الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 01:02

كوكب الشمس وتأثيرها على مزاج الإنسان !!! اكتشف مع موقع العرب

كل العرب
نُشر: 01/01/10 15:20,  حُتلن: 10:34

كان الفيثاغورثيون ينظرون إلى الشمس على أنها كرة صماء وكانوا يسمونها الدائرة الذهبية. أما إخوان الصفا فقد تحدثوا في كتاباتهم عن حركة الكواكب وتأثيرها في حوادث عالم الكون، وخاصة في تكوين النبات والحيوان والجنين. وقد أعطوا الشمس مكانة خاصة: فهي من العالم بمنزلة القلب من الجسد، وبقية الكواكب بمنزلة بقية الأعضاء. كما شرحوا بشكل مفصل أثر الشمس في أثناء سيرها. وإلى هذا الأثر تُنسَب صحة الحيوان ومرضه، وأحوال الجبال والوديان على الأرض، وحسن حالة الناس وشقاؤهم، وأمور الممالك السياسية، الخ.
ولكن وسائل المعرفة تطورت مع ظهور التلسكوب والأقمار الصناعية، وبتنا نعرف أن الشمس نجم في فوران دائم، يدور حول نفسه، وأن اندفاعات لغازات مشتعلة تنشأ على سطحه وتندفع في الفضاء. إن الأرض تسبح في فضاء شمسي. فالشمس قادرة على إحداث اضطراب في كهربائية الفضاء الأرضي وإحداث عواصف مغنطيسية. وهي، إضافة لكونها توفر الضوء والحرارة، فهي تمارس على كوكبنا تأثيرات أخرى غير تلك التي تستطيع أجهزتنا المتطورة التقاطها.


 

هل يرتبط مزاج الإنسان بفعالية الشمس؟
يقول Düll الذي درس حالات الانتحار التي حدثت بين 1917 و 1932 في برلين وكوبنهاغن وفرانكفورت وزيورخ أن عدد حالات الانتحار يرتفع بشكل ملحوظ عندما يزداد النشاط الشمسي بشكل مفاجئ. إذ لاحظ أن عدد حالات الانتحار يرتفع بنسبة 8 % في الأيام التي يحدث فيها ازدياد الفعالية الشمسية. ويرى بعضهم في هذه الحصيلة دليل على وجود اضطرابات في الجهاز العصبي تحدثها تغيرات مصاحبة في حالة الهواء الكهربائية. وإذا كانت دراسة Düll تعود لما قبل الحرب العالمية الثانية وتنقصها بعض الدقة الإحصائية، فقد أكد علماء آخرون من بعده وجود علاقة بين الانتحار والنشاط الشمسي. فقد أكد الدكتور أورمينيي Orményi من بودابست، بعد دراسته 2240 حالة انتحار أو محاولة انتحار مسجلة في عام 1964، علاقة هذه الحالات بالنشاط الشمسي. واحتمال أن تكون النتيجة الملاحظة محض صدفة يقل عن 1 %. ويذكر العالم ذاته بعد جمعه معطيات تتعلق بـ 5479 حادث سير حدثت في بودابست بين عامي 63 و 64 أن العواصف الجيومغنطيسية ترافقت بارتفاع نسبة الحوادث بنسبة 101 %.
وقد خلص الباحث إلى أن العواصف المغناطيسية خطيرة جداً، خاصة إذا ترافقت بهبوط مفاجئ في الحرارة. ويضيف: "يمكن استناداً إلى ملاحظاتنا إعطاء توقعات منتظمة عن عدد حوادث العمل إذا كان بمقدور علماء الفضاء التنبؤ بنشاط الشمس. وقد سمحت بعض التنبيهات بتخفيض عدد الحوادث بنسبة 10 – 20 % في الصناعة.
وفي عام 1952 خَلُص باحث آخر هو Martini، بعد دراسته لحوادث العمل (حذف منها الحوادث التي سببها خطأ فني مردُّه نقص أو ضعف في الأدوات، كما حذف الحوادث الكارثية، واحتفظ بالحوادث التي يسببها خطأ مردُّه عدم انتباه العامل وتعبه) إلى أن عمال المناجم يتعرضون لعدد أكبر من الحوادث في الأيام التي يحدث فيها تغير مغناطيسي قوي. أما الأيام الهادئة ففقيرة بعدد الحوادث.
لم تلقَ أبحاث Düll و Martini صدى كبيراً في الأوساط العلمية، كما لم تلقَ قبولاً كاملاً من جانب المختصين – إلى أن نشرت المجلة الإنكليزية المعروفة Nature أعمال ثلاثة باحثين أميركيين. فقد أراد طبيبان من نيويورك H. Frieotman و R. O. Becker، يساعدهما جيوفيزيائي هو C. H. Bachman، أن يعرفوا ما إذا كان سلوك المرضى النفسيين يتأثر بتبدلات العوامل الجيوفيزيائية ذات المنشأ الشمسي. وقد بحثوا عن معيار موضوعي لقياس ازدياد هذه الاضطرابات عند المرضى النفسيين فتركز اختيارهم على عدد القبولات اليومي لمرضى جدد في المشافي النفسية في نيويورك، وجمعوا 28642 حالة ما بين 1 تموز 1957 و 31 تشرين الأول 1961، ثم قاموا بحذف كل العوامل الاجتماعية والإدارية التي تلعب دوراً في عدد القبولات اليومي بحيث يتجنبون أي ارتباط خاطئ، وقارنوا المعطيات المتبقية لديهم بدالَّة جيومغناطيسية تقاس كل ثلاث ساعات في المرقاب المغناطيسي في فريدريكسبورغ في ولاية فرجينيا. وقد لاحظوا أن عدد القبولات يرتفع بشكل ملحوظ ففي أيام العواصف المغنطيسية الكبرى. وكتبوا يقولون: "لقد لاحظنا علاقة هامة بين الاضطراب النفسي الذي يعكسه عدد الداخلين إلى المشفى وشدة حقل الأرض المغناطيسي. كل شيء يحدث كما لو أن الأنظمة التي تحكم سلوك الإنسان تتأثر بحقول قوى خارجية. هكذا جذب انتباهنا بعدٌ مهمل يهمٌ علم النفس المرضي مثلما يهم السلوك الإنساني الطبيعي."

مقالات متعلقة