الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 09 / مايو 01:02

إزالة الاقنعة التي تخفي ضعف حماس والاسرائيليين بعد مرور سنة على الحرب

اماني حصادية مراسلة
نُشر: 28/12/09 13:50,  حُتلن: 14:40

* الشعب الفلسطيني في غزة ليس بحاجة الى الطعام فحسب. الغزيون يبحثون عن حريتهم

* بعد كل شيء قامت جيوش غربية بانتهاكات لا انسانية وغير قانونية في العراق وافغانستان وفما بالهم على الاسرائيليين

* حماس ما تزال على موقفها في عدم الاعتراف بدولة اسرائيل لان "فلسطين" في نظرها لا تزال تمتد اطرافها من المحيط الى النهر

يكتب مراسل الجارديان البريطانية من القدس , روري مكارثي تقريرا اخصه بالذكرى السنوية لمرور عام على بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة, الا انه على عكس كثير من زملائه الكتاب والصحافيين تناول الموضوع من جانب جديد, حيث كشف في معرض تقريره عن نقاط ضعف الجانبين الاسرائيلي وقادة حركة حماس والتي خلفها العدوان. تلك النقاط التي تحاول كل من الجهتين اخفائها بشتى الاقنعة الوسائل والسبل.
فقد يبدو للوهلة الاولي ان اثر العدوان على سياسة حماس لم يكن عميقا, فهي لا تزال على اصرارها عدم الاعتراف بالكيان الاسرائيلي, كدولة. كما وانه رغم الدماء التي نزفها ما يزال ينزفها القطاع, رغم الدمار والأنقاض والغبار, رغم اللاجئين والمهجرين من اهل القطاع, رغم الخيم التي تدثر بها الغزيين في صقيع الشتاء - وما تغني عنهم هذه الخيم في برد الشتاء؟!- تقوم قادة حماس في القطاع وخارجه بالاحتفال بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين على تأسيسها. وتعلو الهتافات بمفارقة قاتلة, رغم الدمار المحيط, "بالطول بالعرض حماس تهز الارض". الا ان حماس ما تزال على موقفها في عدم الاعتراف بدولة اسرائيل لان "فلسطين" في نظرها لا تزال تمتد اطرافها من المحيط الى النهر. ومع ذلك كرر اسماعيل هنية في مناسبات عديدة المطالبة بدولة فلسطينية مستقلة على الاراضي المحتلة فقط. رغم الاحتفالات ورغم استمرار حماس في توليها الحكم والشأن في القطاع الا ان العدوان على حد تعبير كاتب التقرير قد اثمر انخفاضا حدا قيل انه وصل الى تسعون بالمائة في عدد الصواريخ التي تطلقها حماس على المدن الاسرائيلية جنوبا. هذا ما قد صرح به اسماعيل هنية بنفسه ولكنه توج القول قائلا: "ان المقاومة لا تزال قوية ومستمرة الا اننا الان اكثر حكمة وتدبيرا". كما ودعم مصطفى سواف محرر السابق لجريدة حماس, بالقول ان هذا "القرار" نابع من مصلحة وطنية تلزم باتخاذ مثل هذه الخطوة.

 

اما الفريق الاخر مثال, مخيمر ابو سعدة الخبير في العلوم السياسية في جامعة الازهر في غزة, فوصف هذه النتيجة على انها الفشل الذي انتظر المنهج الذي انتهجت حركة حماس فمنذ انخراطها بالنظام التشريعي الفلسطيني وهي تأخي المقاومة بالسياسة وان هذا النوع من التآخي ال الى الفشل. فان قادة حماس يعرفون جيدا ان اسرائيل لن ترد على المقاومة الا بيد من حديد وذلك من شأنه ان يهدد مكانتهم وسيطرتهم وحكمهم في القطاع. اما في الجانب الاسرائيلي فيعتبر الاسرائيليون انهم احرزوا "نجاحا" باهرا في اعقاب حملة "الرصاص المصبوب" التي شنوها على القطاع والتي حصدت ارواح 1400 فلسطينيا اغلبيتهم من المدنيين حسب احصائيات اصدرتها جمعية بيتسيلم الاسرائيلية, تلك الاحصائيات والارقام التي فندتها الحكومة الاسرائيلية جملة وتفصيلا. بيد ان الاسرائيليين شهدوا بانخفاض صواريخ الجنوب التي تطلقها حماس, الا ان التخوف ما يزال ينتابهم من تفجرها كرة اخرى. فيقتبس تقرير مكارثي اقوال يوؤاف جالانت, الجنرال المسؤول على منطقة الجنوب, "ان السنة الفائتة لتعتبر اهدأ سنة للجنوب – على صعيد الصواريخ- منذ عقد كامل, الا انها ستعاود الانفجار مرة اخرى لا محالة". كما وتراود اسرائيل اطياف واشباح التلبك السياسي الذي اعقب العدوان. فرغم عدم تأثر علاقاتها الخارجية وبالاخص مع حليفتها الولايات المتحدة الا ان ملاحقة عدد من الدول كبريطانيا لسياسيين اسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب كما جاء في تقرير غولدستون, والنقد اللاذع الذي تلقاه الجيش الاسرائيلي في اعقاب الجرائم التي ارتكبها في القطاع توقف الاسرائيليين منبهرين ومندهشين في صدمة المفارقة, فبعد كل شيء قامت جيوش غربية بانتهاكات لا انسانية وغير قانونية في العراق وافغانستان وفما بالهم على الاسرائيليين؟! علاوة على هذا فان الاستراتيجية الاسرائيلية لا تزال في محض الغموض بالنسبة الى غزة. وفي عودة الى دمار غزة, يبرز الكاتب الانفاق التي تعتبر شريان الحياة للاقتصاد الغزي الا ان الاشباع الفوري لمتطلبات الحياة اليومية دون تخطيط استراتيجي لانقاذ الاقتصاد الغزي وانعاشه في امل اتكاله على نفسه لا يعتبر حلا جذريا. اضافة الى ان المساهمات الدولية التي تقدر بـ 5 مليارات دولار لا يشعر لها المرء اثر على ارض الواقع. ويختم مكارثي تقريره مقتبسا امجد شاوا رئيس وكالة الاغاثة الفلسطينية حينما قال في صدد الانفاق: "ان الشعب الفلسطيني في غزة ليس بحاجة الى الطعام فحسب. الغزيون يبحثون عن حريتهم". 

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.71
USD
3.99
EUR
4.64
GBP
228076.13
BTC
0.51
CNY