* قد تفوح رائحة الهزيمة ووجع المباغتة

*فرصة لاتعوض امام الآف الأسرى الفلسطينيون

*حين تتحول حكاية دبابة أصيب حديدها بصدأ إلى عنوان عسكري لا بد أن نقف عنده

*إعدام الدبابة جزء من طرد النحس الذي رافق هذه الدبابة التي تخلت عن حماية جنودها

ليست نكتة وليست قصة ساخرة في زمن العجب الذي نعيشه، لكن حين تتحول حكاية دبابة اصيب حديدها بصدأ (النحس ) الى عنوان عسكري لا بد ان نقف عنده . كان قرار الجيش الإسرائيلي ( اعدام الدبابة التي اختطف منها الجندي جلعاد شليط وقتل فيها بعض الجنود ) . قد تنهمر الرومانسية من بين اوراق القرار العسكري وقد تفوح رائحة الهزيمة ووجع المباغتة الذي سحب (شاليط ) من بين وحدته القتالية وعائلته وجعله رمزاً للمساومة امام الطرف الفلسطيني الذي وجد به صيداً ثميناً وخندقاً جديداً من خنادق النضال، وفرصة لاتعوض امام الآف الأسرى الفلسطينيون الذي وجدوا في (اسر شاليط ) فرصة للخروج من السجن خاصة اصحاب الأحكام الطويلة الذين تحولوا الى اسرى مهملين بعد ان كانوا مناضلين يشار اليهم بالبنان والإحترام .
الجيش الإسرائيلي يعتبر اعدام الدبابة جزء من طرد النحس الذي رافق هذه الدبابة التي تخلت عن حماية جنودها ، مع العلم ان لادخل للدبابة بالنحس بقدر ماهو شجاعة واقتحام ولحظات مضيئة  للطرف الفسطيني الأضعف الذي دخل مدار الطرف الأقوى ولعب اللعبة العسكرية المفاجئة التي تربك مخططات وعنجهية القوي .

 دبابة اسرائيلية يتيمة
الصورة الصغيرة امامنا دبابة اسرائيلية يتيمة تدخل منصة الأعدام والتحطيم ، اما الصور الكبيرة التي تقفز من جيوبنا وذاكرتنا العسكرية الكئيبة وقهرنا ، الذي يتراكم على عتبات السنوات ، مخازن الأسلحة العسكرية المكدسة في الدول العربية ، اسلحة عبر صفقات دولية بملايين الدولارات ، اسلحة مازالت نظيفة لم يلوثها غبار المعارك والانتصارات ولم تلتصق عليها بصمات الجنود .

النحس الشاليطي
طائرات ودبابات وصواريخ واسلحة بحاجة اليها او ليس بحاجة اليها ، المهم ان يتصرفوا كالدول القادرة على الشراء وعلى المنافسة وانقاذ الشركات الغربية المصدرة للأسلحة ، وكلما تتم صفقة شراء اسلحة من الغرب وتبدأ وسائل الأعلام في نثر الضجيج حول هذه الصفقة الهامة ، نشير نحن الى الأسلحة التي اشتريت في عزها واصبحت قديمة وصدئت ولم تستعمل حتى تحولت الى خردة لاقيمة لها ، ولا نعرف ماذا فعلوا بها ؟ قد تستعمل في المعارض العسكرية ، هذا اذا امتلكت الدول العربية الشجاعة في عرض اسلحتها النظيفة اللامعة امام شعوبها التي ستحاسبها على هذا التكدس المزري الذي علقنا على جدران التخاذل وايقظنا على استعمال بعض هذه الأسلحة على خلافاتنا العربية العربية . لا مقارنة بين اعدام دبابة اسرائيلية وبين مخازن عربية تئن من تخمة الآسلحة دون فعل ودون قرار ، لكن مجرد مقارنة عندما يتحدثون هم عن (النحس الشاليطي ) ونحن لا نفكربالنحس الراكب فوق اكتافنا ولا يريد النزول.