إنتهت اليوم الأثنين  فترة الحرمان الكنسي التي فرضت على سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس والذي يعتبر من الشخصيات البارزة في القدس حيث فرض الحرمان للمرة الأولى بتاريخ 24 أيار المنصرم ولمدة شهرين وقد تم تجديد الحرمان لمدة شهرين أضافيين بتاريخ 31 تموز الماضي ،وبهذا يكون قد إنتهى الحرمان رسميا اليوم ومن المتوقع أن يعقد المجمع المقدس خلال هذا الأسبوع لحسم هذه القضية وإعادة الإعتبار لسيادة المطران عطاالله وإعادة كافة الصلاحيات الكنسية والدينية لسيادته.
وقد فرض الحرمان الكنسي على سيادة المطران عطالله بسبب مشاركته بعدد من المؤتمرات الأرثوذكسية وكان أهمها مؤتمر عمان والناصرة ورام الله والتي خلالها طلب من البطريرك ثيوفيلوس تطبيق القانون ومنح الطائفة حقوقها والحفاظ على العقارات الأرثوذكسية في القدس ، كما أنه كانت لسيادة المطران مواقف جريئة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وخاصة مستقبل قضية القدس وأهمية تحريرها من الإحتلال.

وقد أعتبر حرمان المطران عطاالله من قبل الكثيرين بأنها خطوة إنتقامية مرفوضة ومستنكرة أتت بناءا على ضغوطات إسرائيلية والتي أعرب عدد من المسؤوليين فيها عن إستيائهم  وتحفظهم من مواقف المطران عطاالله وهنالك موقعا إلكترونيا للمستوطنين والذي حرض كثيرا على سيادة المطران عطاالله. وخلال الأشهر الأربع الماضية كانت هنالك الكثير من الفعاليات الإحتجاجية على قرار الحرمان، حيث زارت وفود كثيرة من كافة المناطق في البلاد ومن كل الطوائف ، حيث زاروا المطران عطاالله في القدس وعبروا عن تضامنهم معه، كما قامت وفود وشخصيات كثيرة بالإحتجاج على قرار الحرمان لدى البطريرك ثيوفيلوس ومجمعه و أرسلت للبطريركية رسائل كثيرة تطالب برفع الحرمان وإعادة المطران عطاالله لمنصبه الكنسي. كما تشكلت لجنة مصالحة منبثقة عن اللجنة التنفيذية للمؤتمر الأرثوذكسي كما وتشكلت هيئه شعبية وطنية لنصرة القضية الأرثوذكسية في عضويتها عدد من الشخصيات العربية البارزة ومن كل الطوائف.
ولكن تدخل الرئيس محمود عباس واللجنة الرئاسية التي شكلها كانت عاملا أساسيا في حسم هذه المسألة وإنهاء هذا الخلاف، حيث قامت هذه اللجنة الرئاسية بلقاء البطريرك ثيوفيلوس وطلبت منه رفع الحرمان عن سيادة المطران وأكدت على أهمية إنهاء الخلافات بين الطائفة الأرثوذكسية ورئاستها الدينية، وبناء على هذه المساهمة الفلسطينية الرسمية وكذلك التحرك الشعبي والجماهيري فكل هذه مجتمعة أدت إلى إنهاء حالة الحرمان ومن المتوقع خلال بضعة أيام أن ينعقد المجمع المقدس برئاسة البطريرك ثيوفيلوس لوضع حد لهذه الخلافات و إيجاد حل سريع لها.