الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 13:01

ينال السعد يرسم هنا وهناك بلا ألوان على صفحات موقع العرب

كل العرب
نُشر: 19/02/10 12:35,  حُتلن: 12:36

حاسوبي النقال.. أمد يدي الراجفة إلى شاشته, أفتحها ببطئ.. وأمرر أصابعي المنتشية إلى أزراره.. لأفرش رونق الكلمات ورداً.. فوق عذرية ورقة ترتدي الأبيض خجلاً من قبلتي التي لا بد أطبعها فوق لوحة الكلمات.. كلماتي.. قبل أن تقبلها عيون القارئين..
أمد يدي إلى جيبي لأخرج علبة سجائري.. تمتد أصابعي كأنها غزواً قبلياً جاء يسبي إحدى بنات قبيلة اللفافات.. تكمل أصابعي طريقها نحو أجمل سيجارة.. لتنتشلها من بين أثداء رفيقاتها.. حاملة إياها بين سبابتي والوسطى.. راكضة بها نحو ملكة الرومانسية الملتهبة.. شفاهي.. يطبق عليها فمي المتيم عشقاً بأميرة التبغ ريثما تحضر يدي الأخرى ولاعتي.. أضغط زناد ولاعتي حتى يضاجع الغاز شرارة الكهرباء تلك.. فيولد اللهب.. غريمي الأبدي في عشق سيجارتي.. غريب تصرفي,, أنا المتيم بلفافة التبغ.. أجبر عشيقها على تقبيلها حتى أتمكن من تقبيلها حتى الصباح..
ذلك الأديب الفرنسي الذي وصف قبلته لعشيقته في فصل كامل في إحدى روائعه.. يجلس فاغراً فاه أمام قبلتي المزدوجة هذه.. سيجارتي هذه كأنثى تتصارع عليها الشفاه والنيران.. ربما دور اللهيب ينتهي.. عندما أقرر أن أترك زناد ولاعتي.. لكن أثراً أحمراً صاخباً يمتلك قلبها كلما قبلتها أكثر.. فتبدأ السيجارة بالإنتحار حرقاً.. كلما قبلتها بشراهة أكثر.. أواظب على التقبيل حتى تقبل شفاهي النيران .. ويعانق أنفي البخور الأزلي الصاعد من حاجز الصمت المقوقع بين التبغ وشفاهي.. ذلك البخور المتناثر في كل أرجاء المكان تاركاً لي مساحةً لممارسة رياضة الذكريات..أرى وجه الطفولة.. طفولة عاشق بين أكوام ذلك العطر "الأبوليُ" المحافل, أنا لست أكثر ولا أقل من عازف على أوتار شفاهي.. مقلداً أصوات شعراء الهوى حتى أشاهد أثر الغناء على وسط "بلقيس" مملكة التبغ.. ترقص وسط ذلك الدخان الراسم وجه الحقيقة في أعمق طبقات التأمل.. آخر قشرة في عمق ما يدعى " سطحية العمق البعيد" .. أغرب ما في الأمر أن العلاقة تنتهي حين تكتمل مراسيم الإنتحار تلك.. فأطلق سراحها غير آبه بعلاقة الجسد تلك.. باحثاً بين أثداء رفيقاتها في علبتي عن نشوة أخرى وأخرى.. لا بد لي من اعتراف.. أنا لا أثق بجنس السجائر أبداً.. فكلهن خائنات.. كلهن عاشقات ذلك المدعو "لهب".. أشاهد انتحار عشيقاتي العشرين كل يوم على التوالي.. لأكتشف مؤخراً.. أن ذلك الكاتب الفرنسي لم يفغر فاه متعجباً من قبلتي المودوجة تلك.. إنما متعجباً.. من مراسيم الإنتحار المزدوجة تلك.. كيف أن مئات عشيقاتي من مغشر التبغ يمتن يومياً على يدي.. بينما أنا .. " دونجوان" السجائر.. أنتحر أيضاً.. فكل قبلات النشوة تلك تنثر في جسدي ثمن الظلم " حرمان التبغ من عشقه النار" .. سرطان الهوى المنتشر في أرجائي.. حتى إذا أُعدمت عشقاً.. لا تحرموا جسدي المتحلل من قبلات أرملتي السوداء.. درة العشق.. و "ضرة" محبوبتي.. الدنيا.. عليها السلام....

مقالات متعلقة