الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 04:02

ماذا وراء تهديدات ديسكين لأبي مازن؟!! بقلم الشيخ إبراهيم صرصور

كل العرب
نُشر: 22/01/10 22:17,  حُتلن: 08:01

* التطور غير المسبوق في قوته ووقاحته يجب أن يضع القيادة الفلسطينية مجددا أمام مسؤولياتها

* التهديد الإسرائيلي لرأس السلطة الفلسطينية ومن خلاله لكل الشعب ، يكشف مجموعة من الحقائق

طالعتنا صحيفة ( هآرتس ) بحر الأسبوع بخبر لقاء ضم رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي ( يوفال ديسكين ) ، والرئيس الفلسطيني محمود عباس / أبو مازن في المقاطعة برام الله ، والذي شهد تهديدا للأخير بتحويل الضفة إلى غزة ثانية ، وتشديد الحصار وعودة الحواجز التي أزالها الاحتلال في الفترة الأخيرة ، وإلغاء ( التسهيلات الممنوحة !!! ) ، إلى غير ذلك من إجراءات العقاب الجماعي ، إذا لم يسحب الرئيس أبو مازن طلبه للتصويت على ( تقرير غولدستون ) ...
بغض النظر عن صدق ما تناقلته وسائل الإعلام أو كذبه حول استجابة الرئيس الفلسطيني للتهديد الإسرائيلي ، فإن هذا التطور غير المسبوق في قوته ووقاحته يجب أن يضع القيادة الفلسطينية مجددا أمام مسؤولياتها ، وأن يدفعها إلى الانحياز الكامل للثوابت الفلسطينية ، وإلى الدفاع المستميت عن مصالح الشعب ، وإلى المضي بكل حزم نحو كشف الجرائم الإسرائيلية ضد الأهل في غزة بناء على ما جاء في ( تقرير غولدستون ) الدولي ، وأن تتشدد أكثر في رفض إجراء أية مفاوضات ما لم تستجب إسرائيل إلى المطالب الفلسطينية التي حددها الرئيس والتي بدأت تؤتي أكلها في ( التودد !!! ) الإسرائيلي ، وطلب وساطة بعض الدول لإقناع السلطة الفلسطينية بالعودة إلى طاولة المفاوضات ، والتي تأتي كلها في نظري في سياق عملية خداع لم تطل حتى جاء تهديد ( ديسكين ) ليقلب الطاولة في وجه هذه المحاولات ، وليكشف مجددا عن الوجه الحقيقي للاحتلال ...
هذا التهديد الإسرائيلي لرأس السلطة الفلسطينية ومن خلاله لكل الشعب ، يكشف مجموعة من الحقائق : الأولى : اعترافٌ إسرائيل صريح بأن مأساة / محرقة غزة كما وصفها نائب وزير الدفاع الإسرائيلي ( متان فلنائي ) ، هي نتاج إسرائيل بامتياز . هذه بديهية بالنسبة لنا ولكل أحرار العالم ، ولكنها مع الأسف ليست كذلك عند أكثرية دول العالم وعلى رأسها أمريكا ( أوباما ) ، فجاء تهديد ( ديسكين ) بتحويل الضفة الغربية إلى ( غزة ثانية !!! ) اعترافا بمسؤولية إسرائيل عما يجري في غزة وبلسان إسرائيلي مبين .الثانية : أن إسرائيل لا تسعى بجدية إلى الخروج من الأزمة التي دخلت فيها عملية السلام بسبب عنادها وتنكرها للحقوق الفلسطينية المشروعة وانتهاكها للشرعية الدولية في كل ما له علاقة بالقضية الفلسطينية وعلى رأسها القدس ، وإنما تسعى إلى فرض إرادتها وحلولها حسب مقاسها وبكل الطرق ، باللين إن كان فيه المُراد وإلا فبالقوة حتى وإن كانت في حق من تزعم أنه من حلفائها .الثالثة : إسرائيل لا تفرق بين فلسطيني وآخر ، فحماس وفتح ، وإسماعيل هنية وأبو مازن ( حبيبان !!! ) إن هم استجابوا لما تريد ، وإلا فهم الأعداء اللذين يستحقون أن تصب عليهم سوط عذاب إن هم تمردوا عليها ورفضوا الرضوخ لإملاءاتها . الشعب الفلسطيني كله عدو لإسرائيل كل إسرائيل ، إن هو قال ( لا ) ، وأصر على كامل حقوقه ، الحقيقة التي يجب أن تعيد الفلسطينيين إلى رشدهم وإلى وحدتهم ولحمتهم .
كان البعض يتوهم أنه ومع إعلان إسرائيل عن قطاع غزة ( كيانا معاديا !!!) استحق معه أن ( يغرق في البحر ) كما تمنى له ذلك أحد زعماء إسرائيل ، أن تعمل في الوقت ذاته على تحويل الضفة الغربية إلى ( جنة عدن ) ولو من باب دعم ( حليفها !!! ) كما تدعي ، ونكاية في حماس في القطاع ... هكذا يقول العقل السليم ، ولكن يبدو أن ( شِرْشء الحياء طَقَّ ) في عنق إسرائيل ، وعليه فقد تعاملت مع كل الشعب الفلسطيني في كل مكان بنفس العداء ، لأنها في الحقيقة لا تبحث إلا عن نفسها ، فلما لم تجدها هنا ولا هناك ، لجأت إلى تهديد أبي مازن ...
الذي يجب أن نفهمه أن تهديد إسرائيل تحصيل حاصل، وما على القيادة الفلسطينية في كل أرجاء الوطن إلا أن تستخلص العبرة وسريعا...

مقالات متعلقة