"هذا المولود هو الامل وقد حمل لنا الخير مع مجيئه الى الدنيا فقد خرجنا نحن وهو سالمين"
"زملائي الفنانين، اين صوتنا لماذا لا يسمع؟!علينا التحرك ومحاولة التاثير على مجريات الامور؟"

منذ الايام الاولى للقصف، تتعرض قرية البقيعة لسقوط قذائف الكاتيوشا، وكان من نصيب القرية اكثر من عشر قذائف كاتيوشا، ما ادى الى احداث خراب في عدد من البيوت، اضافة الى حالة من الهلع سادت القرية، وعدد من المصابين، اما بجراح بسيطة او بحالات من الهلع نقلوا على اثرها الى المستشفى لتلقي العلاج.
وكان من نصيب الفنان ايهاب عباس - ابن قرية البقيعة - ان اصيب بيته اصابة مباشرة: "في ايام القصف الاولى سقطت على البقيعة قذيفتين، احداها بجانب بيتي والاخرى على شرفة بيتي مباشرة" واضاف: " لقد اعتدنا ان نتناول الغداء على الشرفة ولكن زوجتي ورود قررت يومها ان ننتقل للمطبخ، واثناء تناولنا للغداء حوالي الساعة الثانية سمعنا صوت انفجار قوي فتكسر كل زجاج البيت ما عدا زجاج المطبخ، وسقطت الشرفة، وانفجرت انابيب الغاز، واحترقت سيارتي ودراجةلابني "الين" الذي لم يتعدى عمره الخمس سنوات، واحترق جزء من القسم السفلي للبيت بالاضافة الى الاشجار الموجودة بجانب البيت. اما نحن، فالحمد لله وفقط بمعجزة منه لم نصب باذى، لقد ركضنا نحو الغرفة الامنه الموجودة بجانب المطبخ، لكنني اعتبر نجاتنا فضل من الله ورضى ودعاء والدتي، الا ان زوجتي الحامل في شهرها الاخير وقعت على الارض فنقلناها بسيارة اسعاف الى المستشفى حيث ولدت ابننا الثاني بعملية جراحية ".

 ويقول ايهاب انه من الصعب عليه ان يبقى الفنان في بيته وذلك لسببين، اولهما بسبب الضرر الذي تعرض له والاخر هو الوضع النفسي، لقد اصبحت عائلته تتخيل وقوع القذيفة في اي وقت، وهم موجودون اليوم في بيت جن لدى بيت اهل زوجته.
وعن المولود الجديد قال عباس: "هذا المولود هو الامل وقد حمل لنا الخير مع مجيئه الى الدنيا فقد خرجنا نحن وهو سالمين، لقد كنا نخطط باطلاق اسم "ايهم" عليه لكننا الان نفكر في اطلاق اسم "امان" .. ربما نطلق عليه الاسمين معا" وقالت الزوجة ورود: "اهل البقيعة معروفون بطيبة قلبهم، نشكرهم على تعاونهم وتضامنهم، لقد هب الجيران لمساعدتنا واخراجنا من البيت وانا اذكر تماما وجوههم الخائفة لانهم اعتقدوا انه لن نخرج احياء من البيت المتضرر" واضافت: "الوضع في البقيعة بشكل عام صعب والخوف واضح على الناس، ولكن بطيبتهم يتعاونون ويساعدون بعضهم" قال ايهاب واضاف: "نشكر اهلي واخوتي، واهل بلدي على تضامنهم وترابطهم وحرصهم على سلامة ارواح الناس، نقدر لهم موقفهم ووقوفهم الى جانبنا كذلك اشكر المجلس المحلي، وكل زملائي الفنانين عربا ويهودا على اتصالاتهم، نتمنى الشفاء للمصابين وان تنتهي هذه الحرب لانها لا تعود على الطرفين الا بالضرر، واتوجه الى السياسيين في لبنان واسرائيل واقول لهم لا تستغلوا الاحداث الدامية لتحقيق مارب سياسية واعملوا قدر استطاعتكم لاغلاق باب الحرب الذي لا رابح فيه وانما كلنا خاسرين" ووجه الفنان ايهاب عباس كلمة الى الفنانين المحليين وقال: " اين صوتنا؟ لماذا هو غير مسموع؟ علينا التحرك ومحاولة التاثير على مجريات الامور"
وفي حديث مع رئيس المجلس المحلي في البقيعة السيد محمد خير حول الاوضاع في البقيعة: "سقطت في القرية 44 كاتيوشا، اربعة منها في البيوت و40 في الاراضي الزراعية، من ناحية الاصابات فقد وصل العدد الى 50 جريحا، احدهم ما زال حتى الان يرقد في المستشفى" وحول مدى جاهزية قرية البقيعة لحالات طوارئ قال خير: " قبل ثلاثة اسابيع نظمنا في البقيعة تدريبا وقائيا لتجهيز الناس في حال حدوث هزة ارضية، ولكن ليس لكاتيوشا، وان كان هناك تشابه الى حد ما بين الامرين من حيث احتمالات وقوع اصابات وطرق الوقاية. يوجد ملجأ واحد في البقيعة موجود وسط القرية في الحي الجنوبي كونه حي جديد وفي البيوت والمباني الجديدة يوجد ملاجئ،لكن في البلدة القديمة بالطبع لا يوجد ملاجئ في البيوت".
وعن ردود الفعل في اعقاب سقوط الصواريخ في البقيعة قال خير:" لقد هب الناس هنا للمساعدة، واستجابوا لتعليمات الجهات المسؤولة. بالطبع سادت في القرية حالة من الهلع في بداية الامر".