في إطار فعالياتها ونشاطاتها الهادفة, أقامت مؤسسة القلم الأكاديمية معسكر بناء الشباب المسلم الواعي "معسكر طلائع القلم" الذي هدف إلى إنشاء الشباب القادرة على نشر رسالة الإسلام وأخلاقه في صفوف أبناء مجتمعنا المبارك ، والذي ضم ما يقارب الثمانين شابا مسلما من أدنى النقب إلى أعلى الجليل, وتراوحت أجيالهم ما بين الرابعة عشرة إلى التاسعة عشرة ، التقوا جميعا الأسبوع الماضي على أرض المعسكر على ضفاف نهر الحاصباني ظهيرة يوم الخميس الماضي معلنين افتتاح أول أيام المعسكر.



هذا وقد تولى الأخ محمد محاميد ابن مدينة يافا عرافة المعسكر حيث أتحَفَنا بمقدماته الحماسية وعلى مدى الأيام الثلاثة للمعسكر وبمشاركة الأخ عبد الرحمن حاج يحيى ابن مدينة الطيبة, وخير بداية كانت تلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت الأخ قتيبة عواودة ابن مدينة كفر كنا, ليتقدم بعدها الأخصائي النفسي إبراهيم حجازي – مدير الدائرة الطلابية في مؤسسة القلم - ليمهّد خطى الشباب لثلاثة أيام قادمة للرقي علما ً وعملا ً وترويحًا عن الأنفس, ولقد تكتلت في كلمته اللبنة الأولى التي لامست أنفس الحاضرين لبناء صرح عظيم : " حركة الشبيبة الإسلامية" ليعلوَ بعدها نديًّا صوت آذان العصر بصوت المؤذن الأخ ربيع بشارة ابن مدينة الطيرة بصوته الجميل , تُولى الوجوه نحو القبلة وتقام الصلاة, وتلك مدينة المغار الطيّبة التي جاءت بأطيب الطعام غداءا ً وعشاءا ً للأخوة في المعسكر ليومهم الأول, ليتوجه بعدها الشباب إلى نهر البانياس بمياهه الباردة الجارية ليقضوا أروع اللحظات تحت سقف الأخوة بين أحضان الطبيعة.



عودة إلى المعسكر ومع الأخ ربيع بشارة مجددا ومع آذان المغرب, تبعت صلاة المغرب والعشاء جلسة تم من خلالها تناول موضوع تعامل المسلمين مع أصحاب الديانات الأخرى ليبدأ مع الأخ إبراهيم حجازي نقاش وحوار شارك فيه جميع الشباب كل أبدى رأيه ومشاعره. وبتلك الجلسة وبعد تناول وجبة العشاء اختُتِم اليوم الأول من أيام المعسكر ليتخذ الأخوة الخيام التي بنوها يدا بيد مكانا للنوم.

بدأ اليوم التالي - الجمعة - في عبير آذان الفجر لتقام الصلاة جماعة ً تتلوها جلسة إيمانية وتلاوة أذكار الصباح حتى شروق الشمس وكان يتلو الأذكار الأخ ربيع بشارة بصوته الدافئ الرقراق.
بعد الإفطار توجه الشباب إلى مسار الكياكِم في نهر الأردن ولمدة ثلاثة ساعات من التسلية والترفيه في مياه بلادنا الأبية.
كان من البديهي أن تقام صلاة الجمعة المباركة, فمن على أرض المعسكر اعتلى المنبر الشيخ صالح شيني ابن مدينة المغار ومع خطبة شحنت القلوب إيمانا ً.



تلك مدينة سخنين تقدم لشباب المعسكر غداء يومهم الثاني ليتوزع من بعده الشباب إلى أربع مجموعات فتشتعل من تلك اللحظة المنافسات والمسابقات الأخوية بين المجموعات, بعد المنافسات البدنية اجتمع كل الأخوة بحضرة الشيخ الفاضل الأستاذ مسعود غنايم رئيس الحركة الإسلامية في سخنين ليلقي على مسامعهم محاضرة بعنوان "قراءة في السياسة والإسلام ودور الشباب" مرفقة بحوار مفتوح ومباشر بين الشباب والمحاضر.
عودة إلى المنافسات في أمسية اليوم الثاني الرياضية والفكرية ؛ ابتداءا بلعبة الكنز الشيقة - التي أعدها المرشد السياحي المعتمد والذي رافق المعسكر بثلاثة أيامه الأخ عامر مريسات- وتتلوها منافسات حل ألغاز ممتعة, وبذلك تختتم فعاليات اليوم التالي.



وكما هي العادة أقيمت صلاة الفجر الجماعية الأخيرة في المعسكر ليقدم بعدها الأخ مصطفى حمدان ابن مدينة الطيرة موعظة قصيرة شيقة تتبعها أذكار الصباح والإفطار حيث تناول الأخوة وجبة الإفطار ليتوجهوا بعدها إلى فك الخيام وجمع حاجاتهم متجهين إلى المسار الترفيهي الأخير في نهر الحاصباني. ينتهي المسار ليتوجه الإخوة مباشرة إلى قرية دير الأسد في كلية البيان حيث كان ينتظر الأخوة هناك برنامج ختامي حافل يبدأ باستقبال أبناء الحركة الإسلامية في دير الأسد وبالغداء يتبعه محاضرة قيمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى مع الدكتور مصطفى عصفور - محاضر علم الفلك في جامعة تل أبيب ومدير مركز المرصد الفضائي في الناصرة- في محاضرة تحت عنوان الإعجاز العلمي الفلكي في القرآن الكريم.
بعد المحاضرة عاد الأخوة كل إلى فرقته ليقدم كل فرد مرشده وإخوانه تلخيصا للمعسكر من آراء واقتراحات. وبهذا انتهى معسكر طلائع القلم فما كان للإخوة إلا أن يودع بعضهم الآخر كل إلى بلده.



انتهى معسكر طلائع القلم ولم ينته معه أي شيء بعد فلقاء الطلائع متواصل غير منقطع بإذن الله ، ستكون بانتظارهم لقاءات رمضانية وفعاليات مثيرة آتيه قريبة.
وفي تعقيبه على المعسكر قال إبراهيم حجازي: " يأتي هذا المعسكر المبارك بإذن الله ليشكل لبنة أولى في بناء "حركة الشبيبة الإسلامية" في البلاد. هذه الحركة التي من شأنها أن تشكل مصنعا تربويا لبناء الرجال وقادة المستقبل, والى بناء مشروع متكامل يلبي احتياجات وطموح الشباب العلمي والتربوي والدعوي والترفيهي والوطني والأخلاقي.



وجدير ذكره أن المعسكر من بدءه وحتى نهايته هو من تخطيط لجنة تحضيرية من مكونة من الشباب الطلائع أنفسهم. وفي هذا المقام أتوجه بالشكر الجزيل للجنة التحضيرية وللمرشدين الذين رافقوا المعسكر, ولكل الذين ساهموا وسهروا من اجل إنجاح المعسكر.