* صرصور: إسرائيل حرصت وعلى المدى أن تقصي المسلمين عن أي دور في رعاية أوقافهم من خلال مؤسسات ينتخبونها بأنفسهم وبإرادة حرة

أثار الشيخ النائب إبراهيم عبد الله صرصور رئيس الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير من على منبر الكنيست موضوع أملاك الأوقاف الإسلامية في يافا وبالتحديد محطة شرطة يافا والتي تعتبر بنايتها جزءا من المجمع الوقفي للمسجد الكبير ، إضافة إلى موقع المحكمة الملاصق للمسجد ، كنموذجين صارخين لانتهاك إسرائيل لحقوق المسلمين في أملاكهم الوقفية على اختلاف أنواعها وأشكالها ...

النائب إبراهيم صرصور

وقال الشيخ صرصور في خطابه:" صادرت إسرائيل منذ قيامها مساحة من مجمع مسجد المحمودية لغرض استغلالها كمحطة للشرطة ، واستمر الوضع إلى ما قبل فترة قصيرة حيث تقرر نقل محطة الشرطة إلى بناية جديدة ، إلا انه وبدل أن تعيد السلطات للمسلمين ما سرقت من أوقافهم ، فقد قررت أن تستمر في تحديها لمشاعر المسلمين ، وتجاهلها لحقوقهم المشروعة من خلال تسليم الموقع المصادر لشركة مقاولات إسرائيلية من اجل إقامة مشروع سياحي مطل على أقسام المسجد ومرافقه المختلفة ، وعلى حسابها ." ...
 

مأساة الأوقاف الإسلامية
جاء هذا الاستعراض لجانب من جوانب مأساة الأوقاف الإسلامية في يافا والمدن المختلطة الأخرى في مقدمة شرحه من على منصة الكنيست لمضمون اقتراح قانون تقدم به يدعو إلى انتخاب هيئات من المسلمين في كل مدينة وبشكل ديمقراطي لرعاية ما تبقى من الأوقاف الإسلامية بديلا عن ( لجان الأمناء ) المعينة حسب قانون ( أملاك الغائبين ) ...
وقال : " لقد مرت الأوقاف الإسلامية في إسرائيل بمراحل صعبة جدا منذ واحد وستين عاما ، وصودرت الأغلبية الساحقة منها ، ولم يبق في يد المسلمين إلا القليل منها خصوصا في المدن المسماة بالمختلطة ، حيث تعمدت ألحكومات المتعاقبة عدم الاعتراف بحق المسلمين بهذه الأوقاف رغم ثبوت هذا الحق عدالة وقانونا ودينا وعرفا ، وسعت عبر العقود المتعاقبة إلى إحكام سيطرتها عليها واستثمارها لمصلحة غير أهلها من المسلمين ، وصرفت ريعها في غير ما وقفت له عبر العصور ، بل وجعلت مجرد الكشف عن تفاصيل حجمها ومكانها وريعها مسا خطيرا بأمن الدولة . أما ما سمحت بإعادته من الأوقاف كبعض المساجد والمقابر فلم يتم إلا بفعل نضال مرير خاضته الجماهير العربية في البلاد ."...

المسلمون والمعارك القضائية
وأضاف : " كانت إحدى الوسائل التي استعملتها إسرائيل وبفعالية لمصادرة الأوقاف ، أن لجأت إلى استعمال وكلائها في إدارة هذه الأوقاف في مراحل معينة ، ساهموا إلى حد كبير في تصفية كثير من الأوقاف والتي ما يزال المسلمون يخوضون معارك قضائية من أجل إنقاذها من مؤامرات الماضي . حرصت إسرائيل وعلى المدى أن تقصي المسلمين عن أي دور في رعاية أوقافهم من خلال مؤسسات ينتخبونها بأنفسهم وبإرادة حرة، مما عمق الشعور بعدم الثقة المطلقة بين السلطات وجماهير المسلمين وهم يرون مقدساتهم تنتهك وتباع أمام عيونهم." ...
وأكد على أنه: " كان من المتوقع أن تبادر الدولة بإنصاف المسلمين من خلال إعادة ما تبقى من أوقافهم والسماح لهم بإدارتها من خلال هيئات منتخبة أسوة بما يجري في الوسط اليهودي. إلا أنه وبعد أن لم يحث ذلك كان لا بد من طرح مجموعة من القوانين لتنظيم هذه المسألة بما لا يمس أمنا ولا استقرارا ، ولكن مع الأسف وجدنا الصد والرفض سيد الموقف وعلى طول الطريق مما ينذر بتدهور الأوضاع أكثر وأكثر . "...
هذا وقد رفض وزير العدل في جوابه على اقتراح القانون التعديل المقترح في قانون أملاك الغائبين بما يسمح بانتخاب هيئات أوقاف شعبية، بدعاوى تنم في اغلبها الساحق عن رفض منهجي للاعتراف بحق المسلمين في أوقافهم...