الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 17:02

امنيات على بوابة السنة الجديدة - الكاتب : نضال ابو الرب

كل العرب
نُشر: 31/12/09 20:29,  حُتلن: 07:38

- نضال ابو الرب:

* لكنني وبكل صدق اتمنى ان لا تكون توقعاتي وقراءتي للواقع السياسي الفلسطيني في محلها

* هذا ما اتمناه على الصعيد الفلسطيني ، وما اطمح انا وكل فلسطيني لبلوغه وتحقيقه في العام القادم


* كثيرا ما يتمنى البشر ، وكثيرا ما يتمنون ولا تتحقق الامنيات ، وكثيرا ما يخاف البشر من تحقيق امنياتهم ، وكثيرا ما يتمنى البعض ان لا تتحقق امنياته

عام رحل وعام هل ....... عام انقضى وعام اطل ...... عام مضى وعام ابتدى ....... عام غادر بكل ماضيه ، وعام قادم بكل ما فيه ...... عام سافر بكل ايجابياته وسلبياته وماسيه ، وعام ات وغالبية البشر وكل الناس في فلسطين ترتجيه ....... ان يكون عام الخير والبركة والسلام ، وان يكون عام المحبة والوئام ، وان يكون عام التسامح والتصالح والالتئام ، وان يكون عام انهاء الحروب وسفك الدماء ، وان يكون عام انهاء الظلم وكافة اشكال الاحتلال ، وان يكون عام الحرية والديمقراطية ، وان يكون عام فلسطين حرة عربية مستقلة وعاصمتها القدس ويعود اللاجئون بعدما تقطعت الاوصال .
كثيرا ما يتمنى البشر ، وكثيرا ما يتمنون ولا تتحقق الامنيات ، وكثيرا ما يخاف البشر من تحقيق امنياتهم ، وكثيرا ما يتمنى البعض ان لا تتحقق امنياته ....... ولكن ، لأن الواقع الفلسطيني صعب ، ولأن فلسطين محتلة منذ اكثر من واحد وستين عاما ، ولأن الفلسطينيين مشتتين في كل اصقاع الا رض ، ولأن القدس تدنس وتنتهك يوميا ، ولأن الانقسام الفلسطيني هو سيد الموقف ، ولأن المنقسمين ضربوا كل الجهود الرامية الى استعادة الوحدة الوطنية والمصالحة بعرض الحائط ، وجب علينا ان نتمنى وان نسعى بكل جد ، وان نبذل كل ما بوسعنا من اجل تحقيق ما نتمنى ، لأن التمني وحده لا يكفي بل يتطلب عملا وجهدا حثيثا للوصول اليه .
فعلى الصعيد الوطني الفلسطيني فانني اتمنى ان يتصالح الفلسطينيون ، وينهون نزاعاتهم وخلافاتهم الغير مبررة والغير مفهومة ، لأن استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية هي السبيل الوحيد والارضية الخصبة لتشكيل جبهة وطنية عريضة تكون قادرة على مواجهة مشاريع الاحتلال الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية ، وتكون قادرة على التصدي لمؤامرات الاحتلال ، وادارة المواجهة والمقاومة عبر وحدة وطنية حقيقية وبرنامج سياسي مجمع عليه ، واتمنى ان يثور الشعب الفلسطيني ضد المحتل ثورة غاضبة ومبرمجة ومعد لها بشكل جيد من اجل انهاء الاحتلال بكل اشكاله ، واستعادة كافة الحقوق الفلسطينية والمتمثلة بحق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة وعاصمتها القدس .
هذا ما اتمناه على الصعيد الفلسطيني ، وما اطمح انا وكل فلسطيني لبلوغه وتحقيقه في العام القادم ، لأن الحالة الفلسطينية صعبة ومعقدة للغاية ، ولأن الاحتلال في فلسطين طال امده ، ولأن الثورة الفلسطينية المعاصرة التي تصادف ذكرى انطلاقتها الخامسة والاربعين اليوم الاول من العام الجديد قدمت مئات الالاف من الشهداء ومثلهم من الجرحى والمعتقلين على مذبح الحرية والاستقلال ، ومازالت مستمرة ولم تحقق الاهداف التي انطلقت من اجلها ، لذلك ان الاوان لهذه الثورة ولفصائلها الوطنية ان تعيد دراستها لكافة خيارات النضال ، وان تحدد هدفها المعلن للمرحلة القادمة ، لأن ثورة طال عمرها ولم تحقق اهدافها ، ووصل بها ان تستخدم سلاحها الذي حملته من اجل مواجهة الاحتلال ضد بعضها البعض وجب عليها ان تفكر كثيرا وتتراجع عن اخطائها وتستعيد الوحدة ، وان توجه سلاحها ضد المحتل واعوانه وأن تعود للمبادئ والقيم التي انطلقت من اجلها .
ورغم كل هذا الطموح وهذه الامنيات المفعمة بالامل ، فانني استبعد اتمام المصالحة الوطنية ، واستعادة الوحدة الوطنية الحقيقية في العام القادم ، وبالتالي فانا استبعد خيار التحرير والدولة والعودة والقدس ، خاصة لأن الانقسام سيبقى ماثلا امامنا ، ولأننا أمام وجهتي نظر وعدم امكانية لقرب توصلهما الى اتفاق ، ولأن المفاوضات وصلت الى طريق مسدود ، ولأن حكومة الاحتلال غير معنية كما سابقاتها بالحقوق الفلسطينية وحرية الشعب الفلسطيني ، ولأن اطرافا فلسطينية ما زالت متشبثة بالمفاوضات وتلهث خلفها ، وترى انها السبيل الوحيد لتحرير فلسطين وعودة اللاجئين . واسنادا لذلك فانا لا استبعد وجود هبات فلسطينية في العام القادم ، خاصة اذا ما استمرت حكومة الاحتلال بهجمتها ضد الاحياء العربية في القدس ، واذا ما استمرت الحفريات تحت المسجد الاقصى ، فقد تصل الامور الى حد المواجه المسلحة ، واعتقد ان دولة الاحتلال تهيء نفسها لتوجيه ضربة قوية لقطاع غزة المحاصر.
ولكنني وبكل صدق اتمنى ان لا تكون توقعاتي وقراءتي للواقع السياسي الفلسطيني في محلها ، وان لا تصح هذه التوقعات ، وان يحدث ما اتمناه وما يتمناه كل فلسطيني ، وان يكون العام الجديد هو عام حرية الأسرى ، الذين لا حرية ولا كرامة لنا الا بتحررهم ، وهذا ما اعتقد انه سيكون في العام القادم بشكل جزئي عبر اتمام صفقة التبادل وخروج كم لا يستهان به من الاسرى ، وفي مقدمتهم الاسرى قادة الشعب وممثليه ، واصحاب الاحكام العالية والمؤبدات ، ومن امضوا عشرات السنين في سجون الاحتلال .

مقالات متعلقة