الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 17:01

عُلا عرموش تواسي أطفال غزة وتقول : أُمنيتي الشهادة وكان حُلمي البقاءْ

كل العرب
نُشر: 16/01/10 08:01,  حُتلن: 10:58

 أمشي تائهاً, إلى أينَ؟ في الظلماءْ...

 لا أستطيعُ الرُِؤية أأنا ضرير..؟

يا لها من حقيقةٍ عمياءْ...

 أقعُ في حُفر الحياة, أنظُرُ إلى الأرضْ,

وأرى من فوقي السماءْ...

 يمشي الناسُ من حولي في استعلاءْ...

 ألا يُبصرونَ صغيراً في حُفرةٍ سوداءْ..؟

 لا أُصدق,كيف لهُم ذلك؟

أَلَمْ يَسمعوا النِداءْ..؟

 أرجوكم أكملوا طريقكم أيها الغرباءْ..

 تجاهلوني, كما تجاهلني الأقرباءْ...

 لا تخافوا علي, لا تفزعوا,

لدي تلك الصُخور الصماءْ...

 تُواسيني في وِحدتي في الصباح والمساءْ...

 آسفٌ لأنني أُريدُ أن أحيا,

فقد إعتراني فأصبح داءْ...

 لَمْ ولن أجد لهُ دواءْ...

غير أن تُمسكني قبضةُ الموتِ,

لأدخل لحدي ولِتُنزلوا دموع الرثاءْ...

لا تبكوا, لا تقفوا حِداداً لموتي,

فأنا كُنتُ من الماضي,

صفحةُ عُمري مُزِقت فعِشتُ لحظة إنقضاءْ...

 لم تبكي لأجلي حياً,

فلا تهدر دموعك لموتي الآن هباءْ...

 فأنا لا أستحقُ الحياةَ, أليسَ كذلك؟

أم أن لي حقُ البقاءْ..؟

ضيعتَ حقي في تكَبُركَ,

ففي نظرةٍ لم تتكبد عناءْ...

 روحي فاضت في الفضاءْ...

 عِطراً نُثرَ في الأرجاءْ...

 رحلتُ, سافرتُ,

تَبخرت روحي من بحر الأحياءْ...

سأُسافرُ بعيداً, حيثُ الخلود في جنة الشُهداءْ...

 نهايةٌ عظيمةٌ مؤلمةٌ مؤسفةٌ مُبكيةٌ,

تزرعُ العزيمة في القُلوبِ,

ولكن بسببها مَلكت الأحزان الأجواءْ...

 الحُزنْ..؟ ولِمَ الحُزنْ..؟ ألم تَسمَعْني..؟

سأذهبُ إلى الجنةِ, مع الصحابةِ والأنبياءْ...

سأموتُ لأحيا عند ربي في نعيم السُعداءْ...

 الشهادة, يا لها من أُمنية..؟

أُعاني في طريقي إليها,

أبكي, أنزف, أقع, أتهم, ألوم,

أتوهُ, أضيع, أخاف, أتألم, أُجرح,

أُقاسي, أحزن ويواسيني الحجر,

أُمنيتي الشهادة, وكان حُلمي البقاءْ...

ولكن كيف..؟ أأطلبُ الكثيرَ..؟

أُعذريني يا حياة,

فقد لبى الموت النداءْ...

 تخاذلت الروحُ, خارت قُوايْ,

جُرحتُ بأشواك الحياة, فنزفت الدماءْ...

 لم تبقى الروح, إستسلمت,

وعلت في الفضاءْ...

يا لسعادتها سترجع,

إلى من ملك ما في الأرض والسماءْ...

 ولكن ألا تُحس الروحْ..؟

تُهرول إلى أمنيتي وتترُكُ حُلمي,

تتخلى عنهُ كورقة إستسلمت ,

فهوت فخطفها الهواءْ...

 أيها الهواءْ,إلى أين أنتَ ذاهبْ..؟

إنتظرني حُلمي معكَ,

لا أُريده أن يرحل فسيُصيبُني الإستياءْ...

 هل يهونُ عليكَ أنْ تسمعَ بُكائي في الأرض والبيداءْ..؟

 فأنا طفلٌ أُمنيتي الشهادة, وكان حُلمي البقاءْ...

 أنا الشجاعُ, الطفلُ الصغير, الخائف الوحيدْ,

اليتيم المُتألم المجروح, الباكي الراجي,

الحافي الصامدْ, التائه الضائع في متاهات الحياة,

حاملُ الألم والأمل, المُستنجد وفي قلبهِ إباءْ...

 لا أخافُ من الجوعِ, ولو كان وحشاً,

فقد كان بيننا لِقاءْ...

 أصبحتُ مع وحشِ الجوع صديقاً,

فنِعم الأصدقاءْ...

 الماءْ, إلا الماءْ, لا تخف لستُ ظمآناً,

فماءْ عيني لم يترُكني في ظَماءْ...

 سالَ وسالَ ليرويني, أرتوي من دموع البُكاءْ...

 حالي, لا تخافوا عليها,

ولا تقلقوا, لا تُساعدوني, لا تمُدوا لي يد العونْ,

أرجوكُم, لبوا الرجاءْ...

 ماذا ألبس؟ وكيف أحيا؟ ماذا افعل؟

إلى أين أذهبْ؟ متى سأرجع؟ ماذا آكُل؟ وكيف أعيش؟

وأين أعيش؟ بماذا أُخطئ؟ كيف أُصححهِ؟

من سيسألني هذه الأسئلة؟ من سيُؤنبُني؟

من سيمسحُ دُموعي؟ من سيحضنني؟ من يؤويني؟

من سيصرُخُ في وجهي؟ من سيضربني لخطأي؟

وأُخطِأُ مرة أُخرى! كي تلمس يدي تلك اليد الحنون رغم قسوتها,

إذن هكذا ألقى الحُضن الدافئْ ,

سأُخطئ ُ, وحياتي كلها ستصبحُ أخطاءْ...

 إضربني على يدي,

لا أحفلُ ولو أصبحت حمراءْ...

 المهم أن تلمس يدكَ يدي لأُحس بشرايين النقاءْ...

 ولكن لماذا أنا..؟ بريءٌ سيُقتل برصاصةٍ طائشةٍ ,

وسيلحقُ بالأبرياءْ...

 لن أخافَ, لن أبتسمَ أمامكم,

وأصرخ وأبكي في الخفاءْ...

 ولكنني وحيدٌ بين الناس, أعيشُ مُغترباً في الوطن,

طفلٌ مُحبٌ, فقد جميع الأحباءْ...

 لن ألومكَ, أسفٌ مما بدر مني, أُعذرني,

السماح السماح, عِش حياتك في هناءْ...

 إعتبرني صفحةًً قد تبعثرت أحرُفها,

تاهت في كتاب الماضي, وأوان فتحها الآن جاءْ...

 لن أُجبرك, لن أدخل في حياتكَ,

لن أُخيفَ لكَ الأبناءْ...

 ولكن دمعُ طفولتكَ يصرُخُ ويُنادي في كنفات الحياة,

وضحكاتُ البراءة أتت من الماضي

لتقولَ لكَ:" أفِق من غفلتك يا إبن آدم وحواءْ"...

 لا أُريدُ منكَ مالاً, أُريدُ أن أكونَ سعيداً,

فمتى إشترى المال إبتسامة السُعداءْ...

 إمسحْ دمعي المدرارَ, أمسك يدي, ألبسني,

لا تترُكني أنام في العراءْ...

 ولكن لن تراني ذليلاً أبداً, أتوسل إليك!

لأنني أستطيعُ أن أنام في بيتٍ مُتحطم البِناءْ...

 سأموتُ برداً, سأشتعلُ لهيباً,

من يوحى في الصيف ومِن لذع البرد في الشتاءْ...

 بماذا سأُدفئُ جسمي الباردْ, وأُبردُ جسمي الدافئْ؟

وليس لدي رِداءْ...

 نعم صدقوني, لا أكذب, ولماذا أكذبُ..؟

أهوَ عيبٌ أن أقولَ كلمة الحقِ,

ولكنها برأيِكُم افتراءْ...

 كلماتي تبعثرت,تفتت,

وطارت في الهواءْ...

 من سيسمعُها ؟

والآذانُ أصبحت صماءْ...

 يا ليتَ كِتاب عُمري,

يعودُ بصفحاتهِ إلى الوراءْ...

 يا لغبائي الشديد, فالآن أدركتُ

أن صفحات الماضي,

غرقت في بُحور الدماءْ...

 قد فَنت أحرُفها,

ولكن قلبي لا يعرفُ لها فَناءْ...

 فهيَ راسخةٌ في قلبي,

أتذَكرُها, لحظات الأمل والألمْ,

وكثرة المُعاناة والشقاءْ...

 ولكن لماذا لا أنسى؟

ألستُ إنساناً قد علمتهُ الحياةُ النسيانْ؟

أم أن الذكريات المؤلمة والحزينة,

قد كُتب لها البقاءْ..!

 سُلبت مني الطفولة,

أُغتيلت البراءة,

عشتُ حزيناً بين السُعداءْ...

 " يا لها من ذكرياتِ طفلٍ!!"

أَأَبكي ما رأيُكم؟

أُعذروني على الإستهزاءْ...

 فقد إحتارت الدمعةُ والبسمة,

فكي أكونَ عادلاً,

سأبتسمُ بدموع البُكاءْ...

 نعم, سأبتسمُ رغم الآلام والمُعاناة,

سأضلُ مُتكبراً على الظُلم والظلامْ,

ولكن لدي كِبرياءْ...

 أرجوكُم لا تُخطأوا الظن بي,

فأنا لستُ عظيماً من ذلكُم العُظماءْ..!

 يُسلمون على الشعبِ,

وبعدهُ يغسلون الكُفوفَ بالصابون والماءْ...

 ولكنهُم يحتفظونَ بسلامِ واهمٍ

على شُجعانٍ جُبناء...

 آسفٌ لأنني قد كشفتُ الغِطاءْ...

 وقد تَبين أنكُم عُملاءْ...

 أيُ عَملٍ إنسانيٍ هذا؟

أينَ قُلوبُكم؟

أكرهُكم, لكنني لا أكنُ لكُم البغضاءْ..!

 فقد عُرف قلبي فيضاً بالنقاءْ...

 لا أُريدهُ أن يُلوثَ,

ويلحقَ بقلوبكم السوداءْ...

 إسمعوا نصيحتي ,

لكنني أُحذركم! أنني لستُ من النُصحاءْ...

 ولكن إمسحوا ما في قُلوبكم ,

قبل أن تمسحوا عن أياديكُم سلامَ شعبٍ شُرفاءْ...

 شعبٌ صامدٌ , فقير الأموال,

وفي البُطولة أثرياءْ...

 هنيئاً لكَ يا شعبُ,

يا مَن حُرمتَ من العيشِ في هناءْ...

 يا مَن أرضُهم إمتلأت بلحود الشُهداءْ...

 ودعنا أجسادهُم,

ولكنهم بأرواحِهم أحياءْ..!

 أوريناهُم إلى الثرى,

وعيشُنا بعد وداعِهم ساءْ...

 نَبكي على فِراقهم,

فلا تلومونا,

أيُلامُ من فقد الأحباءْ..؟

 ما أقساكَ أيُها القدر!!

أينَ قلبُكَ؟؟

ألا ترأفُ بالتُعساءْ..؟

 سلبتنا العزيز, وبسببك عُزينا,

وعانينا, أهُناكَ ما يُخففُ العَناءْ..؟

 قد مُزقت أثوابُنا,

ولم يعُد لدينا كِساءْ..!

 ليحمينا من مطرِ حارقِ!!

هطل من غُيوم الأعداءْ...

 يتبعُهُ برقُ الصواريخ ورعد المدافع,

نموتُ ونُقتل!

وماذا فعلوا ذلكُم النُبلاءْ..؟

 وقفوا ساكنين!!

لم ينبسوا ببنت شفة,

يا لهُم من أغبياءْ..!

 أُعذروني على إهانتكُم,

لكن قلبي نطق قبل لساني,

قلبي المجروح والمذبوح الذي لاقى الشقاءْ...

 بسببكُم أنتم أيها الرُؤساءْ..!

 لا تأسفوا على أنفُسِكم!

فإن العقولَ لن ترجعَ إليكُم!!

فما نفعُها ولا توجدُ قلوبٌ تنبضُ بين الأحشاءْ..؟

 واأسفاه ضاعت العُقول!!

إختفت القُلوب !!

إختنقت الرحمة والشفقة,

يا لكُم من مُهناءْ...

 إلى متى ستبقون أمواتاً أحياءْ.؟؟

 أمواتُ الضمائر والقلوب,

وتتنفسون الهواءْ..!

 بنيتُم المعابر,

حاصرتُم غزة فوق حِصارها!

مَنعتُم عنها الدواءْ..!

 صدَدتُم أهلَ الخيرِ عن مُساعدة البُسطاءْ..!

 والآنَ بنيتُم جداراً فولاذياً واهم ,

كي لا يمر الشِفاءْ..!

 شِفاءٌ ينتظرهُ الكثيرونَ,

أطفالاً شُيوخاً ونساءْ...

أتمنى من الله لكُم عاجِلَ الشِفاءْ...

مقالات متعلقة