الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 10:02

النــّسر الحرّ يقدم لزوار موقع العرب الاحباء فنجان قهوة ...

كل العرب
نُشر: 11/01/10 11:50,  حُتلن: 08:32

عذراً سيدة إيمان !!.. لم أسرق اسم برنامجك !!.. لكنني أحبها تلك السمراء !!.. أحبّ القهوة العربية جداً !!.. أعشقها بالهال وهي تغلي على النهار صباحاً كأنها وجه الشمس يتلألأ !!.. أدمنت عليها !!.. تثير شهوتي رائحتــُها وتنشيني !!.. أحبها أكثر من حبّ حنا مينة وعشقه لها !!.. والذي تساءل في روايته " نهاية رجل شجاع " : مــَن الذي زرع القهوة ؟؟ مــَن اكتشفها ؟؟ .. مـَن أوّل مــَن صنعها ؟؟ .. أسألُ الله َ أن يريح َ عظام َ الذي اكتشف القهوة في قبره !!...

لكني لا أفضلها صباحاً ،، مثله ،، مع سيجارة ،، وإنما مع صوت فيروز

وهي تشدو : في قهوة عالمفرق !!...

في موقدة وفي نار !!...

نبقى أنا وحبيبي

نفرشها بالأسرار !!...

أمــّا شاعرنا محمود درويش ،، فقد قال : أحن ّ إلى خبز أمي ،، وقهوة أمي !!..

وقال أيضاً : القهوة هي الصمت الصباحي ّ الباكر المتأنــّي !!...

القهوة ُهي َ مفتاحُ النــّهار !!...

ولكل ّ قهوته الخاصــّة !!.. إلى حدّ أقيس ُ معه درجة ذوق الشخص وأناقته النفسيــّة

بمذاق قهوته !!...

والقهوة الأولى يــُفسدها الكلامُ الأول ،، لأنها عذراءُ الصبــّاح الصامت !! ..

ثم يصف غليها في إناء على نار هادئة ،، ويتابع : آه لو كانت نار الحطب !!..

وتأملوا معي جمال شعر نزار في القهوة :

شاركيني قهوة َ الصبح ولا ــــ تدفني نفسك ِ في أشجانها !!..

يثب ُ الفنجان من لهفته ـــ في يدي ،، شوقاً إلى فنجانها !!..

هي َ من فنجانها شاربة ً ــ وأنا أشرب ُ من أجفانها !!..

وتطلعت ُ فلم ألمح سوى ـــ طبعة َ الحمرة في فنجانها !!...

ومن روائع أقواله :

صوت ُ الدّيك

مليء ٌ بالرّجولة ....

ولذلك ،، فإنّ كل ّ صبايا القرية

يتركن َ فراشهن ّ المبلــّل َ بالأحلام ِ

ليصنعنَ له قهوته الصبــّاحيــّــة !!...

أمــّا فنجان القهوة الآخر الذي أعشقه ،، فهو من نوع آخر ،، يملؤ مخــّي وقلبي ،، ويغذي عقلي وروحي !!... فنجان قهوة تقدمه الإذاعية المتألقة الألمعية ،، إيمان القاسم ،، صباح كل يوم جمعة !!...

وكم كان مدهشا ً ولذيذاً آخر فنجان قهوة ارتشفناه في ضيافتها !!..

وكل ّ فناجين قهوتها مدهشة لذيذة ذات نكهة خاصة !!...

تحدّثت مع ضيوفها حول قضية هامة ،، ألا وهي البحث العلمي !!..

وأين نحن ُ من البحث العلمي ؟؟!!...

لفتت انتباهي في البرنامج ،، قصة روتها الأخت إيمان ،، كانت قد

حدثت معها شخصياً ،، عندما دخلت إلى أحد المحلات لبيع

السجــّـاد ،، وقد لاحظت في يد البائع آلة تدرز وتخيط حافات وأطراف

السجادة بعد قصّها !!... وعندما سألته عن مصدرها ،، أجابها بأنها

صناعة ألمانية ،، وتبلغ تكلفتها سبعة وأربعين ألف دولار !!!!!...

عندها تساءلت السيدة إيمان وأنا أتساءل معها : إلى متى سنظل

نستورد من الخارج ؟؟... حتى أبسط الأشياء لا يمكننا تصنيعها ؟؟؟

نحن بارعون في المعاكسات والمحادثات في الفيس بوك ،، وفي

الغناء والرقص والأكل والنوم واللهو الفارغ وكل ّ التفاهات !!..

وإذا ما نبغ بعضنا ،، وخاض وغامر في مجال البحث العلمي ،، فإن

موارد الدّعم شحيحة ،، بل تكاد تكون معدومة !!...

والغريب العجيب في بلادنا هنا ،، أن ّ مــَن يبغي تقديم بحث علميّ

في موضوع اللغة العربية ،، يجب عليه تقديمه باللغة العبرية !!...

لغة عربية باللغة العبرية !!،، هل تستوعبون ؟؟؟

العالـِم العربي المصري الكبير أحمد زويل ،، عندما حصل على جائزة

نوبل للكيمياء ،، شكر جامعة أمريكية درس فيها ولم يشكر العالـَم العربي !!....

رغم أنّ الثروات العربية هائلة ،، وتستطيع أن تنشىء أكبر المعاهد

في العالم للبحوث العلمية !!...

يقول هذا العالم : ما زلت متحمساً لمشروعي المفضــّل ،، وهو إنشاء

جامعة للعلوم التكنولوجية في مصر !!...

فهل ــ يا تــُرى ــ يتحقق حلمه ؟؟؟

وهناك مــَن يكتبون بحثاً علمياً بسيطاً ،، ويظنون أنهم بلغوا به

حدود السماء ،، وامتطوا سروج السحاب !!...

إلى متى سنظل ّ مستهلكين فقط ،، عالة على الأمم ،، نقبع

في ذيل القافلة ،، ونقتات الفتات ؟؟؟

ليتنا ندرك يوماً قول جبران : ويل لأمة تلبس مما لا

تنسج ،، وتأكل مما لا تزرع ،، وتشرب مما لا تعصر !!..

مقالات متعلقة