الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 16:01

ليست نزهة نهاية الصيف...


نُشر: 09/09/07 12:54

يتراوح النقاش العلني في إسرائيل حول أسلوب وطريقة تكثيف العدوان على قطاع غزة بين الدعوة إلى اجتياح شامل وبين الاكتفاء بتصعيد العمليات العسكرية المحدودة والاغتيالات، التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي، ويبدو أن الموضوع لم يحسم بعد.  ويعكس هذا النقاش تخبطاً بين رغبة قوية للقيام بحرب شاملة ضد المقاومة الفلسطينية والانتقام من أهالي غزة وبين خوف من الثمن الدي سيدفعه الجيش الإسرائيلي في مثل هده المواجهة، التي تعرف إسرائيل أنها لن تكون نزهة نهاية الصيف. 
في حساباتها لا تكيل الحكومة الإسرائيلية صاعاً للمجتمع الدولي أو لحكومة فياض والدول العربية.  وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيفي ليفني، أعلنت بوضوح أن حكومتها مستعدة لتحمل الابعاد الدولية والإقليمية لاجتياح شامل للقطاع أو أي عقوبات جماعية تقرر إسرائيل فرضها على سكان غزة.  ترجمة هذا الكلام إلى لغة السياسة تعني عملياً أن إسرائيل تلقت الضوء الأخضر من الولايات المتحدة ومن بعض الدول الأوروبية وحتى من أطراف عربية.  ليفني وغيرها يتحدثون بنفس الدرجة من الحماس عن تصعيد العدوان على غزة، وعن تحسين العلاقة وتكثيف التفاوض مع حكومة فياض. هم لا يكلفون نفسهم حتى عناء التطرق إلى تأثير القتل والدمار في غزة على التفاوض والعلاقات المحسنة، مما يدل على أنهم يعتقدون أنه لا تأثير، وأن جرائم ضد الأهل في غزة لن تضر بالغزل الدائر مع من يسمى "المفاوض الفلسطيني"، لا بل وأن هناك من يعتقد في إسرائيل بأن ضرب غزة يسهل التفاوض مع رام الله.  يبدو أن اتخاد القرار، بالنسبة بالانتقال من الاعتداءات المحدودة إلى الاجتياح الشامل، مرتبطاً باعتبارات إسرائيلية محضة، وحصرياً بالخسائر المحتملة لقوات الجيش، والتي يجد المجتمع الإسرائيلي صعوبة في تقبلها والتسليم بها، وليس باعتبارات الرأي العام أو العلاقات الدولية.
يأتي العدوان القائم والقادم على غزة، بذريعة وجود حماس وسيطرة حماس، التي تصفها إسرائيل بالإرهاب.  لكن نفس الإسرائيليين الدين يدعون إلى الاجتياح بدريعة أنها "حماس" الاجتياح، يطالبون بعملية على نسق "السور الواقي"، والتي استهدفت السلطة الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات، والدي لم يكن ينتمي إلى حماس كما يعلم الجميع. 
القضية ليست فتح أو حماس، بل المشروع الإسرائيلي، الدي تريد القيادة الإسرائيلية فرضه على الشعب الفلسطيني، سواء بالعدوان والقتل أو بالمفاوضات والكلام الحلو.  لا يمكن القول بأن السياسة الإسرائيلية مصابة بانفصام الشخصية، بل هي منسجمة مع أهدافها، وتبقى الحرب والعقاب والانتقام أو التفاوض والغزل والعناق، مجرد أدوات لفرض الإملاءات وتحقيق المصالح والأهداف الإسرائيلية.
الخطط الإسرائيلية لاجتياح القطاع جاهزة، ولكن الخوف من الثمن يجعل القيادة الإسرائيلية مترددة في اتخاذ القرار العملي.  ولعل من أهم مصادر هذا التردد هو الفشل في الحرب ضد المقاومة في لبنان, والثمن الذي دفعه المعتدون.  من هنا فإن المقاومة وثقافة المقاومة عموماً أصبحت تفرض هيبتها وقوة ردعها في مواجهة أي عدوان أو حتى حرب شاملة.  في المدى البعيد فإن توازن الردع ، الذي تحققه قوى المقاومة والذي لا يختلف جوهرياً عن توازن القوى، قادر على الإسهام ليس في منع شن الحروب والعدوان الشامل، بل حتى على إجبار إسرائيل على إعادة حساباتها وربما إدخال تغييرات في سياسة القوة التي لم تعرف إسرائيل غيرها حتى الآن.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.72
USD
4.00
EUR
4.66
GBP
236743.26
BTC
0.51
CNY