كسائر ايام العطلة الصيفية استيقظت الطفلة سجى في ساعة متاخرة من ذلك الصباح يوم السبت وسرعان ما انغمست في اللعب واللهو مع صديقاتها من بنات الاقارب والجيران لكن السماء فقط كانت تعلم ان ذلك هو يومها الاخير الذي بدأته سعيدة مليئة بالحياة والهناء بين اترابها وانهته تحت التراب ضمن ضريح لم يتعد المتر الواحد. كانت هذه سجى سامي عباس من كفركنا، الوردة الغضة ابنة الخامسة التي لقيت حتفها في حادث سير مأساوي حينما انحرفت سيارة الجيب التي قادتها والدتها في الطريق بين الرينة وصفورية وانقلبت في واد سحيق.
وجراء الحادثة اصيبت الوالدة واربعة من افراد الاسرة الذين سرحوا من المستشفى الى منزل العائلة بعد تماثلهم للشفاء لكنهم لا يزالون يعانون من التبعات.
وافاد كارم عواودة من كفركنا الذي كان يقود مركبته سائرا خلف سيارة الجيب وشهد الحادثة قال ان عطبا اصاب الاطار الخلفي للسيارة وفجاة انحرفت الى اليمين وسقطت في الوادي واضاف" اوقفت مركبتي وهرعت نحو قاع الوادي فيما كنت اتصل بسيارات الاسعاف وفور وصولي بان امامي مشهد مروع فقبيل النقطة التي استقر بها الجيب كانت سجى ملقاة على الارض تنزف من راسها وقد لفظت انفاسها الاخيرة بين يدي دون ان تنبس بكلمة واحدة وقبل ان تبلغ سيارة الاسعاف الاولى ولم يكن ثمة ما يمكن فعله لان الطفلة اصيبت اصابة قاسية."
ولفت عواودة انه اودع الطفلة جانبا وشرع في محاولة انقاذ شقيقها الفتى انــس(16 عـاما) الـذي علق تحت سـيـارة الجيـب واضاف" بعد لحظات من الحــادث هرع بعــض سكان المشهد الذين يسكنون قريبا وسوية تمكنا من رفع السيارة بالايدي وانتشلنا الفتى فيما انشغل المسعفون في مساعدة الجرحى.
واشار عم المرحومة ان رحيل سجى بهذه الظروف كان مفجعا ولفت الى انه تم تشييعها الى مثواها الاخير مساء يوم الحادث واضاف وهو يرقب صورتها وهي مكللة باكليل ورد احمر بين يديه" المؤلم ان هذه كانت صورتها الاخيرة حيث التقطت لها نهاية الشهر الماضي ضمن الاحتفال بانتهاء فترة الروضة وبدلا من ان تكون ضمن الصور الجماعية لابناء صفها تضمنتها صفحات الصحف في اطار خبر وفاتها ولم تحظ سجى بالملابس الجديدة التي كانوا في طريقهم لشرائها لموسم الصيف".