الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 17:02

العرب أهل الكهف- بقلم: د.جمال عاصلة من عرابة

كل العرب-الناصرة
نُشر: 02/01/10 15:47,  حُتلن: 07:47

- د. جمال عاصلة:

*  بناء الجدار الفولاذي هو عمل اجرامي ووحشي يقطع اخر شريان للحياة لهذا الشعب البطل الصابر

* الامر يتنافى مع الواجب الانساني والاخلاقي وكذالك الديني والسياسي تجاه ابناء شعبنا واخوتنا انه رغم خطورة الجدار

* حسب وبموجب قانون الابرتهايد انحصر السكان مثل انحصار السكان الاصليين في جنوب افريقيا في بقعة ارض لا تشكل 13%من الاراضي جنوب افريقيا التاريخية

في الذكرى السنوية الاولى للحرب والعدوان الغاشم على اهلنا وشعبنا في غزة والقطاع وبالتزامن مع الذكرى وزيارة بيبي نتنياهو رئيس الحكومة الاحتلالية الاسرائيلية الى مصر ورئيسها البقرة الضاحكة مبارك لا بارك الله فيه تشن حرب اخرى ضد الشعب الاعزل من نوع اخر لا يمكن تسميتها الا حرب الحصار والتجويع والجيتو على غزة والقطاع .
ان بناء الجدار الفولاذي هو عمل اجرامي ووحشي يقطع اخر شريان للحياة لهذا الشعب البطل الصابر المرابط تحت قصف الطائرات والدبابات وتحت ازيز الرصاص في العراء وبين الركام وتحت السماء يتغطى بالبرد القارس .
ان هذا الجدار لم يقام لحماية السيادة المصرية وانما على العكس حماية لاسرائيل . وهو جدار الموت وهذا الامر سيحفز اسرائيل من توجيه ضربة وعدوان اخر مع انتهاء العمل من بناء الجدار .
من هنا نقول ان الامر يتنافى مع الواجب الانساني والاخلاقي وكذالك الديني والسياسي تجاه ابناء شعبنا واخوتنا
انه رغم خطورة الجدار وما سيجلبه من كارثة انسانية واخلاقية نرى ان العالم العربي والشعب المصري في سبات عميق نوم اهل الكهف يقف متفرجا مكتوف الايدي وكأنه يقول لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم وغدا وفي الامس هو- هل هناك حاجة للجدار الفولاذي ومن سيخدم هذا الجدار وما النتائج المترتبة من بنائه ومن ناحية قانونية وشرعية دولية هل يسمح ان يحاصر الشعب الفلسطيني حصارا اكثر من حصار الاحتلال ومنع المواد الغذائية والمساعدات الطبية والانسانية وحتى يمنع عنه اهم مقومات الحياة رغم ان اسرائيل الاحتلال وضعت الاف الحواجز وقطعت اوصال هذا الشعب حتى جعلته يعيش في وضع اكثر مأساوي اشبه بالكيتونات .ان الاحتلال الاسرائيلي والتجانس المصري الاسرائيلي يطبقان نظام الابرتهايد .
حسب وبموجب قانون الابرتهايد انحصر السكان مثل انحصار السكان الاصليين في جنوب افريقيا في بقعة ارض لا تشكل 13%من الاراضي جنوب افريقيا التاريخية وقد فرض هذا القانون على السكان الاصليين ان يحملوا بطاقات هوية لكي يحصروا الافراد المسموح لهم بدخول اماكن معينة والخروج منها .وتم اعتقال الألاف من السكان الاصليين بحجة وجودهم باماكن محظور عليها الدخول اليها ,والهدف الاساسي من هذا النظام هو ابقاء السيطرة بايدي المستعمرين ,وبموجب هذا القانون تم انتهاك حقوق الانسان حيث تم اعتقال الكثير من السكان الاصليين وتم تعذيبهم بطرق وحشية وتم ارتكاب المجازر البشعة ,واهمها مجزرة سويتو عام 1976 حيث قام طلاب المدارس الأفارقة بتنظيم مظاهرات حاشدة ضد نظام الابرتهايد وقامت قوات الابرتهايد بقتل اكثر من 500 شخص واصابة اكثر من 1000 شخص ,وقد صاحبت هذه المجزرة صحوة دولية بشان الانتهاكات التي قام بها المستعمرين في جنوب افريقيا ,وقد عقدت جلسة في الامم المتحدة وتم اصدار ميثاق الابرتهايد (الاتفاقية الدولية لمحاربة جريمة الابرتهايد والمعاقبة عليها),وبموجب قرارات عديدة من الامم المتحدة تم انهاء هذه الجريمة في جنوب افريقيا عام 1990.كلمة الابرتهايد جائت من لغة الافريكانز وهي لغة المستعمرين الهولنديين الذين استوطنوا جنوب افريقيا ,وقد عرفتها المواثيق الدولية ,بانها الدولة التي تستخدم وتكرس القوانين والسياسات وممارسات تنتهك حقوق الانسان ,بهدف ابقاء سيطرة فئة (عرقية او قومية او دينية)معينة على فئة اخرى ,وتعرف ايضا بالفصل او التفرقة.
منذ بدء الاحتلال الاسرائيلي عام 1948 وهو يمارس بحق الفلسطينيين شتى اشكال العنصرية ,حيث تم ابادة وتهجير مئات الألاف الفلسطينيين من اراضيهم وتم حصر الفلسطينيين بمناطق معينة (الضفة الغربية وقطاع غزة )بهدف تسهيل الاستيطان والهجرة اليهودية لهذه الاراضي وايجاد اغلبية يهودية على هذه الاراضي ,وهناك ايضا اشكال اخرى منها عدم تطبيق حق عودة اللاجئين الفلسطينيين التي هجرتهم العصابات الصهيونية من اراضيهم,كما انها قامت بتقسيم الاراضي الفلسطينية الى فئات أ ,ب,ج,بهدف ابقاء السيطرة الجغرافية والعسكرية على جميع الاراضي الفلسطينية وكما انها تميز بين العرب 48 والعرب الاسرائيليين الموجودين داخل الخط الاخضر من حيث الخدمات وايضا حق الحصول على الجنسية والحرية الدينية والعبادة وحتى التنقل ,واهم ممارستها للتميز العنصري هو بناء الجدار الفاصل الذي فصل بين اراض احتلت عام 1948 واراضي احتلت عام 1967 وهناك جرائم اخرى تمارسها الصهيونية بحق الفلسطينيين.
وهنا ياتي التماثل حيث يتبين لنا ان الاحتلال الاسرائيلي قام بنقل نظام الابرتهايد الى فلسطين وتطبيقه على شعبها . ان الاجراءات الاسرائيلية والممارسات ضد الشعب الفلسطيني في الشتات والداخل تتعلق بثلاثة جوانب : الاول -آيديولوجي
–اعتقادهم ان اليهود شعب الله المختار .
الثاني لا انساني –يكمن بالتنكر للشعب العربي الفلسطيني في تقرير مصيره وحقه في العودة.
الثالث-العملي وهو مجمل الممارسات والانتهاكات العنصرية من مصادرة واجلاء وتهجير وهدم وتجويع وصولا الى التمييز اليومي في مجالات التعليم والصحة والخدمات وتقييد الحريات السياسية والمدنية والحقوق الثقافية والدينية.
واليوم جاء دور مصر العربية لتزيد الامور اكثر خطورة وتفاقما وتحيط القطاع بجدار فولاذي مرفوض شرعيا دينيا اخلاقيا انسانيا وحسب كل القوانين والمواثيق الدولية .

مقالات متعلقة