*  أبو ريا بحث عن اسعادة والفرفشة من خلال السموم والمخدرات

- محروس أبو ريا:

* بدايتي تجسد حالة كثير من المراهقين الذين يعدون الهدف الأول لمروجي هذه "الآفة" الخطيرة، لإسقاطهم في براثن المخدرات والتجول في عالمها المرعب

* كنت طالباً في المدرسة كبقية الطلاب وعشت في بيت متدين بدأت ادخن في جيل 13 عام ورافقت مجموعة من الشبيبة الذين كانوا يدخنون

* اصبحت اقلد الشبان المرافقين وكان من بينهم ممن يشربون البيرة واحببت ان اجرب وهكذا انتقلت من السيجارة الى المشروبات وحتى وصل بنا المطاف لاستعمال السموم والمخدرات

يتذكر محروس أبو ريا تلك الأيام السوداء التي عاشها عندما كان في ظلمات المخدرات وغياهب الضياع والإدمان، فكان الهدف من دخول ذلك العالم هو البحث عن السعادة و"الفرفشة"واليوم بعيون تملأها الحسرة والحزن على ما فات وضاع من عمر وبرأس مرفوعة يتحدث مؤكداً أن كل ما كان من تلك السعادة قد تحولت إلى جحيم ونار مشتعلة تحرق كل ما هو جميل في حياته عندما بدأ مشواره مع التدخين لسجائر عادية وهو في الثالثة عشرة ربيعاً وقد انقلبت حياة ذلك الشاب يوماً بعد يوم إلى جحيم قد اكتوى منها فلم يتصور محروس أن تلك المتعة الآنية هي العتبة الأولى في طريق الهلاك والدمار ومدخل النفق المظلم، وأنه سيبقى أسيرا لتلك السعادة التي استمرت لحظات لسنوات، حتى تجاوز الأمر إلى البحث عن "صنف" آخر لتحقيق السعادة الزائفة حتى أصبح عبدا لتلك الأصناف من "الحشيش"، الهروين"، وغيرها، إلى أن سقط في مستنقع المخدرات.

الانشغال عن الأبناء هو السبب
ويقول محروس ابو ريا والبالغ من العمر اليوم 39 عاماً أعزب ويعمل مرشداً في وحدة علاج الإدمان في سخنين، أن البداية معه إنما تجسد حالة كثير من المراهقين الذين يعدون الهدف الأول لمروجي هذه "الآفة" الخطيرة، لإسقاطهم في براثن المخدرات والتجول في عالمها المرعب، عندما لا يجدون الرعاية والاهتمام والاحتواء من ذويهم المشغولين بأمورهم الخاصة تاركين أبناءهم في أيدي الشيطان وأصدقاء السوء ما يجعل دخولهم في هذا النفق الموحش حتميا إلا من رحم الله.


فتحي أبو يونس

أنا من بيت متدين ولكنني ضعفت
من جهته، يروي المتعافي محروس أبو ريا لنا تفاصيل قصته مع المخدرات والإدمان وهو في قمة الحزن والألم والندم عما فاته فيقول: "كنت طالباً في المدرسة كبقية الطلاب وعشت في بيت متدين أعيش حياة الطالب الطبيعية ولا أعاني أي مشاكل أو ضغوط أسرية،غير انني بدأت ادخن في جيل 13 عام ورافقت مجموعة من الشبيبة الذين كانوا يدخنون ومن ثم اصبحت اقلد الشبان المرافقين وكان من بينهم ممن يشربون البيرة واحببت ان اجرب وهكذا انتقلت من السيجارة الى المشروبات وحتى وصل بنا المطاف لاستعمال السموم والمخدرات.


محروس أبو ريا

كنت أرى الإحتقار لي في أعين كل من حولي
ويتحدث ابو ريا عن آمال الوالدين في رؤية الأبناء ناجحين ومستقيمين حتى شعرت ان كل تصرفاتي اصبحت مراقبة وبدأت أشعر بنظرات الشك من كل من حولي وأخذوا يراقبون تصرفاتي وسرعان ما اكتشفوا أمري وبدأت أشعر بنظرات الإحتقار والإشمئزاز منهم غير أنني لقيت الرعاية من الأهل الذين عملوا مرات عديدة لإدخالي مراكز العلاج من التعاطي والإدمان وبالفعل وقفت عند رغبتهم ودخلت المراكز، وبعد انتهاء مرحلة العلاج وخروجي من المركز سرعان ما كنت اعود للتعاطي مرة اخرى بالرغم من قناعتي الأكيدة التي كانت تنتابني بأنني قادر على الإقلاع عن التعاطي وضرورة التوقف حتى لا تدمر ما بقي من مستقبلي كون المخدرات بكل بساطة هي السير نحو الهلاك بخطى ثابتة وبطيئة والهلاك هنا بأنواعه المادي والاجتماعي والصحي وسقوط عرض الإنسان وكرامته.



الله إمتحنني بالسجن وهناك كان خلاصي
ويضيف أبو ريا ،لم أعي ما حولي حتى وجدت نفسي وراء القضبان بتهمة تتعلق بالمخدرات ومكثت مدة سنتين فكانت ضربة لتتسبب بإستفاقتي من جديد وتمكنت داخل السجن من تغيير نهج حياتي واستطعت من العلاج وقد تعرفت على اسلوب جديد في مكافحة المخدرات وتمكنت من النجاح وبقي ذك رهن الاستمرار على هذا النهج وممنوع ان اضعف امام المغريات ،ومع خروجي من السجن لجأت الى قسم الرفاه الاجتماعي في بلدية سخنين.

نجاحات أبو ريا تتجلى بعدد المقلعين عن الادمان
مدير قسم الخدمات الإجتماعية في بلدية سخنين فتحي أبو يونس والذي ينطوي تحت مسؤوليته مركز مكافحة تعاطي المخدرات يقول: محروس ابو ريا من الشبان الذين نعتز ونفتخر بهم بعد أن كان مدمناً واليوم هو إنسان نظيف من كل السموم والمخدرات وهو قدوة لباقي المدمنين.