الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 18:02

يا طَالِب الدِّبِس من ** النَّمس يحرم عليك ذوق العسل - بقلم: عمر رزوق

كل العرب
نُشر: 20/01/10 07:54,  حُتلن: 14:45

- عمر رزوق:

* من لا يعرف الجنرال كولن بالول الذي ذاع صيته بحرب الخليج ؟!

* إسرائيل في الحقيقة تقوم على الثقافة الدينية , حيث تمتلئ كتبهم المقدسة بالعديد من التبريرات

* العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لا ترتكز فقط على تناغم المصالح والسياسات والآمال بل على وحدة العقيدة والمصير كذلك

* يأتي بعض عربنا من علمانيين تقدميين متنورين يروّجون لبضاعة صانعها لا يستعملها , بل تبرّع لهم بها سمّا تسمموا به ويسممون به غيرهم

* يُظهر اليهود بشكل دائم كأصحاب حق في فلسطين وأنه الوطن التاريخي اليهودي والوعد الإلهي وتطمس وتغيّب بخبث كل حقيقة تسيء لإسرائيل

مدخل .....
هل يعلم حكّام الدول العربية , أن ديانة أهل إسرائيل هي اليهودية , وأنها تحتل فلسطين , منذ سنة ثمانية وأربعين , وأنها تعادي الإسلام , وتُظهر " رغبة " بالسلام ؟
إن إسرائيل في الحقيقة تقوم على الثقافة الدينية , حيث تمتلئ كتبهم المقدسة بالعديد من التبريرات , والإرشاد والتوجيهات , بأن من يقع تحت سيطرتها مصيره الاستعباد , وكثير من الحث على إبادة العباد . ( راجع العهد القديم سفر التثنية الإصحاح 20 من 10 إلى 16 ) . وعل كل حال , كذب من قال , بأن الأمر غير معلوم للأوساط الشعبية , وحتى لرؤساء الدول العربية .
حقائق .....
لكن الأمر الذي لا يخفى على البعض , بأن العالم الغربي , العالم الأول , له ارتباط وثيق بهذه الثقافة وهذه العقيدة , إن جذور هذا الارتباط تعود عند احتلال بريطانيا لأمريكا حيث أدخلت معها الدعوة للأصولية البروتستانتية الإنجيلية , حيث تقوم هذه العقيدة الأصولية على النبوءات التوراتية التي تدول حول دور إسرائيل الأساسي والرئيسي في حرب نهاية العالم المشهورة " بمعركة هرمجدون" والتي تسبق ظهور المسيح عليه السلام . لقد شبّت هذه العلاقة بقوة في عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريغن وهو من الإنجيليين الذين رسّخوا التحالف اليهودي الأمريكي بدعمه وتأييده المعلن المطلق لسياسة إسرائيل . وظهر المسوّقون والناشرون لهذه العقيدة بتكتّل اليمين المسيحي باسم " المحافظين الجدد " الذين تمكّنوا من تحقيق النصر بفوز بوش الأب بالانتخابات وبعده بوش الصغير , الذي أكمل مشوار أبيه وسالفيه بقوة أكبر وعلنية أوسع , حيث انخرط في التحالف " الصليبي " اليهودي الموجّه ضد الإسلام , وأفرز التحالف بين المحافظين الجدد والأصوليين الإنجيليين وحدة تكامل بين إسرائيل وأمريكا , وحدة تكامل أساسها عقائدي ومنهجها ديني .
يقول توم ديلاري أحد المحافظين :" إسرائيل لا تّعتبر مشكلة في الشرق الأوسط , بل إن إسرائيل هي الحل " . وهنا يطرح السؤال نفسه , حل لماذا ؟ الحل , أن تحقق إسرائيل النبوءة التوراتية المزعومة بهدم الأقصى وبناء الهيكل استعدادا لعودة المسيح عليه السلام بعد " معركة هرمجدون " حيث سيتبع المسيح عليه السلام جميع اليهود ويؤمنون به حسب العقيدة الأصولية الإنجيلية . ولكن , الذي لا يعلمونه لا هؤلاء ولا أولئك , بأنهم سيتبعون ويؤمنون بالمسيح الدجّال وأن المسيح ابن مريم عليهما السلام لم يؤمنوا به قط بل حاولوا قتله .
مداخلة .....
يأتي بعض عربنا من علمانيين تقدميين متنورين يروّجون لبضاعة صانعها لا يستعملها , بل تبرّع لهم بها سمّا تسمموا به ويسممون به غيرهم , لست أدري كيف لم يقرأوا ما كُتب على هذه البضاعة " غير صالح للاستعمال " .
استمرار .....
إن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لا ترتكز فقط على تناغم المصالح والسياسات والآمال بل على وحدة العقيدة والمصير كذلك , إن رؤى السياسات والعلاقات والتطلعات ووحدة المصير مستوحاة من عقائد الأصولية الصليبية اليهودية مباشرة, وعندما نقول أصولية صليبية لا نعني ولا بأي شكل من الأشكال الأحوال , ولا بأي شكل من أشكال التورية , ارتكازهم على أصول المسيحية التي قررها المسيح عليه السلام , بل نعني ارتكازهم على أصولهم التوراتية التي بين أيدينا . بهذا المحزون العقائدي الخبيث تتحرك أمريكا, وتتحكم بها كدولة وبسياساتها ثلّة من المتطرفين المهووسين المؤمنين بنبوءات هذا المخزون .
استخلاص .....
لا يمكن لأمريكا أن تتخلى عن حليفتها العقائدية والمصيرية إسرائيل أبدا برغم كل الوعود وأية وعود قد وعدتها أمريكا للحكام العرب وشعوبها أو للشعب الفلسطيني وسلطته ورئيسها , لأن كل هذه الوعود كاذبة ومخادعة مع سبق الإصرار لأنها تخالف مصالح إسرائيل في المنطقة . فليس الأمر بوعد من رئيس , ولا بابتسامات وقُبلات يوزّعها على المظلومين , ولا بتصريحات نارية يطلقها في المناسبات , ولا بالوعود التي أطلقها قبيل الانتخابات , فما بيده حيلة , إنما الأمر يتعلّق بالأيدي الحفيّة التي تقرر وتدير السياسات بناءا على المصالح العقائدية والإستراتيجية .
عودة.....
من لا يعرف الجنرال كولن بالول الذي ذاع صيته بحرب الخليج ؟! قال "" منذ أن قامت إسرائيل والولايات المتحدة ملتزمة التزاما متواصلا باتجاه إسرائيل , دولتان مرتبطتان معا إلى الأبد بواسطة قيم وأعراف مشتركة , وهذا لن يتغير إلى الأبد "" لذلك لا يجب أن نتعجّب ونستغرب من سياسة الولايات المتحدة ومواقفها وتصريحات مسؤوليها المتعاطفة والمؤيدة لإسرائيل حتى وإن كان الكلام به أي تلميح بالشجب لها فإن المصرِّح عندها يُبطن غير ما يُظهر , بل الغريب أن نستغرب غير هذا الموقف مهما اقترفت إسرائيل من مجازر وجرائم أو خروقات ومخالفات ,هكذا ستبقى المعايير , والمكاييل والتعابير والمبادئ والقيم والقوانين والأعراف وتتأرجح الديمقراطية مع تمايل الساسة الأمريكيين لتوافق المصالح والتخطيط الإسرائيلي . لهذا وبالرغم من أن استطلاعات الرأي بين الشعوب الغربية تشير إلى أن الغالبية يعتقدون بأن إسرائيل هي الخطر الأكبر على الأمن والسلام العالمي ( وليس إيران ولا العراق أو أفغانستان وهل من الممكن أن تكون السودان) , إلا أن أعتى وأشدّ ما قد يصدر من الولايات المتحدة وأوروبا الرسمية من انتقاد لإسرائيل , من غير المعقول أن يتعدّى في أشدّ صوره رعبا , في حال أخطر التجاوزات والانتهاكات والمجازر الإسرائيلية في جنين أو في قانا أو الفولاذ المصبوب وغيرها الكثير , إلا عتب أم صبورة حنونة بتعاملها مع ابنها الشقيّ الأرعن والذي تحاول أن تلفت نظرة بلطف وحنو بالغَين كي لا يؤذي نفسه , صابرة ومتحملة شتائم وقرف وإهانات ليبرمان ولانداو وغيرهم .
شرّ البليّة ما يُضحك .....
تعارض الولايات المتحدة وأوروبا من امتلاك دول الشرق الأوسط سلاحا نوويا أو كيماويا أو بيولوجيا أو أي سلاح غير اعتيادي مخافة أن يقع بأيدٍ إسلامية أو حكم إسلامي في قادم الأيام . ولكن لماذا لا يطال هذا المنع إسرائيل يا ترى ؟ لا تُحاصَر ولا تُعاقَب ولا حتى تُعاتَب ولا تُحارَب كما يُحارَب ويُحاصَر غيرها ممن يحاولون أو حتى يفكرون باقتناء هذا السلاح , ربما لأنه ليس لدى إسرائيل أي نوع من هذه الأسلحة , أو أن وجوده بملكية إسرائيل هو حق مشروع لها , لأنها بأمسّ الحاجة إليه لضمان أمنها وسلامتها من الخطر المحق بها المهدد لوجودها, الشعب الفلسطيني , أما الآخرون فلا أمن ولا سلام لهم لأنهم لم يرتقوا بعد لدرجة بشر , هذا ما تنصّ علية الديمقراطية الأمريكية والأوروبية , ديمقراطية وما بعدها ديمقراطية , ديمقراطية يستبسل ويستميت بعض بني جلدتنا بالدفاع عنها راغبين أن ننتهج نهجها .
استكمال .....
إن إسرائيل تكلّف الولايات المتحدة مليارات كثيرة , تدفع الولايات المتحدة لإسرائيل سنويا ثلاثة مليارات دولار ,غير أن " " حامي حمى العرب والمنقذ من الشرّ الذي اقترب "" السيد أوباما بن الحسين أثبت أفضليته لإسرائيل وزاد عليها 750 مليون دولار , كم هي حصة الفلسطينيين المحاصرين الجوعى من المساعدات الأمريكية ؟! إن الإعلام الأمريكي وتكاد تقول الأوروبي من صحف صفراء وإذاعات وفضائيات تتقن التحيّز الواضح والصريح لإسرائيل , ولا تكاد ترى نقدا أو حتى لوما لكل ما ترتكبه إسرائيل مبررة ذلك بحقها بالدفاع عن النفس, حتى أن التربية الأمريكية لطلابها لم يترفّع عن هذا التحيّز الظاهر , وبنفس الوقت ترى طواغيت العرب يتآمرون لتفريغ عقول الأجيال من كل ما يقوي ويعزز ثقافة الجوارح زارعين مكانها ثقافة الدواجن من خلال التعليم والإعلام , بل حتى خطب المساجد لم تخلُ من هذا التوجيه . يسطون اليوم على كل ما به من ملامح إسلامية في المناهج المدرسية يمسحونه بأوامر أمريكية لتوائم انبطاحهم لليهود والصليبيين وتتناسب وأخوّتهم لليهود تحت اسم بث روح المحبة والتسامح والإخاء والمسامحة , وبدعوى نبذ كل ما يدعو للعنف والإرهاب والكراهية والبغضاء , وبنفس الوقت نرى المناهج الدراسية الأمريكية والإسرائيلية كانت ولا زالت تسرد تاريخ المسلمين والصراع الإسلامي الإسرائيلي سردا مزيفا مشوّها مضللا , يُظهر اليهود بشكل دائم كأصحاب حق في فلسطين وأنه الوطن التاريخي اليهودي والوعد الإلهي وتطمس وتغيّب بخبث كل حقيقة تسيء لإسرائيل من احتلال ومذابح وتهجير وتهديم , وتعود وتكيل المديح لإسرائيل والثناء , لأن إسرائيل "" ديمقراطية تقدمية رائدة متفردة متميزة في منطقة الشرق الأوسط .
تساؤل .....
هل يعطينا هذا النمس من ***** دبس ؟!

مقالات متعلقة