الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 18 / مايو 11:02

لأول مرة في مدارس سخنين مواجهة مع ذوي القدرات الخاصة برعاية المنال

أمين بشير مراسل
نُشر: 15/02/10 13:57,  حُتلن: 14:16

* جمعية المنال تقوم بزيارة شرائح من المجتمع السخنيني بهدف الشرح لهم عن اعاقتهم والتي لا يخجلون بها وفي محاولة لتقريب وجهات النظر لهم وتعريف القطاع الواسع من المجتمع

- هناء شلاعطة مديرة الجمعية:

*  نهدف الى تعزيز الاواصر بين ذوي القدرات الخاصة وبين المجتمع وان يتفهم المجتمع لاحتياجات هذه الشريحة وان الغالبية من ذوي القدرات الخاصة لا تشعر بأنهم عبء على ذويهم

باشرت جمعية المنال والتي ترعى ذوي القدرات الخاصة في مدينة سخنين الانطلاق بمشروع حيوي ومهم بالنسبة لهذه الشريحة في المدينة من خلال رفع الوعي والتحدث عن انفسهم وتغيير النظرات المسبقة عن هذه الشريحة والتي هي من المجتمع لديهم محدودية معينة لا يمنع من اندماجهم في المجتمع.

وتقوم الجمعية بزيارة شرائح من المجتمع السخنيني بهدف الشرح لهم عن اعاقتهم والتي لا يخجلون بها وفي محاولة لتقريب وجهات النظر لهم وتعريف القطاع الواسع من المجتمع بما يشعرون هم به بحيث بدات هذه الزيارات الى مدرسة "البيان" الثانوية.



المعاق عالم متكامل لديه نقص معين ولكن بالمقابل لديه مخزون من المشاعر
والتقى المربي السابق نبيل ابو يونس بطلاب المدرسة وتحدث عن الإعاقة التي ألمت به مؤخراً بعد أن شعر بمشكلة في النظر بحيث اصبح لا يستطيع ان يرى كباقي الاشخاص وهو امر تسبب له في البداية بضيق وحرج وسرعان ما قرر أن يواجه كل هذه المشكلة باصرار وتحدٍ وكان تحديه أكبر عندما انضم لجمعية المنال والتي تقوم بعمل جبار في دمج ذوي القدرات الخاصة بالمجتمع وترفع من معنويات منتسبيها، ولذلك فإنه لا يخجل ان يقف بين زملاء له وأي أشخاص آخرين ليتحدث لهم عن اعاقته ولكن مع التأكيد أن لديه قدرات جداً رائعة وهو قادر أن يشارك وان يساهم من خلالها بمساعدة مجتمعه الذي هو غالي عليه ويحبه ، كما ويريد أيضاً ان ينظر الناس جميعاً الى المعاق بأنه عالم متكامل لديه نقص معين ولكن بالمقابل لديه مخزون من المشاعر والقدرات وبإمكان أي منهم أن يساهم في رفعة بلده ولا فرق بينه وبين الآخرين في شيء. وأضاف نبيل ابو يونس إعتقدت في البداية أنني ساعاني من ظلام الدنيا وسرعان ما انتقلت إلى ظلام القهر في مواجهة مجتمع يحاول تهميشه ونبذه وفقط لأنه كفيف، وذلك كان اصراره اكبر فهو يقوم بامور حياته بشكل طبيعي ويساعد ابنائه بحل وظائفهم ولكن حسب قدرته.

نظرة الناس للكفيف وللآخرين ممن لديهم اعاقات
هذا وقد القت العاملة الاجتماعية هناء شلاعطة مديرة الجمعية بمداخلة تحدثت خلالها عن نظرة الناس للكفيف وللآخرين ممن لديهم اعاقات بعين الشفقة علماً أنها استطاعت أن تقهر كل محاولات المجتمع في زجها في عتمة بين جدران البيت، كما ونجحت في أن تؤسس لها واقعا مغايرا لحياتها يتدفق بالأمل مثل النبع، فلماذا ينظرون إلى ذوي القدرات الخاصة وكأنهم مخلوقات غريبة؟
وترى شلاعطة أهمية بتغيير الواقع الذي يعيشه ذوو القدرات الخاصة والنظرة التي تنظر اليهم، فإن بسبب نظرة المجتمع السلبية ضدهم بشكل عام هو امر يباعد بين المجتمع وبين ذوي القدرات الخاصة ونحن نهدف الى تعزيز الاواصر بينهما وان يتفهم المجتمع لاحتياجات هذه الشريحة وان الغالبية من ذوي القدرات الخاصة لا تشعر بأنهم عبئ على ذويهم، وبالمقابل على الأهل بشكل عام ان لا يتعاملون مع أقربائهم من ذوي القدرات الخاصة وكأنهم من عالم بعيد، ويفرضون عليهم الانزواء بين أربعة جدران وكانه لا يحق لهم الاندماج في المجتمع، ويحرمون من اتخاذ القرارات والتعبير عن الرأي، ويحكمون مسبقا بأن هذه الشريحة من الناس.

فهل لدى المجتمع شك في قدرات المعوق العملية؟
وتؤكد هناء شلاعطة إن وجود ذوي العجز بيننا لا يثير الشفقة بل العكس فإن وجودهم معنا يعلما الصبر والكفاح والأمل، فالإنسان الذي لديه عجز سوف يعلمنا الإصرار على حب الحياة ولقد أثبتت التجارب في العالم أن الشخص الذي لديه عجز يكون أكثر إنتاجاً وأن أكبر المصانع في العالم يكون العاملون فيها أشخاصاً ذوي عجز في أطرافهم وتكون هي المصانع الأكثر جودة لأن هؤلاء الأشخاص يعملون بجد واجتهاد من أجل تغيير نظرة الرأي العام تجاههم، لهذا يجب أن نفتح أبواب العمل إلى هؤلاء الأشخاص ليمارسوه حسب قدراتهم بعد تدريبهم وأننا بعملنا هذا يمكننا اكتساب أيدي عاملة قادرة على العطاء. فكل إنسان لديه القدرات الخاصة به وهو خبير نفسه لهذا يجب أن لا نشك في قدرات أي إنسان ما لم نتح له باب التجربة ومن بعدها نصدر الحكم.

الحق في التنقل والسفر والترفيه
بالرغم من أن التنقل والسفر حق من حقوق ذوي العجز إلا أننا نجد المجتمع يقف متناسياً أن هذا الحق من أهم حقوقهم فنحرمهم حق التنقل سواء داخل البلاد أو خارجها، وفي كثير من الأحيان نسمع أناساً يرددون كلمات تؤثر على الكثير من النفوس الضعيفة، فلماذا يتحملون مشقة التنقل بدلاً من أن يجلسوا في البيت، حتى إذا سافر أحد من ذوي العجز نجد الكثير ينظر إليه نظرة تساؤل لماذ هذا الشخص يسافر مع أن الكثير من الأصحاء لم يفسح المجال أمامهم للتنقل أو مغادرة منازلهم، وأيضاً ذوو العجز لا نسمح لهم بترك غرفهم أو التنقل في المنازل وذلك خوفاً عليهم من صعوبة التنقل والحواجز الطبيعية والنفسية، حتى التنقل لذوي العجز أثناء العمل والدراسة نجد الكثير من المصاعب والحواجز النفسية والطبيعية.

يجب أن نكثف جهودنا ونمحي ناحية الجهل في نفوس بعض أفراد المجتمع
وتخلص شلاعطة بالقول إن وجود ذي العجز بيننا لا يثير الشفقة بل على العكس يعلمنا الاعتماد على النفس، والأجدر بنا أن نحترم رأيه وننظر له بفخر وأن لا نخلق له الإعاقة النفسية من شفقة وعطف فهي التي تخلق منه إنساناً ذا عجز ويجب على المجتمع أن يسانده في قضيته ويوفر له التجهيزات والمنحدرات التي تقضي على عجزه، وأننا لو نظرنا إلى ما يكلف هذا الشخص الدولة من الناحية الاقتصادية في هذا المجال سوف نعرف أنه لن تكون هناك خسارة اقتصادية إنما يكون كسباً بشرياً فإن هؤلاء الأشخاص ذوي العجز عندما يتنقلون ويمارسون الحياة الطبيعية اليومية سوف يكونون أشخاصاً منتجين لأنهم كما قلنا ربما يتمتعون بعقول تفوق عقول الآخرين وأننا يجب أن نكثف جهودنا ونمحي ناحية الجهل في نفوس بعض أفراد المجتمع عندما يشكون بقدرات الشخص ذي العجز أو يؤثرون له المنزل حتى يحمونه كما يقولون من مشقة الحياة، إن هذه ليست هي الطريقة الصحيحة التي يقدمون خدماتهم بها لذوي العجز.

مقالات متعلقة