الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 17 / مايو 19:01

قصة من داخل الاسى الغزي: ام تحتضن جثة ولدها الشهيد 16 ساعة

من اماني حصادية
نُشر: 10/01/10 13:51,  حُتلن: 18:28

* ام عبدالله جوجو : ربّيت ابني عبدالله ستة عشر عاما، وربّيته على حضني ست عشرة ساعة كاملة وهو ميت

كتبت شيماء يوسف التقرير التالي في صحيفة "اوان" في الثالث من الشهر الجاري, حيث سردت عبر سطور قليلة مأساة ام غزية اشمة احتضنت ابنها الشهيد 16 ساعة, تنقل جثته الهامدة الطاهرة من مكان الى اخر داخل بيتها المعرض لنيران القصف الاسرائيلي اثناء العدوان الغاشم على غزة العام الماضي. وصفت شيماء كيف كانت ام عبد الله تكابر مجاهدة متداركة هطل الدموع على ولدها خوف من ان يؤثر ذلك في انفس اطفالها الصغار الاخرين, الذين اعلمتهم ان اخوهم بخير وانه نائم فقط!!



اليكم الحكاية كما وردت:"حين تقابلها تجدها ترتدي ثوبا غامقا، وقد رسمت الدموع على وجهها أخدودين عميقين، رغم أنها لم تكمل عامها الأربعين بعد، وتحتضن بيدها كنزة صوفية رمادية ملطخة بالدماء الجافة، وحين تجلس قبالتها وتستمع لحكايتها تكتشف كم هو مفجع ما حدث معها، ولكن المدهش في الأمر هو صبرها وقوة تحملها، تقول أم عبدالله الجوجو (من منطقة تل الهوى في غزة، وهي أحد أحياء غزة الراقية): «ربّيت ابني عبدالله ستة عشر عاما، وربّيته على حضني ست عشرة ساعة كاملة وهو ميت».
ذلك كان في الأيام الأخيرة من حرب إسرائيل على غزة، حين شنت هجومها على منطقة تل الهوى، وكان الأب خارج المنزل، ولكن كانت الأم وأبناؤها الستة محاصرين فيه، وهنا اتصلت الأم بالأب تطلب منه النجدة، وألا يعود في نفس الوقت إلى البيت حتى لا يتعرض للخطر، وظل الأب في اتصال دائم مع الجيران ليطمئن على أحوال أسرته، حتى أنبئه أحد الجيران بإصابة ابنه الأكبر عبد الله، هنا لم يجد الأب حلا سوى الاتصال بالإذاعات المحلية وتوجيه المناشدات لمؤسسات الإغاثة.
الأم المكلومة تصف ما حدث معها قبل عام وكأنه حدث بالأمس القريب، قائلة: «نادى أحد الجيران على عبدالله كي يطمئن على أننا مازلنا على قيد الحياة، فخرج عبدالله الشهيد من مخبئه، وطمأن جاره، ثم عاد للمخبأ حتى ساعات الظهر، ثم عاد جارنا للنداء على عبدالله ليطلب منه أن يضع السلم الموجود داخل بيتنا فوق السطح، حتى يتمكنوا من الهرب إلى بيتنا ثم إلى الخارج، وحين خرج عبدالله هذه المرة ليتناول السلم، كانت رصاصة قناص بانتظاره، فاخترقت ظهره، وهنا سقط عبدالله أرضا، وصار يصرخ، هرعت إليه وسحبته إلى داخل البيت، وهناك لفظ أنفاسه، فلم أجزع، وتظاهرت أنه في حالة غيبوبة حتى لا يبكي إخوته ويرتبكوا ويخافوا، وكلما! سألني أحد إخوته عنه كنت أقول له إنه لايزال نائما، وبدأت أتنقل به من غرفة إلى غرفة اتقاء للقصف والرصاص، وحتى أحمي باقي أولادي».
تبكي أم عبدالله، وهي تتحسس قطعة من القماش عليها الكثير من الدماء الجافة، وتقول: «حين قلبته على ظهره كان ينزف بغزارة من أثر الرصاصة، فوضعت هذه القطعة من القماش حتى أوقف النزيف، وتحاملت على نفسي ولم أبك، ولكن أعماقي كانت تتمزق، كنت أشعر بحزن رهيب لا يُحتمل، ولكنني بحاجة إلى الصبر حتى أنجو بباقي الصغار».
أم عبدالله ترفع أصابعها المرتجفة أمام عينيها، قائلة: «ست عشرة ساعة أمضاها في حضني، وأنا أنقله من مكان إلى آخر داخل البيت، حتى استطاع زوجي الوصول إلى البيت ومعه سيارة الإسعاف، وهو يعتقد أنه سيجد عبدالله مصابا، ولكنه وجده شهيدا ممددا على أحد الأسرّة، هرعت إليه وبكيت وانتحبت. حين رأيت زوجي انهارت مقاومتي».
تستذكر أم عبدالله ابنها، وتستذكر هوايته لألعاب الكمبيوتر وكرة القدم، وشوقها له لا يمحوه الزمن، فهي تزور قبره باستمرار، وتقول: «كلما زرته أبكي وأقرأ له القرآن، وأطلب منه أن يزورني في المنام، وبالفعل يزورني في نفس اليوم، كلما اشتقت له أنام على سرير! ه، وأتحسس ملابسه».
كما ولفت انتباهي تعليق جميل على هذه القصة قال:<< قال الله عز وجل في كتابه الحكيم ,"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون" , "الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذابٌ أليم" ,"ولو ترى إذا الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون","ألا لعنة الله على الظالمين".
أيها الأخ الكريم، أيها الأخت الكريمة، أيها الشعب المظلوم المقهور، كونوا على يقين لا يشوبه أدنى شك أن كل ظالم سواء في بلدنا هذا أو في غيره من بلدان العالم إنما يحفر بظلمه حفرة عميقة لنفسه ولأتباعه، لايستطيعون الخروج منها، ولا تقوم لهم بعدها قائمة، ولا تنفعهم بعدها ندامة، بل سيكون ظلمهم فتحا ونصرا للمستضعفين المظلومين في مشارق الأرض ومغاربها عموما، وفي بلدنا خصوصا إن شاء الله تعالى، لعدم دوام الظلم، لأن عمره قصير، ولأن الله مع المظلوم ولو كان كافرا، فما بالكم إذا كان مسلما، وما بالكم إذا كان ما لحقه من ظلم في سبيل إعلاء كلمة الله بالحكمة واللين وبالتي هي أحسن.
ومن كان الله معه فلن يهضم حقه، طال الزمن أم قصر، وتاريخ البشرية، والواقع المعيش شاهد على ذلك إلى أن تقوم الساعة، وا! لأمثلة على ذلك كثيرة.>>

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.70
USD
4.03
EUR
4.71
GBP
247724.65
BTC
0.51
CNY