ما بين انتخابات الطائفة الاورثوذكسية النصراوية والانتخابات التشريعية الفلسطينية..!

انتخابات الطائفة الاورثوذكسية في الناصرة:
جرت في يومي السبت والأحد  22 و 23 ايلول الحالي الانتخابات للهيئة التمثيلية للطائفة الاورثوذكسية في مدينة الناصرة "عاصمة الجليل". وهي بحق تعتبر اكبر ثاني هيئة في مدينة الناصرة . ومن الجدير بالذكر ان هذه الانتخابات تجري كل اربع سنوات الا انها اقيمت اخر مرة قبل 6 سنوات اي بتأخير عامين ، ويذكر ان الانتخابات تجري بتاخير لاول مرة منذ تاريخ الانتخابات للطائفة الاورثوذكسية.وعن اسباب تأجيل الانتخابات يقول الدكتور عزمي حكيم من قائمة"البديل":
" لطالما حذرنا في الاسابيع الاخيرة من مغبة تأجيل الانتخابات في مؤامرة اخرى لمجموعة المجلس الحالي للتمسك بمقاعدهم من جهة ولخشيتهم من نتائج الانتخابات من جهة اخرى
  قيل الكثير عن هذه الانتخابات .. وكتب الكثير عن المجلس ومشاكله والصراع بين الكتل الحزبية التي دمرت الوجه الناصع لابناء هذه الطائفة العربية الوطنية ، والقت ظلالا بشعة على مدينة الناصرة باجمعها. وفي هذا الصدد يقول الكاتب نبيل عودة من الناصرة:
“الادارة الحالية تقود المجلس منذ عشر سنوات .. وهي اسوأ سنوات عاشها ابناء الطائفة في الناصرة .. ابرز ما تحقق هو تفسيخ الصفوف، وازدياد الصراعات بين الاجنحة المتنافسة، على اساس شخصي وحزبي، وسيادة الكراهية بين ابناء الطائفة .. ومهما سيطرح المسيطرون اليوم على المجلس من انجازات تحققت، ولا اريد ان انكرها، الا ان المعيار الحقيقي، والانجاز الاهم .. هو اعادة التلاحم والمحبة والتعاون والوحدة بين ابناء البلد الواحد والحي الواحد والعائلة الواحدة .. وهذا فشل ولم تنجح الادارة الحالية في تحقيق اوليات التفاهم والاحترام .. ظل التفسخ سائدا .. التشامخ والاحتقار للمنافسين اصبح سياسة للادارة الحالية بغياب اي خطة عقلانية للخروج من الجمود والتفسخ. ساد الاستبداد وتقهقرت القيم التي من المفروض ان تحكم العلاقة بين ابناء الطائفة .. وصرنا اشبه بحارة غوار المشهورة – "حارة كل مين ايده اله".
وأما نجيب رزق رئيس المجلس الحالي وأحد المرشحين في قائمة ابناء المجلس الحالي فقال: "في السابق اتهمونا بانتمائنا الحزبي لكن من يدعي اننا منتمون لحزب كهذا او آخر فان كلامه افتراء وتبل علينا. نحن ننهي الفترة الحالية بفائض لا مثيل له في تاريخ الطائفة كله وقدره 1،8 مليون شيكل . اذا كنا قد اختلسنا وسرقنا كما يدعون فكيف ننهي هذه المرحلة في المجلس بفائض بقيمة 1.8 مليون شيكل؟!. هذا المبلغ الذي سيستغل قريبا في مشاريع جديدة للازواج الشابة الذين يضطرون للسكن خارج الناصرة لانعدام أي مشروع اسكاني لهم. وبهذا الخصوص كان لنا انجاز هام وتاريخي في الصفقة الاخيرة بين البطريركية ومجلس الطائفة على ان يقوم المجلس باستعمال 17 دونما من ارض قصر المطران لمشاريع اسكانية وبناء مدرسة.انني ادعو جميع من لديه اثباتات ودلائل تشير الى اننا اختلسنا او سرقنا اموالا من المجلس لتقديم دعوى للشرطة، فكرئيس مجلس حالي فانا اكثر شخص له مصلحة في الكشف عن الجاني كائنا من يكون.
تقام الانتخابات على اساس منافسة شخصية ومباشرة ويتنافس في الانتخابات 71 مرشحا و3 قوائم وهي:
قائمة البديل – وهي المعارضة الحالية للهيئة في مجلس الطائفة. قائمة الطريق المستقيم – وهي الادارة الحالية للهيئة في مجلس الطائفة. قائمة البشارة.
نتائج الانتخابات:
اسفرت نتائج انتخابات الهيئة التمثيلية لطائفة الروم الارثوذكس في مدينة الناصرة عن فوز ساحق لقائمة البديل والتي فازت بـ 25 مقعدا من اصل 35 مقعدا للهيئة التمثيلية، وحصلت قائمة الطريق المستقيم على 10 مقاعد . يذكر ان نسبة التصويت بلغت 50 بالمئة.
نعم لقد انتهت النتخابات وفازت قائمة البديل فوزا ساحقا فيها..لقد اراد الجمهور التغيير, وبالتالي فان الفائز وضع على المحك..فعليه الوفاء بوعوده للناخبين والا تبقى هذه الوعود حبرا على ورق كما يجري عادة بعد الفوز,وعلى القائمة الفائزة التعاون مع القائمة الفائزة الثانية وبالعكس, وعلى القائمة الخاسرة التعاون ودعم الفائزين والا تقوم بعمل المستحيل ووضع العراقيل امامهم, فمصلحة ابناء الطائفة العليا يجب ان توضع فوق اية مصلحة شخصية وحزبية وفئوية ضيقة..وتذكروا ان الناخبين يترصدون لكم وهم لا يرحمون وبصدق.

الانتخابات التشريعية الفلسطينية:
لقد طالب العالم اجمع باجراء انتخابات فلسطينية ديموقراطية..وبالفعل حصل ذلك في كانون الثاني عام 2006 ,وفازت حماس فوزا ساحقا لاسباب عدة واهمها,التآكل الذاتي لحركة فتح والذي ادى الى انهيارها نتيجة لما سموا انفسهم" بالتيار الاصلاحي"...وانا اسميهم بالفئة المفسدة والمنتفعة ..بل هم"زعران فتح"..! فاراد الشعب التغيير وقام بانتخاب حماس...وقد عوقب هذا الشعب بفرض الحصار عليه عربيا ودوليا نتيجة لممارسته الديموقراطية..فمن طالب بالديموقراطية اراد لها ان تكون" مشروطة", اي ان لا تنجح حماس في هذه الانتخابات...! فقامت فئة الزعران من فتح بالوقوف ضد حكومة حماس بكل الوسائل واقسمت هذه الفئة بأن تضع العراقيل وأن تعمل المستحيل لاسقاط حكومة حماس بدلا من التعاون معها وذلك لمصلحة ابناء شعبنا العليا, الا ان المصالح الشخصية والحزبية الضيقة كانت فوق كل اعتبار, وبناءا عليه وصل الوضع الى ما هو عليه الآن: حكومتان بلا سلطة لشعب واحد بلا دولة..فعلا, شر البلية ما يضحك..!
 ولكن وبعد انتصرت, سارت حكومة حماس  في نفس المسار الذي سارت فيه الحكومات السابقة في تقديم التنازلات المجانية، لان إسرائيل لن تدفع ثمن شيء يمكن أن تحصل عليه مجانا و أن لا تبدأ من حيث انتهت المفاوضات السابقة وإنما من حيث بدأت اللحظة التاريخية التي وضعت الشعب على عتبة الحقيقة وعادت بالصراع إلى بداياته الأولى.
 ولم تقم حكومة حماس بما يلي: أولا,غربلة الثقافة والمثقفين والسياسة والسياسيين بغربال وطني.ثانيا,تنظيف الجسم الإداري المبني على قاعدة من له فليزد ومن عليه فليأخذ منه.ثالثا,وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب. رابعا,تنظيف الجسم المالي واستعادة كل الأموال الفلسطينية المسلوبة من الشعب الفلسطيني إلى الشعب الفلسطيني.خامسا,تنظيف الشعب الفلسطيني من العملاء واللصوص والسماسرة.سادسا, تشكيل جبهة وطنية فلسطينية لا تكون روايتها عبارة عن متوسط مجموع روايات الفصائل الفلسطينية، ولا يكون قرارها عبارة عن متوسط مجمع قرارات الفصائل الفلسطينية، بل تكون روايتها فلسطينية وقرارها فلسطيني...!
ولذلك لم تستطع كسر الحصار وكسر عملية سيف جلعاد الذي لم يكن هدفها استعادة الجندي جلعات شليت، أو وقف إطلاق صواريخ القسام، وإنما كسر اللحظة التاريخية وإسقاط حكومة حماس ... حكومة اللحظة التاريخية، وقد بدأت حكومة حماس بالتحدث مع شعبها بنصف لسان كما كانت تتحدث الحكومات السابقة، وكذلك بدأت ترى القضية بربع عين كما كانت تراها الحكومات السابقة، ولم تحسن الاختيار لان أسوأ ما يمكن أن تقع فيه أى حكومة هو إساءة الاختيار..وقد حدث ذلك...!
وفي الختام آمل ان يتعلم الفائزون في انتخابات الطائفة الاورثوذكسية في الناصرة من الفائزين في الانتخابات التشريعية الفلسطينية, مع تمنياتي لهم بالنجاح الباهر في خدمة ابناء الطائفة كل الطائفة.