الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 08 / مايو 17:01

كُلُّنا في الهَمِّ سواءٌ - بقلم: الشيخ إبراهيم صرصور – رئيس الحركة الإسلامية

كل العرب
نُشر: 12/12/09 08:31,  حُتلن: 08:41

* تقف سدا منيعا بقدر المستطاع ، في وجه السياسات والممارسات العنصرية في كل ميدان وعلى جميع الساحات داخل الخط الأخضر وخارجه

* لابد لنا من وقفة مع النفس تعزز فينا عوامل الصمود التي لم تمت ولن تموت ، وتجمع شتاتنا الممزق ، وتلم شمل كفاءاتنا المبعثرة ، وتشحذ فينا الهمم الفاترة ، وتحرك فينا القدرات الكامنة والنائمة

تزاحمت الأحداث في الأسبوع المنصرم والتي تصب كلها في اتجاه واحد ... إسرائيل ماضية وبكل ثبات وهي في كامل وعيها العقلي والجسدي نحو تعزيز سياسة الاضطهاد القومي والتمييز العنصري الممنهج ضد الأقلية القومية الفلسطينية في الداخل ، ونحو القضاء على أي أمل في استئناف مفاوضات حقيقة تؤدي إلى سلام عادل وشامل ودائم في منطقة الشرق الأوسط ...
أصبح جزءا من واقعنا المعاش أن نبقى نخوض المواجهات وأن ندفع بأيدينا وأرجلنا طوفان العنصرية المتجسد في العدد الكبير من القوانين التي تتوالد كالنمل ، وأن تقف سدا منيعا بقدر المستطاع ، في وجه السياسات والممارسات العنصرية في كل ميدان وعلى جميع الساحات داخل الخط الأخضر وخارج الخط الأخضر ، حيث كانت لنا هذا الأسبوع جولة من الجولات التي لا تُنْسى ...
قانون الجمعيات التعاونية ( אגודות שיתופיות ) ، والتي صادقت عليه الكنيست بالقراءة التمهيدية ، والذي يدعو إلى تخويل لجان قبول خاصة في كل بلدة يهودية بتحديد من ستقبله للعيش فيها ، نعتبره خطوة في اتجاه حرمان العرب الذين يعانون من تحديات سكنية حقيقية ليس من السكن في القرى التعاونية فقط ، وإنما حرمانهم من السكن ولو تدريجيا في الناصرة العليا وكرمئيل وربما في المدن المختلطة على اعتبارها مدنا يهودية ذات لون واحد لا يحتمل اختلاطه بألوان أخرى ، خصوصا عندما تكون عربية ذات بريق شرق – أوسطي .
قانون الاستفتاء على الجولان والقدس ،والذي صودق على استئناف عملية إعداده للقراءات النهائية يعتبر وبامتياز إعلانا رسميا من جهة إسرائيل بوفاة حقيقية لعملية السلام التي كانت في حالة موت سريري لسنوات ... ألأسرى الأمنيون من عرب الداخل ، والذين تصر إسرائيل على استثنائهم من أية عملية لتبادل ألأسرى محتملةٍ مع حماس مقابل الجندي شاليط ، دفعت هذا الأسبوع رئيس الحركة الإسلامية أن يوجه سؤالا لوزير العدل حول ما إذا كانت إسرائيل تفضل أن يطلق سراح أسرانا من خلال صفقة ( شاليط ) والذي سيثبت مرة بعد مرة أن إسرائيل لا تعرف إلا لغة القوة ، أم إطلاقهم بقرار شجاع منها تضع به حدا لمعاناة امتدت لأكثر من خمسة وعشرين عاما ؟؟!!
قانون المزارع الفردية في النقب والذي سيسهل عمليه نقل عشرات آلاف الدونمات من الأرض لخدمة فلاحين يهود فرادى ، وتبييض المزارع الفرية المسيطرة على عشرات آلاف الهكتارات بشكل مخالف للقانون ، في الوقت الذي تستمر فيه آلة الهدم الإسرائيلية في العمل ليلا ونهارا ضد التجمعات العربية التي ترفض إسرائيل الاعتراف بها رغم وجودها الممتد منذ ما قبل قيام إسرائيل ، هو أيضا وجه من الوجوه القبيحة للسياسة الإسرائيلية ...
تقرير مركز ( أدفا ) حول النسب المتدنية لمستحقي شهادات البجروت في المجتمع العربي ، التدريبات العسكرية في القرى والمدن العربية ، استمرار سياسة الهدم في المثلث ، تقرير ( جمعية الثقافة العربية ) حول تشويه اللغة العربية في المناهج التربوية ، تقري كلية ( أونو ) الأكاديمية والذي أشار إلى أن 83% من أرباب العمل اليهود يرفضون تشغيل العرب حتى لو حملوا الشهادات العليا ، استمرار تصفية الوجود العربي الفعلي من المدن المختلطة تحت مختلف المسميات في عكا وحيفا ويافا واللد والرملة ، حيث تشير الدراسات أن الوجود العربي في أغلب هذه المدن مرشح للزوال خلال العشرين سنة القادمة ، كلها وجوه قبيحة لذات السياسة التي ما تزال ترى فينا عدوا خطرا وتهديدا حقيقا لا بد من محاصرته بكل الطرق والوسائل دون النظر إلى أي اعتبار ...
أمام هذا الواقع الصعب والمؤلم ، لابد لنا من وقفة مع النفس تعزز فينا عوامل الصمود التي لم تمت ولن تموت ، وتجمع شتاتنا الممزق ، وتلم شمل كفاءاتنا المبعثرة ، وتشحذ فينا الهمم الفاترة ، وتحرك فينا القدرات الكامنة والنائمة ، وتستفز فينا المشاعر المتبلدة والعواطف المتصحرة ، وتفتح أمامنا الآفاق المعتمة والأبواب الموصدة ، وتفجر فينا ينابيع الأمل والتفاؤل بغد أفضل ومستقبل أعظم ... بهذا وبهذا فقط ، ننتصر على سياستهم وندحر عنصريتهم وطغيانهم طال الزمان أو قَصُرَ ...
 

مقالات متعلقة