- مجدي وتد:

* بعدما قررت ما هي رؤيتك الشخصية ما عليك إلا أن تتصرف على أنها تحصل وتتحقق ألان

* عليك أن تعلم أن الوصول إلي أي مكان لا يحتاج إلي جهد يذكر, لا تفعل أي شيء وسوف تصل بعد دقيقة واحدة

*  الرؤية بمثابة فنار حسبه توجه حياتك, وأحيانا يمكن أن تحدث لك أحداث ومواقف يمكنها أن تبعدك عن المسار الذي رسمته لنفسك وتحتاج لتغيير اتجاه على المدى القريب

في المقال السابق من السلسلة تحدثنا عن السؤال الأول أين أنت موجود اليوم؟ بحيث تعرفت على أهم إنسان في حياتك- أنت!, وقمت بتحضير خارطة شاملة ل :- ما هو الشيء الذي يدفعك للعمل؟ قيمك الداخلية ، كيف أنت في نظر الغير؟ القيم الخارجية , ما هي الموارد الإستراتجية المتاحة لك؟ وما هي العقبات التي تمنعك من تحقيق أهدافك؟
في هذا المقال سوف نتركز بالسؤال الثاني إلى أين تريد وتسعى أن تصل؟
تذكرت مشهدا جميلا من قصة "أليس في بلاد العجائب" يعبر عن المعنى العام الذي أتحدث عنه.
المشهد يدور بين "أليس" والقط الحكيم "تشيتشاير" عندما تسأله "أليس" عن الطريق.
فتقول: من فضلك هل لي أن أعرف أي طريق أسلك؟
يرد القط: يتوقف هذا إلي حد بعيد علي المكان الذي تريدين الذهاب إليه.
تقول أليس: إنني لا أعبأ كثيرا بالمكان.
يرد القط: إذن لا تهتمي كثيرا أي الطرق تسلكين.
وهنا تضيف أليس متسائلة: "طالما" أذهب إلي أي مكان؟
فيرد القط: نعم, نعم ستصلين بالتأكيد إلي مكان ما, بشرط أن تسيري كفاية.

عليك أن تعلم أن الوصول إلي أي مكان لا يحتاج إلي جهد يذكر, لا تفعل أي شيء وسوف تصل بعد دقيقة واحدة, ولكن إذا كنت تريد الوصول إلي مكان ذات معني فعليك أولا أن تعرف إلى أين تريد الذهاب أو الوصول.
أسألك بالله هل كنت تتخيل نفسك خارج إلى رحلة لمكان ما, من دون أن تحدد مسبقا إلى أين تريد الوصول؟.
الشيء العجيب انه عندما نتكلم عن حياتنا الشخصية, ليس دائما نوضح لأنفسنا مسبقا إلى أين نحن ذاهبون؟.
تدل الأبحاث الكثيرة التي بحثت مميزات الأناس الأكثر نجاحا أن لجميعهم توجد رؤية شخصية واضحة
لحياتهم ويعرفون ماذا يريدون أن يحققوا بحياتهم.
والآن هل تريد أن تكون من هؤلاء الذين يصنعون أقدارهم ونجاحاتهم؟
أم أنك سترضي بأن يختار لك الآخرون طريقة حياتك ورسالتك في هذه الدنيا؟
هل تتوقع النجاح والتقدم بينما أنت لا تتغير وتتعلم اكتساب مهارات النجاح وتطبقها؟

إن هناك قاعدة شهيرة تقول:
If you always do what you always done, then you always get what you always got”"
بمعنى: أنه من الجنون أن تتوقع التغير والنجاح إذا كنت أنت لا تتغير, لأنه من الطبيعي جدا أنك إذا كنت تفعل دائما ما تعودت عليه, فستحصل فقط علي ما تعودت الحصول عليه-بلا تقدم أو تغير.
والآن إذا أردت الوصول إلي القمة فقد حان الوقت أن تحدد لنفسك رؤيتك الشخصية (أين تريد أن تصل أو تحقق بحياتك؟)
سنتعلم في القسم الباقي من المقال كيف تفعل ذلك...

ما ذا تعني الرؤية الشخصية؟
الرؤية الشخصية عبارة عن صورة واضحة ومفصلة قدر الإمكان لمستقبلك,ولحياتك كيف تتخيلها أن تكون. وهي مبنية من تلك الأمور التي تلهمك وتحب وتريد أن تعملها.
الرؤية هي المكان أو الحالة التي تصل إليها في نهاية المطاف, يجب أن تكون واقعية بنسبة ما, ولكن يجب أن تكون أيضا ملهمة من جهة أخرى.بحيث أن التفكير بتنفيذها يشعل لديك الرغبة أن تعمل لتحقيقها وان تسبب لك دافعا لتنهض في الصباح.
الرؤية تعطيك الاتجاه وتساعدك على اتخاذ قرارات حكيمة, لأنك تصل إليها وأنت تفكر في النتيجة النهائية.
الرؤية تمكنك من أن تعمل من دافع المبادرة وفهم، لاين تتقدم، وما هو المكان الذي تصبو لتصل إليه. بالإضافة تعطيك الفرصة أن تعيش بقوة وتدفعك لتكون مبادرا وموجها لحياتك وليس فقط تقوم بالرد أو التصرف حسب الواقع لكي تمتنع من الوصول إلى الأماكن التي لا تريد أن تصل إليها.
بناء الرؤية باختصار يتكون من مرحلتين :
1- جملة الرؤية-وهي جملة قصيرة,بين 1-3 اسطر بحيث تعبر بها عن القيم التي تريد أن تعيش حسبها . أكمل الجملة التالية" أكثر طريقة حياة ملائمة لي وأريد أن أحياها طول حياتي هي."____________________________".
2- نص الرؤية- وهو وصف كلامي ومفصل بدقة لكل كلمة في جملة الرؤيا.
لكي تفهم ذلك أكثر سأعطيك مثالا لذلك:
مثال نفترض أن جملة الرؤيا التي كتبها احمد لنفسه هي:" أن أعيش عيشة وفيرة مليئة بالسعادة والإبداع ومساعدة الناس".
وكما ذكرت سابقا فان نص الرؤية يفسر بعمق ووضوح كل كلمة في جملة الرؤية, مثال لذلك نأخذ كلمة "عيشة وفيرة": يكون عندي 5 أصحاب مقربين لي , زوجة و3 اولاد, اجر شهري 10000 شيقل, رحلة خارج البلاد مرتين في السنة... الخ.
مهم جدا أن تفحص أن الرؤية تتلاءم مع القيم التي وضعتها لنفسك, وأنها صيغت بصورة ايجابية وملهمة وتشعل عندك الرغبة بتحقيقها.
بعدما قررت ما هي رؤيتك الشخصية ما عليك إلا أن تتصرف على أنها تحصل وتتحقق ألان, وسوف تندهش وتكتشف بعد فترة وجيزة أي نتائج حققت ولأي أماكن وصلت.

تحديد الأهداف
الأهداف هي نتائج مؤقتة في طريق تحقيق الرؤية.
حدد لنفسك 2-4 أهداف لتحققها في نطاق السنة القادمة. من اجل تحديد هذه الأهداف, اسأل نفسك :- ما هي الأمور التي إذا حققتها تقدمني وتقربني من تحقيق رؤيتي الشخصية أو على الأقل تضعني على المسار الصحيح لتحقيقها؟.
في المثال الذي طرحته أعلاه, كمثال احمد اختار التركيز في بداية الأمر على عنصرين من الرؤية: السفر إلى خارج البلاد ومساعدة الناس.
احمد حدد لنفسه هدفين لتحقيقها في السنة القريبة:
1- أن يقوم بتوفير 500 شيقل كل شهر من دخله الشهري من اجل الرحلة.
2- أن يتطوع في جمعية تساعد المحتاجين مرتين في الشهر,كل 5 و20 من كل شهر لمدة ساعتين.
ملاحظة مهمة أود أن انوه لها, انه عند وضعك لأهدافك يجب الانتباه للأمور التالية:
• هل تحقيق الهدف يقربك من تحقيق الرؤية؟(إذا كان جوابك "لا", فعليك اختيار هدف آخر)
• يجب أن يكون الهدف مصاغ بطريقة واضحة ومحددة وقابل للقياس.
• أن يكون الهدف يجذبك ويشعرك انك ملزم بتحقيقه.

الرؤية بمثابة فنار حياتك
في النهاية يمكن القول أن الرؤية بمثابة فنار حسبه توجه حياتك, وأحيانا يمكن أن تحدث لك أحداث ومواقف يمكنها أن تبعدك عن المسار الذي رسمته لنفسك وتحتاج لتغيير اتجاه على المدى القريب,ولكن الرؤية هي للمدى البعيد-ودائما يوجد لك فنار يمكنك أن تنظر إليه وتوجه المسار من جديد.
إذا غيرت مفهومك بالنسبة للأحداث التي تبعدك عن المسار الذي وضعته, وتفهم أن أحداثا غير متوقعه كهذه يمكنها أن تحدث دائما, يمكنك أن تنظر لمثل هذه الأحداث كتحدي وفرصة أو طرق أخرى لتحقيق رؤيتك.
لا يوجد وقت أفضل من الآن أن تضع لنفسك رؤيتك الشخصية.
في إطار هذا المقال أعطيتك بداية الطريق لبناء رؤيتك الشخصية, وسوف أهديك مجانا سلسلة "ابدأ اسبوعك بشكل ملهم!" كل ما عليك عمله الضغط على الرابط التالي وتسجيل اسمك وبريدك الالكتروني في النموذج الموجود من الجهة اليسرى من الشاشة.