الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 16:01

من يعيد غشاء البكارة للامة العربية - بقلم : زاهد عزت حرش

كل العرب
نُشر: 03/02/10 22:03,  حُتلن: 18:40

- زاهد عزت حرش:

* ها هي فلسطين المغتصبة.. التي نسمع ونعيش اغتصابها على امتداد ساعات النهار

* هكذا تصبح الكرامة مغتصبة، والشهامة العربية مغتصبة، والمروءة العربية مغتصبة، والارض العربية مغتصبة

* دخل الاستعمار الغربي بلاد العرب.. مع مطلع القرن العشرين ليستولي على الامة العربية بعد ان دام استعبادها من قبل الدولة العثمانية ما يزيد عن اربعة قرون

بداية
اضع هذا العنوان العبثي قصدًا لانني ابحث عن وسيلة او طريقة جدلية تتعمد اثارة نزعة الشرف، إذا ما تبقى شيئًا منها.. او اذا ما تبقى من قومية عربية، على صعيد الفرد والمجموعات، عله يكون هناك شيئًا من الفوضى والصخب الشعبي، يهدد، ولو ظاهريًا، العروش العربية من الخليج الغربي الى الخليج الشرقي.. وايضًا الى البقية الرابخة في ربى "فلسطين" الإسرائيلية، والرازحة تحت احتلال السلطة والاحتلال الصهيوني، بشقيها الفتحاوي والحمساوي.. عل التجريح والتذكير ينتج حقدًا فينتج غضبًأ فينتج ثورة!! على الرغم من قناعتي المفرطة بقول يتردد في ذهني وان اكتب هذه الكلمات الا وهو:
من يَهْنْ يَسْهُلُ الهَوَانُ عليْه مَا لِجُرْحٍ بِمَيِّتٍ إيــــلامُ
واما بعد..
دخل الاستعمار الغربي بلاد العرب.. مع مطلع القرن العشرين ليستولي على الامة العربية بعد ان دام استعبادها من قبل الدولة العثمانية ما يزيد عن اربعة قرون.. في حين ان جلاء الاتراك ودخول الفرنجة لم يكن بالساهل لا على المنسحبين ولا على الطامعين.. اذ ان الحركات الوطنية والثورية قضت مضاجهم في الاتجاهين.. وبقيت الكثير من منارات الكفاح مستمرة الى ان انجلى الاستعمار الفرنسي والانجليزي والهولندي والايطالي والاسباني ايضًا، الا ان بعضهم زرع في تربة العروبة الخصبة بذور الولاء له.. فباتت العروش والانظمة المختلفة في ظاهرها، المتجانسة/المتطابقة بكل حيثياتها الأخلاقية والسياسية.. اداة الاستعمار المسيطرة على هذه الارض المشبعة بالخيرات والتنابل.
هكذا اتاحت هذه الحقبة المزدهرة في شكلها الاستقلالي لانظمة عربية مستعمرة، ان تساهم بشكل غير مباشر، بعملية انتكاحها على يد الاستعمار الغربي والصهيونية العالمية، والاشتراك بفعل الاغتصاب الثلاثي لوطن كان يدعى فلسطين، نتج عنه في غضون حمل موبوء دولة غير شرعية، اطلق عليها اسم دولة اسرائيل.
هكذا فُض غشاء البكارة للامة العربية.. فاذا ما تصورنا خارطة هذا الوطن العربي من المحيط الى الخليج.. تبين لنا بكل وضوح، ان ارض فلسطين هي بمثابة خاصرة هذا الوطن.. وهي بمتدادها ما بين بلاد الشام شمالاً وارض الكنانة والحجاز جنوبًا، تمثل الى حد كبير قد امرأة ممشوقة القوام فارهة الطول، تمسك بديها اليمنى شواطئ البحر وبيدها اليسرى ضفاف الاردن العريق.. فهي اجمل عذارى هذا الشرق المتعب برمال الصحاري، ما بين الربع الخالي والصحراء الغربية وما يتبعهما.. هي اجمل العذارى الواتي استفحل التاريخ عشقًا بها.. فقام على غزوها اباطرة الازمنة على امتداد العصور.. ومن كان في شك مما اراه فالينظر لوحة لفنان فلسطين الراحل اسماعيل شموط التي حملت عنوان " العروس ".
اغتصاب جماعي..
ها هي فلسطين المغتصبة.. التي نسمع ونعيش اغتصابها على امتداد ساعات النهار.. من فوهات اذاعات العروبة وفضائياتها منذ ما يقارب قرنًا من الزمان.. بيد ان الامر لم يقتصر على هذا الاغتصاب القسري.. اذ تعداه الى الاغتصاب الجماعي الذي تعيشه الامة بكل اجزاءها، ارضًا وشعوبًا!! ها هي الدول العربية الجمهورية والملكية.. محكومة ومستعمرة بسلاطينيها وقيادتها وزعمائها، وبكل ما تملكه من خيرات وشعوب، لقوة تسيطر عليها من بعيد.
فالانسان العربي مغتصب مفعول به، بواسطة الانظمة الحاكمة وجيوشها التي اقيمت للدفاع عن اوطانها.. فما فعلت سوى ان استبدت بشعوبها على امتداد الليل والنهار.. فاصبح الاغتصاب فعل عادي يتكرر كل يوم في كل جزء من هذا الوطن المسبي الكبير. حتى ان اولاءك العرب الذين هربوا الى بلاد الفرنجة من سطوة القهر هم ايضًا مغتصبون، فضت عذريتهم، فجاء هروبهم خيارًا لكبت مرارتهم وخوفًا من استمرار هذا الاغتصاب الموبوء طيلة حياتهم، اسوة بمن لم يستطيعون للهروب سبيلا.
هكذا تصبح الكرامة مغتصبة، والشهامة العربية مغتصبة، والمروءة العربية مغتصبة، والارض العربية مغتصبة، والانسان العربي مغتصب، والملوك والحكام والازلام والخدام مغتصبون وغاصبون.. امة بكاملها مغتصبة من الوريد الى الوريد. فمتى ومن يا ترى يعيد لهذه الامة غشاء بكارتها.

مقالات متعلقة