الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 11 / مايو 07:02

المحبة اصغر كلمة تختصر كلّ الوجود- بقلم: لمى مرجية- الناصرة

كل العرب
نُشر: 13/02/10 12:48,  حُتلن: 21:36

* حكم المحبة اكثر ديموقراطيّة من حكم الحبّ

* ما اتمناه هو ان يزرع الله في قلب كلّ منّا بذرة محبّة  لعلّها تسمخ مع مرور الوقت والزمان وتملأ المحبة كلّ مكان

* سأطالب بتغيير الحكم  سأتبع الموضة وأحوّل مقالي لمقال سياسي لبعض الوقت , ففي الانتخابات القادمة سأصوّت للمحبة وليس للحب

*  لنحتفظ بالمحبة في داخلنا , ففي يوم ما سنعود للتراب ونتحلل , لنتحلل مع المحبة فيمتلئ باطن الارض بها , وتنبت على سطحها اجيال غذائها المحبة ...

هذه هي تجربتي الاولى في كتابة المقالات, وأنا سعيدة جدا بكوني افتتح اوّل مقالاتي بالكتابة عن موضوع الحبّ ... أتنمى ان اتوّفق بخياري هذا وان تنال كلماتي الاعجاب ...


لمى مرجية

في الرابع عشر من شباط , تستنفر القوّات الشبابيّة في مختلف المحلات لشراء الهدايا , ففي هذا اليوم يحتفلون بعيد الحبّ... اليوم , وللمرّة التاسعة عشر , ها انا اصادف العيد , لكنني في كلّ مرّة اراه برؤية مختلفة عن التي قبلها , لا بد وانّ نضجي هو السبب في تغيّر نظرتي ...

في الصغر , كانت لديّ نظرة ساذجة , كنت اراه عيدا كباقي الاعياد فقد شبّهت الالعاب والاضواء لتلك التي كنت اراها في باقي الاعياد من فصح وفطر وميلاد واضحى...

لكن ما كان يلفت انتباهي هو مشاركة فئة واحدة من الناس وهم العشّاق وغياب باقي الفئات...

امّا الان , فقد عبرت الجيل المسموح للانضمام , ومع عبوري , نضجت فيّ الافكار ... أشعر بحاجتي لان ابوح بكلّ تلك الافكار , فأنا من اليوم اعتبر من الاعضاء المشاركين , ومن حقّي ان اقدّم تقريرا ادوّن عليه كل الايجابيات والسلبيات ...

 سأبدأ بالايجابيات , أوّل ما احبّه في هذا العيد , هو الرمزيّة فهو رمز للكثير , نهار يجبر الجميع ان يتذكروا هذين الحرفين اللذان محاهما من عقولهم الزمان والانشغال وروتين الحياة ... احبّ ايضا في هذا العيد , اللون الاحمر فهو لون يشبع غريزة النظر , يشعر العين بالشبع ويملأ زواياها بريقا...

 امّا السلبيات , فهي كون هذا العيد عنصري , ويعني فئة معيّنة من الناس وهم فقط العشّاق , ويتجاهل باقي الفئات , يتجاهل اطهر واقدس العلاقات المتواجدة في الدنيا ؛ من امومة وابوّة وصداقة واخوّة ...

أنا اليوم سأطالب بتغيير الحكم , سأتبع الموضة وأحوّل مقالي لمقال سياسي لبعض الوقت , ففي الانتخابات القادمة سأصوّت للمحبة وليس للحب , فحكم المحبة اكثر ديموقراطيّة من حكم الحبّ ... سأقوم بحملتي الانتخابيّة وسأبذل قصارى جهدي حتى تصل المحبة للحكم فبالاضافة الى معناها الاوسع والاشمل , فان انوثتي تحتّم عليّ ان انحاز للمحبة ذات صيغة المؤنث بدلا عن الحب ذي صيغة المذكر ... ليسامحني كلّ الذكور فأنا قبل ايّ شيء انثى ...

 لنحوّل مفهومنا لهذا العيد الى مفهوم اخر , مفهوم شامل اكثر يحوي داخله كلّ العلاقات الانسانية ويعني كلّ الناس , ليكون هذا العيد, عيدا للجميع ؛ للكبار والصغار , للاغنياء والفقراء , للمسيحيين والمسلمين ... اذا تحقّق ذلك فسيكون الرابع عشر من شباط اوّل عيد يحتفل به الجميع دون ايّ استثناء بعيدا عن التقسيمات البلهاء التي حصلت مع مرور الزمان وتراجع الانسانية داخل ذلك الكائن اللذي يدعى انسان ...

بين طيّات المحبة يرقد الحبّ بسلام , وترقد كلّ احاسيس الدنيا ...

اخيرا وليس اخرا , مهما اختلفت الكلمات فليس في ذلك ايّ خلاف , ما اتمناه هو ان يزرع الله في قلب كلّ منّا بذرة محبّة , لعلّها تسمخ مع مرور الوقت والزمان وتملأ المحبة كلّ مكان فيكون كلّ يوم من ايّام السنة بمثابة عيد... لنطهّر قلوبنا من الاحقاد ونفتح على صفحة جديدة بيضاء ندوّن عليها اجمل الكلمات , لنستغني عن كلّ المصطلحات التي لطالما شوّهت لنا لغتنا ... لنحتفظ بالمحبة في داخلنا , ففي يوم ما سنعود للتراب ونتحلل , لنتحلل مع المحبة فيمتلئ باطن الارض بها , وتنبت على سطحها اجيال غذائها المحبة ...

عيد محبّة سعيد على الجميع , فالمحبّة اصغر كلمة تختصر كلّ الوجود ... كلّ عام وانتم بألف خير ...

مقالات متعلقة