الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 09:02

كارثة شعب عند شعب فوائد - بقلم: تميم منصور

كل العرب
نُشر: 20/01/10 14:58,  حُتلن: 16:55

- تميم منصور:

* اليوم دولة هايتي المنكوبة آخر المحطات الأسرائيلية الكاذبة في التعاطي مع الأنسانية

* اذا ربطنا بين الزلازل والنكبات التي تتبعها ، فهناك اكثر من دوله تعرف كيف تقطف ثمار هذه النكبات

* العهر الاعلامي الذي يهلل لخطوة حكومة الفاشست برؤوسها اليمينية المختلفة اغاظ العديد من دهاقنة الصحافة المعروفين بمواقفهم المعتدلة

صدق من قال مصائب قوم عند قوم فوائد ، اليوم جدير بنا ان نقول زلزال قوم عند قوم فوائد ، وكارثة شعب عند شعب فوائد ، الشق الاول من هذا المثل ومعه كل تبعاته اكثر ما ينطبق على الشعب الفلسطيني في حاضره وماضيه .
فاذا قلنا مصائب :فهو ابو المصائب منذ ان وطأت ودنست اقدام الصهاينة ارض فلسطين ، واذا فرضنا ان للكوارث مردودها المشرق ، فهذا ينطبق ايضا على الفلسطينين الذين دفعوا ثمن كارثة الشعب اليهودي عند ما وقع عليهم زلزال بشري شتتهم وصادر حريتهم ، سبب هذا الزلزال جيولوجيا ومؤامرات الأنظمة العربية والمؤامرة الدولية التي حاكتها وفصلتها على مقاس الحركه الصهيونيه ، فتحولت الكارثه اليهوديه الى اشراقه على اثرها بزغ فجر الدوله العبريه الغاصبه .
اذا ربطنا بين الزلازل والنكبات التي تتبعها ، فهناك اكثر من دوله تعرف كيف تقطف ثمار هذه النكبات ، كي تخفي وجهها البشع وتظهر امام العالم باقنعة الواعظين ودموع الكاذبين ، لأنها لا تعرف البكاء ، فالسفاح لا يبكي ، فايديه دائما ًتقطر دما ًرغم انها مغطاه بقفازات مخمليه للتستر على دماء ضحايها ، بعد كل زلزال او كارثه تظهر هذه الأيادي محملة بالعقاقير الطبيه وأمواس التشريح وعبوات الأغذيه وغيرها .
بعد كل زلزال تهرع هذه الدول وتسابق الزمن للوصول الى الأماكن المنكوبه ، تقف في مقدمة هذه الدول اسرائيل والولايات المتحده وبريطانيا وغيرها .
المؤسسه الحاكمه والظالمه في اسرائيل تنتظر دائما ًهذه الفرص ، كي تكون السباقه في تقديم الدعم للمنكوبين ، فعلت ذلك في رواندا الأفريقيه ، كما قدمت مثل هذه المساعدات تحت رايات التلاحم الأنساني ، وزفرات الألم والحزن الى كل من تركيا والفلبين قبل بضع سنوات ، وعندما وقع زلزال القاهره الأخير ، توسلت اسرائيل للسلطات المصريه كي تبعث المساعدات لضحايا الزلزال المذكور، الحاح اسرائيل جاء للتغطيه على جرائمها ومجازرها في مدرسة بحر البقر ، وتصفية الأسرى من الجنود المصرين .
اليوم دولة هايتي المنكوبة آخر المحطات الأسرائيلية الكاذبة في التعاطي مع الأنسانية ، لقد وضعت حكومة الأحتلال كل ثقلها في البعثة العسكرية التي- طيرتها - الى الدولة المذكورة تحت اشراف ومباركة الثعلب الماكر شمعون بيرس وقد اعتبرها هذا الثعلب جناحاً ميموناً يعكس وجه اسرائيل التاريخي والأنساني امام العالم.
انطلقت هذه البعثة وهي محاطة بهالة ومتابعة اعلامية اسرائيلية خاصة كي يعرف العالم من هي اسرائيل ، كل يوم ينسج هذا الأعلام قصصاً بطولية جديدة عن انجازات هذه البعثة الخارقه وتضحياتها الأنسانية وتفانيها بأنقاذ الضحايا وحدها .
الهدف من هذا الأندفاع الكاذب هو لتحسين وتجميل صورة اسرائيل وخداع العالم واقناعه بأن الأصابع الرقيقه التي تتعامل برفق مع اطفال وشيوخ ضحايا زلزال هايتي ليست هي الاصابع التي ضغطت على زناد الطائرات والدبابات والبنادق التي حولت عشرات الاطفال الفلسطينين في قطاع غزة الى اشلاء وبيوتهم الى ركام ومزارعهم الى اراض محروقة .
الايادي التي تعالج وتدعم في هايتي ابادت عائلات فلسطينيه بكاملها اثناء العدوان الاخير على غزة ، هذه الايادي هي التي تمنع الحليب يومياً عن اطفال غزة حتى يموتوا جوعاً ، من يتباكون على ضحايا هايتي هم انفسهم الذين صفقوا للفسفور الابيض الذي انهال من الطائرات على اهالي غزة وهم انفسهم من يصادرون الحياة وكل معاني الانسانية لشعب بكامله .
العهر الاعلامي الذي يهلل لخطوة حكومة الفاشست برؤوسها اليمينية المختلفة اغاظ العديد من دهاقنة الصحافة المعروفين بمواقفهم المعتدلة ،كما اثار تساؤلات لدى هؤلاء الصحفين جميعهم تحدثوا عن الازدواجية في التعامل مع الفلسطينين وبقية شعوب العالم .
كتب يوئيل ماركوس في صحيفة (هآرتس ) يوم 19 | 1| 2010 مقالاً تحت عنوان ( شجاعة في تفجير المصائب وفشل السلام ) اشار في مقاله الى اندفاع الحكومة الاسرائيلية لتقديم الدعم الانساني بعد وقوع اية كارثة وراء حدودها ، في حين فان هذه الحكومة رافضة للسلام ، كما كتب ( بلوسكر ) مقالاً في يديعوت احرونوت في اليوم نفسه تحت عنوان ( بين هايتي وغزة ) تساءل فيه لماذا تحاول اسرائيل اليوم حرمان المواطنين في قطاع غزة من الحياة في حين هي تقدمها مجانأ لضحايا زلزال هايتي باسم الخيار الانساني ، هل الآنسانية تتجزأ ؟؟ اطفال غزة لا يختلفون عن غيرهم بحق الحياة والبقاء .
لسنا اعداء الدعم والمساعدات الانسانية ، فنحن نمتلىء بالحزن والرحمة والشفقة على ضحايا زلزال هايتي وكل ضحايا الانسانية.
لكن عهر الاعلام الاسرائيلي المكلف دائماً بحجب كل الممارسات والجرائم التي قامت بها ولا تزال حكومات الابرتهايد فيها تحول الى مصفاه لتنقية الوجه الاسرائيلي البشع . 

مقالات متعلقة