ !!
خطوتُ خطوةً وبدأ الحبل الذي بيدي ينسحبُ متراجعاً بتأثير أمواج البحر التي أخذت تثور!
نسمة ُصقيع لمست وجهي الدافئ ومن قوة المواجهةِ وقعتُ أرضاً...
وجدتُ نفسي في المشفى وقد أخبروني أنه قد أغمي عليّ ووجدوني جثة هامدةً على شاطئ البحر.!!
يــــــاه .. بدأت أتذكر ما حدث معي... وها هي التساؤلات تعود إلى ذهني! ماذا حدث بالزورق؟؟! أنا على يقين بأنه تلاشى بعيداً في ذلك البحر ولربما ابتلعه وتحوّل إلى حطام هو وكل ما فيه!
يا له من شعور تكمن بداخله طاقة من الخوفِ .
تنفستُ تنفس الصعداء, ولأخمد نيران قلبي توجهتُ صوبَ البحر آملة بوجود علامة أو شيء يدلُ ويطمئنني بأن الزورق ذهب ولن يعود..
آملة بأن أعود بابتسامة لربما تتربع على عرش فمي بزوال كل الصفات التي كرهتها في نفسي وفي غيري.. لن أمارس الحقد, لن أمارس الأنانية, لن أمارس الظلم والجور ولن أرى غيري يمارسها, سأكون في قمة السعادة...وَوَوَوَ....
ها أنا ذا أقترب من الشاطئ وصوت نبضات قلبي يصل إلى مسامعي.. بقي القليل لأصل هيا..
أيـــــن أنا؟! ولماذا أنا هـــــــــنــا؟ صرخت!
أحدهم رد قائلا..في المشفى!
ماذا؟ أنا لم أكن هنا, ماذا جرى ولماذا وكيف وصلتُ إلى هنا؟
اقتربت عجوزٌ في السبعينات من عمرها, جلست بجانبي وقالت:
للمرة الثانية وجدناكِ ملقاة على شاطئ البحر وفي نفس المكان..
نعم ذهبت هناك لكي...
قاطعتني قائلة: وجدنا بجوارك زرقا وكان شبه محطم وفي داخله رسالة, تفضلي ها هي.
وضعت العجوز الرسالة في يدي ورحلت...
فتحتُ الرسالة وقد كُتب فيها:
" عزيزتي,حاولتُ ابتلاع الزورق ,أقسم أني فعلتُ كل ما بوسعي لأخلصكِ منه ولكن بداخله شيء ذو رائحة كريهةٍ وطعمه أشد مرارة من العلقم وبسبب ذلك لم أتمكن من ابتلاعه.
عزيزتي, لكي تتمكني من التخلص ما بداخل الزورق من صفات يجب على كل من يملكها أولاً أو يحاول التخلص منها وبذلك ستحققين ما تصبين إليه
 

مقالات متعلقة