* اليوم الدراسي تحت عنوان: القدس مدينة الثقافة والحوار

*بركة : لا توجد دولة في العالم اعترفت بضم القدس ولكن العمل العربي والدولي لانقاذ هويتها شبه معدوم والامر يتطلب وقفة جدية

* الندوة بمشاركة شخصيات فلسطينية وعربية وايطالية تستعرض جوانب عدة من المؤامرة على القدس المحتلة، ومعاناة أهلها تحت نير الاحتلال ومخططاته

بدعوة من سفارة فلسطيني في ايطاليا، ومفوضية القدس عاصمة الثقافة العربية، عقد في نهاية الأسبوع الماضي في العاصمة الايطالية روما يوم دراسي حول القدس، تحت عنوان: "القدس مدينة الثقافة العربية، وهذا بمشاركة النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، كما كان من بين المشاركين قاضي قضاة فلسطيني الشيخ تيسير بيوض التميمي، والمطران المناضل، والأسير المحرر، ايلاريون كبوش، وشخصيات فلسطينية وعربية وايطالية. وافتتح اللقاء د. صبري عطية سفير فلسطين في ايطاليا، واشتمل اليوم الدراسي على مداخلات القاها كل من :الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين والمطران ايلاريون كبوشي حيث جرى التوقف عند ما تتعرض له المقدسات الاسلامية والمسيحية، والنائب محمد بركة، ومحمد بن صالح مندوبا عن المؤتمر الاسلامي (المغرب)، والقاضي الايطالي جوليو توسكانو الذي توقف عند الجانب القانوني لممارسات اسرائيل في القدس المحتلة، ومحافظ القدس عدنان الحسيني الذي قدم مداخلة حية وشاملة عن معاناة المقدسيين.
كما كان من بين مقدمي المداخلات، البروفيسور لورنسو نيجرو استاذ العلوم التاريخية والاثرية الذي قدم مادة مثيرة عن مشاريع حفرية قام بها بالتعاون مع دائرة الآثار الفلسطينية في منطقة اريحا، وتوقف عند الحفريات الاسرائيلية في القدس، ثم قدمت السيدة سيسيليا جنتيلي مداخلة عن مشروع نسائي تحت عنوان من بيروت الى فلسطين بالدراجات الهوائية، لتعميق التعريف بشعوب المنطقة وبمعاناة الفلسطينيين في المخيمات وفي فلسطين، ثم قدمت البروفيسور ايزابيلا دافليتو استاذة الأدب العربي المعاصر عن أهمية تعميم معرفة الايطاليين بالأدب الفلسطيني الرائع على حد قولها. ثم قدم المخرج السينمائي سيرجيو باسو مداخلة عن فيلمه تحت عنوان"رحلة يسوع" الذي تقفى فيه مسيرة السيد المسيح مسلطا الضوء من خلال ذلك على واقع الشعب الفلسطيني في القدس وبيت لحم وعرض مقاطع من فيلمه.

بركة: الاحتلال يضرب النسيج الاجتماعي والاقتصادي

وفي كلمته، أكد النائب بركة، أن الاحتلال لم يبق جانبا واحدا من القدس المحتلة إلا وعمل على تدميره، من أرض ومسكن ومصادر رزق، ونسيج اجتماعي، بهدف تدمير بنية المدينة، وجعل الفلسطينيين المقدسيين شريحة ضعيفة غير قادرة على المواجهة، وليكون همها الركض وراء قوتها اليومي. وقال بركة، إن الاحتلال شرع بتنفيذ مخططاته الاستيطانية في المدينة، في أوج حرب حزيران، مثل تدمير حي المغاربة، وبدء استيطان بيوت مهجرة في البلدة القديمة، وبعد ثلاثة اسابيع من الحرب، أقر الكنيست قانون ضم القدس إلى ما يسمى بـ "السيادة الاسرائيلية، وهو القرار الذي لم تعترف به أي دولة في العالم، ولكن هذا الموقف الايجابي لم ترافقه واسلئ لثني إسرائيل عن مخططها، وكان هذا بداية للتسارع في تغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي المدينة، من خلال بناء أحياء استيطانية، ومصادر أراض ومناطق في شمال وشرق وجنوب المدينة، وضمها إلى منطقة نفوذ المدينة، لاختلاق حدود جديدة، تهدف بالأساس إلى اختلاق اغلبية من المستوطنين اليهود، أمام أهالي المدينة الشرعيين.

واستعرض بركة في مداخلته المشاريع الاستيطانية والأحياء الاستيطانية الضخمة التي تلتف حول القدس بهدف عزلها كليا عن الضفة الغربية المحتلة، وقال إن هذه المشاريع ما تزال تتزايد وتتوسع، والمؤامرة الاستيطانية في أوجها، من ضمنها جدار الفصل العنصري الذي يمتد في المدينة على طول 43 كيلومترا بهدف فصل ما لا يقل عن 150 الف فلسطيني مقدسي عن مدينتهم وسحب الهويات المقدسية منهم. كما استعرض بركة اساليب الاحتلال لتضييق الخناق على أهالي القدس وضرب سوق العمل في المدينة، والحركة التجارية فيها، كما أن التنقل بين احياء وضواحي المدينة بات أمرا في غاية الصعوبة، وأدى هذا إلى ارتفاع حاد في نسبة البطالة وارتفاع نسبة الفقر، ومن هنا كانت الطريق قصيرة أمام تنامي وتفشي الظواهر والآفات الاجتماعية من انتشار جريمة ومخدرات وغيرها.
كما توقف بركة عند المؤامرة على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، خاصة المؤامرة على الحرم القدسي الشريف، والمؤامرات لسلب الأراضي الوقفية المسيحية في المدينة. وفي ختام اللقاء وبعد ان شكر الحاضرين والمشاركين اعلن الدكتور عطية سفير فلسطين عن افتتاح المركز الثقافي الفلسطيني في روما في غضون الاشهر القادمة. في مساء اليوم الدراسي قدمت فرقة اصايل الفلسطينية برنامجا فنيا فولكلور فلسطيني دبكات ورقصات تعبيرية واغان تراثية في القاعات الكبرى في روما بحضور الضيوف وعدد من السفراء العرب.