الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 08 / مايو 06:02

كلمتان في الطوائف


نُشر: 06/09/07 15:06

اصح يا ناجي العلي

من خلف ما مات.. ناجي العلي الشهيد المصلوب على صليب الحق والثبات عليه أنت  حيّ بإرثك الثقافي الوطني الرفيع وبروحك المحلقة كالنسر من فوق ضريحك في  مقبرة "بروك وود" اللندنية حتى سجرتك  الناطرة بين الناصرة وطبريا ، ما انفكت آلاف رسوماتك تحكي حكاية الزلزال وتنطق بلسان جرح مفتوح على مصراعيه. هي رسومات خططتها بدمك قبل عقود لا تزال تطبع الواقع الفلسطيني والعربي بصدق ورشاقة ودقة وكأنها خطت ليلة الأمس لكنها ولابد تخجل من تماديه على تمردها فباتت بحاجة للمزيد من الحّدة والسخرية. كي تبقى رسوماتك صور طبق الأصل لواقع اختلطت فيه معسكرات الأعداء والأشقاء والأصدقاء لابد أن تشحذ فاطمة لسانها وأن يفك حنظلة يديه من خلف ظهره ويثبتهما فوق رأسه هولا واستحياء لما ستراه عيناه، وأن يستعين الرجل الطيّب بالمزيد من السجائر لإطفاء بعض حنق وأسى جديدين. بموتك نجوت يا ناجي من رؤية ما آلت إليه ثورة الحرية واسترداد الحق السليب بزمن أمراء الطوائف في غزة ورام الله وعاشقي المؤتمرات والكاميرات والبروزيس. 
قالوا فيك وبغيابك الكثير من أحبوك وفي قلوبهم أسكنوك ولكن ربما مناجاة صديقك الشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي الذي يشاطرك حب الغلابا والنطق بصوتهم ربما يكون أوفاهم وأصدقهم تعبيرا عما لحق بشعبك. هذا هو الأبنودي يناديك:
إصحى يا ناجي العلي..قامت القيامة هناك. قامت قيامة ثمانية وأربعين.. غارفة في طريقها ذل السنين العاقر الناشفة..إصحى يا ناجي العلي..أهي صحيت الضفة..سن القلم من جديد"..
نحن من هذه المدينة
مهما كانت المصيبة موجعة يبقى الصلح  بين الناس سيد الأحكام دون التنازل بالطبع عن الاقتصاص من الجاني. شهدت الكثير المدن والقرى العربية هذا العام صيفا مبللا بالدماء والدموع جراء شجارات مجانية نشبت لأسباب تخلو من أي منطق أو مبرر تعكس حالة اجتماعية مريضة. وتشتد أعمال العنف خطورة حينما ينتسب أحيانا  طرفا الشجار لطائفتين مختلفتين فيفتح الباب أحيانا للهمس الطائفي وتستفز الغرائز خاصة إذا ما تحركت أيادي وألسن شياطين الطائفية  والجهالة والاصطياد بالمياه الآسنة طمعا بغايات سياسية شخصية وفئوية.
هذا الأسبوع فجعت مدينة الناصرة بمقتل المرحوم الشاب يوسف أبو عمشة في حادثة مأساوية نتيجة خلاف  اعتيادي وقع بينه وبين فرد أو أفراد ينتسبون لعائلة نصير فهل يقبل عاقل أن تكون خلفية ذلك طائفية؟ وهل كانت المأساة أقل مأساوية لو طعن المرحوم على يد من ينتمي لطائفته الدينية؟
يحسن الطرفان،أبناء أسرة الجاني والمجني عليه، صنعا مع أنفسهم ومع المجتمع النصراوي والعربي برمته حينما يحصرون المسؤولية عن الحادثة  بالمشاركين بها بمنأى عن الوقوع في خطيئة تحرمها شرائع السماء والأرض،التعميم.
لا بأس من تأكيد المؤكد والقول رب أخ لم تلده أمك ومن ترداد الشعار الدين لله والوطن للجميع ولكن التربية على التسامح ومقت التوجهات التي تزرع الفرقة والخراب تحتاج لممارسة عملية داخل كل بيت  ومدرسة وعلى مدار العام.
 وهذا ما واظب مجتمعنا بأغلبيته العظمى عليه والتراث يزخر بالقصص حول التآخي الحقيقي ونبذ الخطاب الطائفي وتفويت الفرص على أتباع " فرق تسد" ممن لا يريدون أن نكون جميعا في هذه الأرض ومن هذه المدينة.
أما إذا ارتدينا تسامحا وتنورا مصنوعين من البلاستيك يبقى بنياننا الاجتماعي هشّا وعرضة للتوتر والتصدع عند اصطدام سيارتين بحادث سير عابر في الناصرة وحيفا وعكا وكل مكان. 
مثل هذه الظواهر الآخذة بالانتشار عددا ونسبة لدى المجتمع العربي تؤكد حاجة راعيه لتمكينه وترتيب بيته وتقليص مساحة الخراب فيه قبل مقارعة السلطة من أجل نيل الحقوق وإلا هل يعقل أن نخوض مواجهة كبيرة للاعتراف بنا جماعة قومية فيما نعطي للهويات والانتماءات المحلوية والطائفية أن تكون الأصل والعنوان؟

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.70
USD
3.97
EUR
4.62
GBP
231603.77
BTC
0.51
CNY