الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 08:01

خالد عنبتاوي يكتب الى الى صديقة، عصية التعريف هذه الأسطر عن سرير الخطيئة

كل العرب
نُشر: 25/01/10 07:52,  حُتلن: 10:08

* سأسافر بين وعيي ولاوعيي باحثا عن الأنا التقليدية

الى صديقة، عصية التعريف....
ليس هذا نصا أدبيا بما يتضمنه الأدب من أحكام نمطية خشبية أو تقليدية، تجتر معها ما هو مقدس في المنهج السائد. انما نص يحاول أن يتبلور خارج سياق الموروث والمتعارف عليه، وفي هذا يقول درويشنا :" ليست الهوية ما نرث انما ما نورث" . يصر هذا النص على بلورة هويته مستدلا بقول الدرويش، بعيدا عن صنامية التقليد، المقرونة بعبودية فكرية وجوف إدراكي، وان كانت "مريحة" فهي تظل شقاوة ينعم بها الجاهل، على غرار المعرفة، ذاك النعيم الذي يشقى به العاقل،وفي هذا قول المفكر فريدريك نيتشي "وما الانسان الذي يكرهه الشعب الا صاحب الفكر الحر عدو القيود،الذي لا يتعبد ولا يلذ له الا ارتياد الغاب".
هذا النص لا يوطد الا سلطة العقل وادراكاته، منصب اياه قديسا باحثا وراء التحرر من أسلال الوصاية الموروثة، الموغلة في صميمه والحائلة دون تكوينه، التحرر الذي يضمن له (للعقل) - استنادا الى ايمانويل كانت، سلك طريق المعرفة – وان كانت وعرة، فالشقاء في وعور المعرفة هي الضامنة لديمومة العقل، على غرار النعيم في طرق الجهالة المعبدة مميته واله موته الحتمية. وبهذا تكتمل جدلية العقل والحرية، فلا عقل بدون حرية ولا حرية بدون عقل.
ان التوَعُر في متشعبات طرق المعرفة والحرية، لا بد له ان يُقرَن بالصراعات التي تعيد صياغة المُسَلم من جديد، الصراع!!! ذاك العنصر الحتمي الذي له ان يسبق أي تطور ادراكي او معرفي، ليوضح للمرء أي عبئ مرتبط بالحرية، وأية نشوة في تحمل هذا العبئ، (كنشوة الايلام لجرح باظفر وردي، بهدف استشعار لذة الألم).
تسافر وتتنقل بين ثنايا الوعي مفاهيم متداخلة بين الحين والأخر، تصطف عند مرافق العقل تنتظر الدخول الى مقصلة الوعي لينفذ لها عملية "فلترة" انتقائية لا تبقي به الا ما هو جنوني وحر، وتقذف منه كل موروث ومتعارف علية ومُسَلما به. عملية هضم فكري تُبقي به ما يضمن ديمومته، ويفتت ما يتبقى من كلسترول التقليد قاذفا اياه الى ما وراء الوعي، وما وراء الجسد، وما وراء الادراك. مفاهيم "كالخطيئة" "والعيب" "والخطأ" وما يتبعها من "كلستروليات" تقليدية متكدسة على مفاصل الوعي آن لها ان تتفتت وتتحلل، مهما كان العبئ كبيرا، ومهما كانت المهمة مُتعِبة.
ما بين الخطيئة على الأسرة، وبين "الخطايا" الكامنة وراء تأوهات لحنية ناجمة عن شفتين ملتصقتين، وجسدين متوحدين، صراع يظهر لنا الشخص الكامن بداخلنا الذي علينا التفوق عليه، الانسان الكامن في وسط الحبل ما بين الحيوان والانسان المتفوق، الانسان المتفوق الذي لطالما بشر به المفكر نيتشي قائلا :" انني اتيا اليكم بنبأ الانسان المتفوق، فما الانسان العادي الا كائن يجب ان نفوقه، فماذا اعددتم لهذا التفوق؟". احمد "الخطيئة" التي تنير لي الدياجي التي يرزح بها الانسان العادي بداخلي، كي اتفوق عليه، احمد "الخطايا" التي تضعني حائرا بالصراع بين ما ارث لما يجب ان أورث، احمد الصراع الذي لوماه ما اكن لأتفوق، فمَثل الحياة بلا صراع، كمثل السهول بلا مياه تَروِيَها، كمثل الفكرة بلا جنون يحييها، كمثل القدس بلا اقصى يبقيها.
لا ارغب في ادّخار الصراعات "والخطايا"، سأسافر بين وعيي ولاوعيي باحثا عن الأنا التقليدية مفتتا لها، مفجرا للأنا المتفوقة، غير أبه بحدودها تماما كموطني...فانا يا صديقتي متعب بحريتي كتعب القباني بعروبته...منهك بحريتي.....


شخص مجهول لم يأتي بعد 

مقالات متعلقة