وسط ردود فعل دولية متلعثمة يشوبها الخجل والتردد تواصل اسرائيل اعتداءاتها على لبنان واستهداف البنى التحتية فيه ومحاصرته برا وبحرا وجوا، فيما طالت صواريخ المقاومة اللبنانية مختلف انحاء الجليل الاعلى من نهاريا في الغرب الى صفد شرقا وادت الى مصرع سيدة واصابة تسعين بجراح من بينهم مواطنون من قرية مجد الكروم التي سقطت على اراضيها اربعة صواريخ كاتيوشا. بينما قال الجيش الاسرائيلي ان العمليات العسكرية لن تنتهي في ايام فهو لا يزال يسعى لتخليص جثامين متفحمة لثلاثة جنود عالقة في دبابة فجرتها عبوة بزنة 200 كيلوغرام امس الاول.
ومقابل استمرار العدوان الاسرائيلي على لبنان وقتل نحو 50 لبنانيا هددت المقاومة انها لن تتردد بقصف مدينة حيفا بالصواريخ في حال استمرار استهداف بيروت وقد ابدت السلطات الاسرائيلية مخاوفها من انفجار مصانع كيماوية في خليج حيفا لافتة الى ان الامر سيؤدي الى خسائر مادية وبشرية كبيرة في المنطقة.
"حرب لبنان " ثانية!
وخلافا للهجة "الحربجية" التي ميزت وسائل الاعلام الاسرائيلة حذرت " هارتس" في افتتاحيتها امس مما اسمته "التورط" من جديد بحرب لبنان ثانية وقالت :"صحيح ان قوة الردع الاسرائيلية قد تضررت نتيجة خطف الجنود في الشمال والجنوب، سيما وان عملية حزب الله وقعت بشكل غير مفاجىء ولكن على اسرائيل الا تنجر للحرب بسبب خطف جنود خاصة انهم احياء". كما تضمنت الافتتاحية انتقادا واضحا للسياسة الاسرائيلية التي رفضت الافراج عن القنطار ورفاقه في صفقة التبادل الاخيرة واضافت: " لو اطلق سراحهم لما اقدم حزب الله على عمليته. ولو قبلت الحكومة مبدأ التفاوض مع حماس ربما نسجت صفقة لاعادة جلعاد شليط والتوصل لوقف اطلاق النار ايضا".