بعث المطران عطا الله  حنا برسالة وصلت الى موقع العرب، يبرر بها الرسالة التي وقع عليها تحت ضغوط اناس يريدون زيادة لحمة الطائفة، وقد قال برسالته بأن البطريرك  ثيوفولوس ومن يدير له معاركه لا يعرفون الله ولا الضمير ولا الصدق ولا يريدون فعلا أي خير للطائفة أو للبطريركية أو للكنيسة، ويضيف برسالته بأن القضية هي ليست قضية شخصية بل هي قضية شعب ورعية ومصلحة عامة.

إليكم الرسالة كاملة، كما وصلت لموقع العرب.

تحية واحتراما وبعد،
 
فوجئت بل ذهلت من الاستغلال المغرض للرسالة التي كنت قد وقعت عليها بضغط منكم، ووجهتها الى المتربع على عرش بطريركيتنا ثيوفولوس.
في حينه، 3 أيلول 2007، وافقت على التوقيع على الرسالة، مثلما وقعت على رسائل أخرى سابقة، ليس لأنني مقتنع، بل لأنني أحترم رغبتكم أولا وصدقت ما كتبتم في الرسائل من ان التوقيع سوف يساهم في لحمة الطائفة ثانيا ولأنكم ألححتم علي في الضغط ثالثا . وقد عذبني ضميري طويلا بهذا التوقيع، لأنني كما تعلمون كنت أعيش أجواء التضامن الجماهيري الواسع التي تجلت في هذا الاجتماع الجماهيري الضخم في جديدة المنعقد فقط قبل يومين (1 أيلول ). ففي هذا الاجتماع قالت فيه جماهير عريضة جدا ، حوالي 2000 شخص، يمثلون جميع الاتجاهات والأحزاب والحركات السياسية الوطنية انها تتضامن معنا ومع قضيتنا .
لقد كانت تلك صرخة شعب بأسره ضد ممارسات ثيوفولوس الفاحشة، ضد قيامه بتسريب العقارات بشكل واسع ولجهات متعددة كما لو انه في مزاد علني وضد فرضه الحرمان على عدد من الكهنة العرب وقطع معاشاتهم لتجويعهم وضد ممارساته وزمرته المعادية للرعية . وكنت في قلب الحدث. الناس يثقون بي وبوقفتي وأنا أبكي تأثرا من تأييدهم وحرارة موقفهم الشريف .
فكيف بعد هذا أوقع على رسالة كتلك الرسالة؟
وقعت تحت ضغوطكم وأملا في أن تكون تلك مبادرة تساعد فعلا على أحداث تغيير . تأملت في أن يكون لكم تأثير عليه وقلت في نفسي أنكم بالتأكيد تريدون العمل الوحدوي والوطني، فلا تقبلون منه أية خديعة أخرى. فالقضية ليست شخصية . أنها قضية مبدئية تتعلق بمطالب تاريخية لرعية وطنية .
ولكن عندما قرأت الرسالة منشورة فهمت أن ثقتي لم تكن في محلها وأن لعبة قذرة تدور في الموضوع . وأدركت نهائيا وبشكل قاطع أن ثيوفولوس ومن يدير له معاركه لا يعرفون الله ولا الضمير ولا الصدق ولا يريدون فعلا أي خير للطائفة أو للبطريركية أو للكنيسة. فقد استغل هؤلاء طيبتي وصدقي في الالتزام المسيحي وفي ايماني بمبدأ التسامح لكي يواصلوا معركتهم الشريرة ضد الكهنة العرب وضد الطائفة وضدي شخصيا . فهمت ان هؤلاء، وصحيفة "الصنارة " التي تهرع لنشر موبقاتهم هذه، يريدون حرقي حتى يخرسوا صوتي فلا أتصدى بعد للبيوعات المرعبة التي يجرونها في عقارات القدس وفي محاربة الأكليروس العرب والطائفة وحتى يسكتوني عن محاربة فسادهم.
ولكن خسئوا.
 فأنا لن أسكت، بل بالعكس . الآن وصلت إلى قناعة نهائية لا رجعة فيها بأن الشيطان يحكم البطريركية بشخص أولئك الشريرين . ولا بد من تنظيف البطريركية منهم ومن أمثالهم. فهذه هي مصلحة الكنيسة . وهذه هي مصلحة القدس وعروبتها. وهذه مصلحة الطائفة العربية الأرثوذكسية وشعبنا كله .
وأنا أتوقع من حضرتكم أن لا تسكتوا على هذا التصرف الدنيء . ففي مثل هذه الفعلة تجلت النية الحقيقية لدى هؤلاء بتفسيخ وحدة الطائفة . وهم لهذا، ليسوا أهلا لأية ثقة حتى من طرفكم. وعليه يجب أن يحاسبوا. والاعتذار والتبرير لا يكفيان . إن المطالب التي رفعها أهلنا في جديدة وكذلك في المؤتمرات المحترمة في عمان وفي بيت لحم وبيت جالا ورام الله والناصرة وغيرها، هي الحد الأدنى المطلوب اليوم من السلطة الفلسطينية والأردن والطائفة العربية الأرثوذكسية الفلسطينية في الداخل وكل من يحب الخير للقدس العربية وللكنيسة الأرثوذكسية ورعيتها .
عنواننا وعنوانكم كان يجب أن يكون هذه الإدارة لهذه البطريركية، هنالك كان يجب أن تمارسوا ضغوطكم وتأثيركم إن كان لكم تأثير، وليس علينا، نحن أصحاب الحق والمواقف الشريفة .
 أيها السادة، إن القضية – كمنا سبق وقلت في اجتماع الجديدة وأجمع عليه بقية الخطباء المحترمين – القضية ليست قضية شخصية بل قضية شعب ورعية ومصلحة وطنية عامة . وما نحن بصدده لا يستدعي "صلحة عشائرية" ، بل يستوجب موقفا وطنيا نظيفا صارما لإحقاق الحق لأصحابه ولدرء المخاطر الجسيمة المحدقة بالقدس وبالكنيسة وبالمسحيين عموما في هذا الوطن الغالي. وأدعوكم باسم القدس وباسم فلسطين وباسم الكنيسة، أن تتماثلوا مع مطالب الشعب هذه وتضعوا حدا لسيطرة ثيوفولوس وزمرته على البطريركية .
كلي أمل بأن تتجاوبوا مع هذه الصرخة.