الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 20:02

أسرانا السياسيون خط أحمر...بقلم إبراهيم صرصور

كل العرب-الناصرة
نُشر: 27/12/09 13:28,  حُتلن: 07:53

* أسرانا السياسيون خط أحمر...بقلم الشيخ إبراهيم صرصور – رئيس الحركة الإسلامية
 

لا أحد منا يمكن أن يتنبأ بما ستنتهي إليه المفاوضات الجارية في هذه الأيام حول صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل ... الواضح أن هنالك تقدما ما ، ولكن من الواضح أيضا إنه ما زالت هنالك عقبات يمكن أن تؤخِرَ إتمامها ، أو حتى أن تلغيها إلى أجل غير مسمى ...
نحن لا نحسد أبدا القائمين على المفاوضات في الجانب الفلسطيني ، فهم يُطْحَنون حتى أعماقهم وهم يواجهون خصما لا يتنازل بسهولة ، ولا يهرول بسرعة إلى إنهاء الملف رغم ما يسببه من إحراج لا يطاق أحيانا للقيادة السياسة والأمنية الإسرائيلية وعلى أكثر من مستوى ... النَّفَسُ الطويل والمناورات التي قد تصل حد الوقاحة دائما ما تظل سيدة الموقف في إسرائيل ...
في مقابل ذلك يتمازج على الساحة الفلسطينية أكثر من عامل عاطفي حاسم قد يعيق العقل من اتخاذ قرارات ( باردة ) في ملف كل خلية من خلاياه مغموسة في بحر من الألم والأمل والدموع والأحزان والأوجاع ، خصوصا وان الحديث يدور عن سجناء لا يُتَوَقَّعُ لهم في الأوضاع العادية أن يروا النور أو أن ينعموا بالحرية ، وقد صدرت ضدهم أحكام هي أطول من أعمارهم بكثير ...



نضيف إلى ذلك طوفان من العواطف الجياشة والأحاسيس الفياضة التي ترمق بصيص الأمل بالحرية والانعتاق من بعيد ، والتي تحرك هي أيضا كَمّاً هائلا من الهواجس تمتلئ بها قلوبٌ السجناء السياسيين من عرب الداخل التي أثخنتها جراح عقود في زنازين وسجون إسرائيل ...
أولئك وهؤلاء يرون في صفقة تبادل الأسرى الحالية ( صفقة شاليط ) ، الفرصة الذهبية التي قد لا تعود ، وإن عادت فربما بعد فوات الأوان ... قد تُحَلُّ معضلة أسرى الحرية الفلسطينيين من الضفة والقطاع مهما علت أحكامهم ، وبلغ العناد الإسرائيلي بصددهم ... ولكن هل يحدث الأمر ذاته مع أسرى الحرية من الداخل والقدس ؟؟!! يحق لنا ولاعتبارات يعرفها الصغير والكبير أن نطالب وبحق بأن يصر الجانب الفلسطيني على شمل أسرانا من الداخل في الصفقة مهما كلف الأمر ، فهم بالنسبة لنا خط أحمر ....
إن كان الذي يحرك إسرائيل تجاه الجندي الأسير ( شاليط ) ، هو أن من ثوابت جيشها وكيانها أنها لا تُبْقي أحدا من جنودها في الميدان ، ولا تُسْلِمُهُ إلى أعدائها ، ومع ذلك انتظرت هذه السنوات لعلها تظفر بحل لا يكلفها غاليا ، فمن باب أولى ألا يتنازل شعبنا الفلسطيني عن أبنائهم الذين لا سند لهم في هذه الظروف ولا أمل إلا في الله تعالى ، ثم في ثبات الموقف الفلسطيني تجاههم ...
لا نستطيع الجزم إذا ما كانت الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام مؤخرا صحيحة أم لا ، والتي تفيد بأن إسرائيل قد أعطت موافقتها على إطلاق سراح الأسرى الأمنيين مواطني الداخل ، ولكنها اشترطت ترحيلهم إلى الخارج ، خصوصا وأن دولة قطر – كما نشر - قد وافقت على استضافتهم على أرضها ... مهما كانت مصداقية الخبر ، فإننا نؤكد ألا بديل عن الإفراج عن أسرى الحرية وعودتهم إلى أهلهم وبلدانهم ، وهذا ما نطالب الطرف الفلسطيني بالإصرار عليه ، فلا مبرر مطلقا لا عقلا ولا منطقا ولا عدالة لقرار ظالم من هذا النوع ...
كلنا دعاء وابتهال إلى من بيده مقاليد السماوات والأرض أن نرى أبناءنا أٍسرى الحرية بين أهليهم في إطار الصفقة الحالية ... ولا نريد أن نفكر في أي احتمال آخر أبدا ، لأنه لا عذر لأحد إن انتهت المفاوضات حول الصفقة دون هذه النتيجة ...

مقالات متعلقة