تأمين هدنة الشرف بين عائلتي أبو عمشة ونصير من مدينة الناصرة، التي توصلت إليها جاهة الصلح القطرية بالأمس، جاء بعد مجهود كبير واتصالات مكثفة بين أطراف الصلح والعائلتين وشخصيات من كافة اطياف الناصرة والوسط العربي، في الوقت الذي ظن كثيرون أن هذه اللحظة لن تأتي.
وقال الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية وأحد الساعيين في الصلح بين العائلتين في حديث لموقع العرب "إن الهدنة التي توصلت إليها جاهة الصلح القطرية بين عائلتي أبو عمشة ونصير خففت من حدة التوتر الذي ساد الناصرة في الأيام التي عقبت مقتل الشاب يوسف أبو عمشة". وردا على سؤالنا قال الشيح كمال خطيب "إن الهدنة تنطوي على التزام عائلة أبو عمشة بعدم الإعتداء على أي فرد من آل نصير لمدة ثلاثة أشهر والتي ستشهد محاولات مكثفة للتوصل الى اتفاق لعقد راية الصلح بين العائلتين".

ونوه الشيخ كمال خطيب الى "أن هدنة الشرف لا تشمل عائلة المشتبه بالقتل وكل من له ضلع فيه مع العلم أن هؤلاء تركوا المدينة، وأن الخلاف القائم هو بين عائلتين وليس بين طائفتين" كما قال.
وردا على سؤال آخر قال الشيخ كمال خطيب "إن عائلات نصير في مدينة الناصرة بإمكانها ان تعود لحياتها الطبيعية ابتداء من اليوم" مؤكدا "إلتزام عائلة أبو عمشة بهدنة الشرف المعلنة".
واضاف الشيخ كمال خطيب: "أنا اتفائل بهذه الهدنة واقدر موقف العائلة الثاكلة وأعتقد ان الأيام القادمة تحمل لنا الخير والهدوء اللذين سيعيدان الناصرة الى طبيعتها.
فيما استكر الاب جبرائيل نداف ممثلا عن سيادة المطران كرياكوس في اجتماع لجنة الصلح الجريمة النكراء التي راح ضحيتها الشاب يوسف ابو عمشة، وأكد على وقوف الجميع الى جانب العائلة.

ووجه شكره العميق للجنة الصلح على الجهود والمساعي الكبيرة التي بذلوها لتسوية وتسهيل الامور المعيشية والقانونية بين العائلتين المنكوبتين باستثناء بيت مرتكب الجريمة، وقال:" ان ما حدث لم يكن ترصدا ولا تتبعاً وقد قالت لجنة الصلح كلمتها في هذا الموضوع بل هي لحظة من لحظات الضعف وحظور الشيطان، ونقول للأخ ابو علي والد المرحوم وبصدق ان المطالبة بالقصاص على اي شكل من اشكاله يستطيعها كثير من الناس لكن العفو لا يستطيعه الا الرجال امثالكم الذين يؤمنون بالله وبالخير وبالسلام ويتفانون في سبيله مهما تتحداهم الظروف وقد جاءت الآية في القرآن الكريم تقول: " إن من عفا وأصلح فأجره على الله انه لا يحب الظالمين "، واضاف: "وجاء في الانجيل " لا تنتقموا لأنفسكم ايها الاحباء لي النقمة انا اجازي يقول الرب وان جاع عدوك فأطعمه وان عطش فاسقه لأنك لو فعلت هذا تجمع جمرنا على رأسه، لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير."