الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 17:02

نيو ستار الذي لم تأتِ ساعته بعد- بقلم: سيمون عيلوطي

كل العرب
نُشر: 20/01/10 11:15,  حُتلن: 14:58

* إذا كان هذا البرنامج الذي نحن بصدده يلبس ثوب (سوبر ستار) الذي يُقدِّمه تلفزيون المستقبل ، فعليه أن يتقن لباسه لهذا الثوب

* الاهتمام بالأغنية المحلية وبالمواهب لم يكن من ابتكار "عرفيزيون"، بل سبقته إلى ذلك بسنوات برامج عديدة ، أهمها كان برنامج "من أغانينا"

* أرى من المناسب هنا أن أسجِّّّّّّّل أن إعداد برامج فنية تُعنى بالمواهب، هو خطوة هامة، ولكنها تُعطي نتائج عكسية عندما تتحول إلى مجرد برامج لا تهدف إلى خدمة الفن وصقل الموهبة

كنتُ وسأظل من أكثر المنادين بضرورة الأخذ بيد مواهبنا الفنية ورعايتها والعمل على إعدادها بالشكل الفني اللآئق لتستطيع فيما بعد أن تأخذ دورها وتقف على قدميها في مجال الفن والابداع .

وبعد أن رأيتُ عدم جدوى خدمة ما تقدم أعلاه من خلال برنامج "عرفيزيون" الذي، نراه يصر على تقديم المواهب الغنائية بأغان محليَّّّة من حيث الكلمة واللحن، والملاحظ أن معظم هذه الأغاني "المحلية"، كانت وعبر السنين الماضية من عمر البرنامج، لا تربطها بالمحلية سوى أن كتَّابها وملحِّّنيها محليون، وظلَّت – كما أرى- تتأرجح ما بين المصرية واللبنانية من حيث الطابع والنكهة، وإذا صدف وقُدمت أغنية لها رائحة نابعة من جونا وطابعنا، فإنها كثيرا ما تأتي مهلهلة وضعيفة المبنى الفني الذي يُفترض أن يتوفر في الأغنية، وقد تُهمَّش وتُهمل هذه المواهب بعد انتهاء البرنامج مباشرة، ودون أن يلتفت إليها أحد القيمين على مؤسَّّساتنا الثقافية والفنية بُغية متابعة تتطيرها وصقلها، فينتهي الأمر بالكثير من هذه المواهب بالاكتفاء بحفلات الأعراس والمناسبات الخاصة، وبشكل يناقض روح "العرفيزيون" الذي يوحي بأن هناك محاولة جادة لإيجاد أغنية محلية ونجم محلي يستطيع أن يحملها ويحلق بها معتزَّّّّّّا عبر اجهزة الاعلام إلى العالم من حوله، ولكن إيحاء هذا البرنامج شئ ، والقائم على أرض الواقع شئ آخر لا يُلبِّّي حاجات مواهبنا،ولا يخدم قضيَّّّّّّّّة أغنيتنا المحليَّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّة على جميع المستويات والأصعدة.

والحقيقة أن الاهتمام بالأغنية المحلية وبالمواهب لم يكن من ابتكار "عرفيزيون"، بل سبقته إلى ذلك بسنوات برامج عديدة ، أهمها برنامج "من أغانينا" الذي كان يُشرف عن اعداده الشاعر المرحوم ميشيل حداد، ويُبث عبر "القناة الأولى"،ولكن لم يكتب لتلك الأغاني النجاج المرجو منها ربما بسبب عدم تكرار إذاعتها وترويجها، أو ربما (وهذا هو الأرجح) بسبب أن تلك الأغاني كانت بلا بصمة وهوية تميِّزها، وبالتالي لم تستطع أن تجد طريقها إلى الجمهور، فظلَّّّّت غريبة إلى أن تلاشت ونُسيت تماما.

وكم كانت سعادتي غامرة عندما شاهدتُ عددا من حلقات برنامج ( نيوستار) الذي يُقدَّم عبر فضائيَّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّة(mix) والذي يُعنى بتقديم المواهب الغنائيَّة إلى الجمهور الواسع. من خلال هذه الفضائيَّة التي أخذت فيما أرى تشق طريقها نحو الجمهور ممَّّّّّا يُلقي على عاتقها الكثير من المسؤوليَّة على مختلف برامجها، خاصة إذا كان الأمر يتعلَّق بمواهب يافعة نريد لها، وبكل مسؤوليَّة، أن تتطوَّّّر وتتبلور وتصل حدَّ النجوميَّة .

لا يحتاج المشاهد لهذا البرنامج أن يُبذل جهدا ليعرف أن الارتجالية والتخبط يظهران بوضوح أمامه، وأن اقحام مشاهد تمثيلية هزليَّّة لا تمت بصلة إلى مضمون البرنامج وروحه التشجيعية، يُخرجه عن طابعه، ولا تشفع له كما أظنهم ارادوا أن يرفهوا على جمهور المشاهدين ، فالبرنامج بحد ذاته ليس من الوزن الثقيل الذي يحتاج إلى مادة ترفيهية ، ناهيك عن أن الحوار الذي يدور مع الموهبة، يتمثل بالكثير من السطحية والثرترة الزائدة التي تساهم هي أيضا في تغيب متعة المشاهد، وتشتيت الموهبة وبعثرة استعدادها للغناء ، وان عدم تحضير الموهبة قبل التصوير يجعلها لا تعرف كيف تبدأ وأين تنتهي .

إذا كان هذا البرنامج الذي نحن بصدده يلبس ثوب (سوبر ستار) الذي يُقدِّمه تلفزيون المستقبل ، فعليه أن يتقن لباسه لهذا الثوب، وأن لا يدخل يده في(كم ) واحد منه ويترك ( الكم ) الآخر يلوح في الهواء، وأن يتعلَّم منه أمورا عديدة مثل فنيَّّّّّّّّّّّّة التصوير، والإضاءة، وإعداد الصوت، وأسلوب إجراء الحوار، وطريقة تقديم الموهبة ، والأهم من ذلك ، أو الذي يوازيه أهميَّّّّّّّّّّة ، هو تشكيل لجنة التحكيم ، فهناك تشكل من فنانين لهم خبرة واسعة في مجال أصول الغناء على مستوى اللحن، والوزن، والمقام الموسيقي ، وكذلك أسلوب الأداء، ومخارج الحروف وسلامتها، والحضور المسرحي للموهبة، أو ما يُعرف بلغة الجَّّّّّسد .

إن لجنة التَّحكيم التي اختارتها هذه الفضائية، لم تعمل كما يبدو على تنقية البرنامج من هذه الشوائب، وخاصة ما يتعلق بموضوع الغناء ، وعليه كان يجب إضافة فنانين يُتقنون بشكل علمي وفني جميع الأمور التي ذكرتها،ومن المفيد والضروري أن يأتوا بمعلِّمين يتابعون الموهبة التي ستشارك في المراحل المقبلة من هذا البرنامج ، من أجل إعدادها وتهذيبها ، ومن ثم إعادة تقديمها إلى الجمهور بصورة مقبولة فنيَّا .

أرى من المناسب هنا أن أسجل أن إعداد برامج فنية تُعنى بالمواهب، هو خطوة هامة، ولكنها تُعطي نتائج عكسيَّة عندما تتحوَّل إلى مجرد برامج لا تهدف إلى خدمة الفن وصقل الموهبة ، وان غياب التخطيط والتحضير الضروري لمثل هذه البرامج ، هو الذي يجعلها لا تعدو أكثر من كونها برنامج تمضية وقت وسد فراغ لا تحقِّق أي إنجاز للحركة الفنيَّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّة والموسيقيَّة في البلاد، وهذا يتبيَّن أيضا بفريق التَّحكيم الذي تشكل في هذه الفضائية، والذي أعتقد أنه غير مؤهَّل تأهيلا كاملا للحُكم على الأداء الغنائي ، والأصوات التي تتنافس في البرنامج .

وإلى أن يتحقَّق ذلك يبقى ( نيوستار) مثله مثل البرامج التي سبقته، مجرَّد محاولة فجة لم تأتِ ساعتها بعد .

مقالات متعلقة