* الفقيد فطين داوود هو ابن الحركة الإسلامية البار وكان من اوائل الشباب الذين انتسبوا للحركة الاسلامية في الثمانينات

إتشحت بلدة أبو سنان بالسواد بعد وفاة الشيخ فطين حسين داوود من بلدة ابو سنان، البالغ من العمر 45 عاما ، والذي وافته المنية بعد ان عانى مؤخراً من غيبوبة إستمرت لأكثر من شهر على أثر إجراء عملية قسطرة لم تكلل بالنجاح ليسجل أكثر من 40 عملية قسطرة خلال سنواته الأخيرة علماً أن مرض السكري الذي ألم به قد تسبب له ببتر الرجل ومن بعد اربع سنوات إضطر الاطباء ببتر الرجل الاخرى.

هذا وقد تم تشييع جثمان الفقيد الى مثواه الاخير بعد ان صلي عليه في مسجد ابو بكر الصديق ومن ثم الى مثواه الأخير.
والفقيد فطين داوود هو ابن الحركة الإسلامية البار وكان من اوائل الشباب الذين انتسبوا للحركة الاسلامية في الثمانينات وكان من خيرة شبابها على مدار سنوات طويلة ويتذكره ابناء الحركة الاسلامية وهو ينشط في الترميمات التي نفذتها مؤسسة الاقصى في التسعينات في المصلى المرواني وتطوع بالعمل التطوعي في القرى المهجرة وشد الرحال للأقصى مجداً ومجتهداً حتى وبعد أن الم به المرض وأقعده بقي مثابراً وبدا مشوار زيارة المنازل ضمن عمله في لجنة الزكاة والإغاثة المحلية وكان يجمع الزكاة والصدقات لاخوانه الفقراء والمحتاجين ولاخوانه بالاراضي المحتلة وجمع الطرود الغذائية ومن ثم وزعها على العائلات المستورة في بلده ،علماً أن الفقيد كان قد فقد شقيقه الشاب قبل 3 سنوات.
هذا وكان المرحوم من اوائل من استقبل الشيخ رائد صلاح قبل شهرين في بلده ابو سنان حيث نظمت الحركة الاسلامية عشاءً خيرياً لاستكمال المجمع الاسلامي الذي باشرت به الحركة الاسلامية في البلدة.
وكان موقع العرب قد اجرى معه حوارا في مستشفى نهاريا وجاء في التقرير:
فطين داوود متزوج من امرأة صابرة محتسبة ، رزقا بإبنة اطلقا عليها اسم حميدة وفطين عمل في مصنع للأسمدة في كريات آتا لسنوات طويلة ، وكان يزن 130 كغم ، وخلال فترة قريبة ، هزل جسمه ونقص في الوزن واصبح وزنه 74 كغم .
وخلال تلك الفترة لم يذهب الى الطبيب ولم تجر له أية فحوصات مخبرية لمعرفة ما اذا كان يعاني من مرض ما ،ويقول فطين انه وفي أحد الايام وبينما هو في عمله ، شعر بدوار وغاب عن الوعي ، وعند نقله الى مستشفى رمبام في حيفا واجراء الفحوصات المخبرية له ، تبين ان نسبة السكر في الدم قد تجاوزت الـــ 600 ، وتبين ان شرايين الرجلين لديه قد اصيبتا بانسداد خطير ، مما استدعى اجراء عمليات جراحية مستعجلة . وفيما بعد ، تم اكتشاف انسداد اربعة شرايين رئيسية للقلب ، فنقل الى مستشفى ايخيلوف في تل ابيب ، وتمكن الاطباء من السيطرة على اصابة الشرايين وتم فتحها واعيد ثانية الى رمبام ، حيث اجريت له مرة اخرى عملية لفتح شرايين الرجل ولم تنجح العملية فتقرر بتر الرجل اليمنى من فوق الركبة.

ويضيف فطين بكل صبر وتجمل ، ان قدرة الله ارادت ذلك . اما بالنسبة لرجله اليسرى فقد اجري بها ثلاث عمليات جراحية ، كان الاطباء يقومون في كل عملية ببتر قسم منها حتى تم مؤخراً بتر كل ما تحت الركبة.
ويكون فطين بذلك قد اجريت له 36 عملية قسطرة والعديد من العمليات الجراحية وبكل ادب ووقار ، يبتسم ابتسامة العبد الفقير لرحمة الله ، بالرغم من ان من يجلس بجانبه يسمع آهاته وخلجات قلبه التي تمتزج بحمد الله وسبحان الله والله اكبر ولا اله الا الله.
الناظر اليه ، يعلم ان هذا الشاب الصابر الثابت على طاعة الله متألم ، ولكنه لا يستطيع اظهار تلك المشاعر حتى لا يشعر الآخرون بالآسى ومن ثم فهو يكره ان يشعره احد بالشفقة.
فطين كان حزين لان زوجته قاسمته العذاب خلال فترة علاجه وتنقله من مشفى الى آخر ، فهو يريد لها السعادة والهناء ويشكرها باستمرار على ما تحملته في السنوات الماضية.
فطين هذا الشاب المؤمن ، من الشبان الذين يتذكرهم الكثيرون في ترميمات المسجد الاقصى وبالذات المصلى المرواني ، وهذه شهادة اخوة له شاركوه العمل هناك .
في البداية ، رفض فطين التحدث عن معاناته مع المرض ، خوفاً من ان تكون هذه الاسطر فيها بعض الرياء وحب الظهور ، وخوفاً من ان يذهب كل ما تحمله من عناء ادراج الرياح ، وبالتالي وبعد سجال معه ، اقتنع بان يتحدث لنا ليتعلم اشخاص كثيرون من التجربة التي مر بها عسى ان ينفع الله بها الكثير ويتجنبوا تلك الاسباب للامراض.
فطين وقبل خروجي من غرفته في قسم الجراحة في مستشفى الجليل الغربي في نهاريا ، عانقني وقبّلني واخبرني بانه سامح كل من له عليهم حقوق ويأمل بالله عز وجل المسامحة لنفسه.