في العام الدراسي 2007/2008 سيدرس 12 ألف طالب يهودي موزعين على 110 مدارس ابتدائية منتشرة في جميع أنحاء البلاد، اللغة والثقافة العربيتين. وذلك في إطار برنامج "اللغة كجسر حضاري" الذي تطبقه مبادرات صندوق إبراهيم. ويشمل هذا العدد ازديادا تفوق نسبته الـ 45% في عدد الطلاب الدارسين في البرنامج مقابل ما كان عليه الحال في العام الدراسي 2006/2007. وستتلخص تكلفة تطبيق البرنامج في العام الدراسي 2—7/2008 بحوالي سبعة ملايين شيكل.

يعتبر هذا البرنامج الأول من نوعه، وهو مُعدّ لطلاب الصفوف السادسة ويرتكز إلى اعتبار اللغة العربية "لغة ثانية" وليس "لغة أجنبية". اللغة التي يجري تدريسها هي اللغة العربية "الإعلامية" التي تجمع بين العربية "المحكية" واللغة المكتوبة ("العربية الفصحى"). أما مضامين البرنامج فهي مستمدة من حالات إعلامية واقعية تقدم لطلاب الصف من خلال مقاطع فيديو، وقصص، وقصائد، وألعاب وحكم وأمثال. ويؤكد البرنامج على قيم الشراكة وتقبل الآخر والاحترام المتبادل والمواطنة المتساوية.
تشتمل الثروة اللغوية التي ستُكتسب مع نهاية عامين دراسيين وقبيل دخول الطلاب إلى المرحلة الإعدادية على حوالي ألف كلمة نطقا، من بينها 500 كلمة قراءة وكتابة. بالإضافة إلى ذلك سيجري تعلم الحروف الأبجدية وعلامات الترقيم.

يشارك الطلاب خلال العام الدراسي في أنشطة ثقافية متنوعة بهدف جلاء ثراء الثقافة العربية المعاصرة وجمالها- وتشتمل تلك الأنشطة على زراية المتحف الإسلامي في القدس، والمشاركة في ورشة موسيقية وفعالية يشارك فيها رواة الحكايا والقصص. ولهذا الغرض جرى خصيصا بناء عرض تمثيلي باللغة العربية في مسرح الدمى "ديوان اللجون" (في الناصرة)، ويتنقل العرض بين المدارس المشاركة في البرنامج.
تضم عدة التعليم التي توزع على الطلاب كتابا ودفترا ملائما وقرصا. وستقام في كل واحدة من المدارس "زاوية اللغة العربية" التي تضم كتبا وصورا ولوازم مساعدة أخرى تضفي تعبيرا وشرعية على الثقافة العربية ومكانها في المجتمع. أما موقع الإنترنت الغني والتفاعلي ("السلام") الذي سيرافق البرنامج فسيباشر عمله خلال العام الدراسي.

بدأ برنامج "اللغة كجسر ثقافي" العمل بشكل تجريبي في العام الدراسي 2005/ 2006 في 15 مدرسة في حيفا وكرميئيل. وجرى في العام الدراسي 2006/ 2007 توسيع البرنامج ليشمل 65 مدرسة في لواء الشمال وحيفا وتل أبيب والقدس، وفي عدة مدارس إعدادية تابعة لجهاز التعليم الاستيطاني.
تبين من بحث تقييمي يرافق البرنامج منذ بدء تطبيقه أنه بعد عامين من عمر البرنامج باتت مواقف طلاب صفوف السادس تجاه الجمهور العربي في إسرائيل، وتجاه اللغة العربية، أكثر إيجابية بالمقارنة مع مواقف طلاب صفوف الخامس الذين شاركوا في البرنامج عاما واحدا فقط. كما تبين أن 56% من مجمل الطلاب المشاركين في البرنامج سعداء أو سعداء جدا بدراسة اللغة والثقافة العربية، و22% منهم سعداء بشكل متوسط. وذلك مقابل 15% فقط أفادوا بأنهم غير سعداء بتعلم اللغة والثقافة العربيتين.

يطبق البرنامج بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والسلطات المحلية. وتعتبر الوكالة اليهودية شريكا مركزيا في تمويل تطبيق البرنامج في شمال البلاد.

يقول أمنون بئيري- سوليتسيانو، مدير عام صندوق إبراهيم في إسرائيل: "في الحالة التي تغيب فيها اللغة العربية ويجري إقصاؤها عن الحيز العام، التعليمي والثقافي في إسرائيل، رغم كونها لغة رسمية ولغة الأم بالنسبة لأكثر من مليون مواطن عربي، فإن هدف صندوق إبراهيم هو التدليل على أن بالإمكان تعليم اللغة والثقافة العربيتين بشكل واسع وأن هناك طلبا على ذلك. والهدف الذي نسعى إلى تحقيقه هو المساهمة في خلق واقع يتمكن فيه المواطنون في إسرائيل من اللغتين الرسميتين، انطلاقا من الاعتراف بالثقافتين ومن الاحترام المتبادل".