الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 01 / مايو 02:01

غارتون اش: على الأوروبيين ان يفهموا جميعا خطأ السويسريين بخصوص المآذن

أماني حصادية مراسلة
نُشر: 11/12/09 14:02,  حُتلن: 14:03

* ساركوزي:  الموقف السويسري لا علاقة له بشكل مباشر او غير مباشر بحرية المعتقدات الدينية

* اوسكار فرايسينجير: اللحظة التي تعلو بها المآذن اجواء اوروبا تعلن اجتياح الاسلام وسيطرته عليها

* حرية الديانات لا تتماشى مع قولنا ""نحن النصارى واليهود لنا كنائسنا وكنسنا ولكن انتم المسلمون لا يحق لكم ان يكون لكم مساجدكم

نشرت صحيفة الجارديان البريطانية مقالا تحليلا للكاتب تيموثي غارتون اش نوه من خلاله الى ضرورة استخلاص الدروس والعبر من وراء الخطأ السويسري بحق الجالية الاسلامية وما يتعلق بالمساجد والمآذن هناك, متهكما على مقالة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الصادرة في صحيفة لي موندي والتي دعا من خلالها الى عدم تبرير الموقف السويسري على انه اضطهاد وعنصرية تمارس بحق المسلمين انما يترتب على الفئات الطائفية المختلفة في اوروبا ان تمارس معتقداتها ومراسيمها الدينية بـ"تواضع" وتتماشى مع النهج الاوروبية.
يقول الكاتب في مطلع مقالته ان تلقي نصيحة عن التواضع من نيكولا ساركوزي كمثل ان تلقي نصيحة عن اللباس المتواضع من ليدي غاجا او كمثل نصيحة من موظف في البنك حول انكار للهوية.
غير ان الكاتب يوافق ساركوزي الرأي في انه يجب علينا الا نتعجل في دحض القرار السويسري بشأن المآذن جملا وتفصيلا ودون نظر وتعين شديدين فيما يقف وراء مثل هذا الموقف, لنستخلص النتائج عن الشعب السويسري تحديدا وعما يعكسه هذا عن طبيعة اوروبا اليوم.


ساركوزي

يتساءل الكاتب عن كيفية توصل 57 بالمائة من السويسريين الذين مثلوا للاستقراء العام حول المساجد والذين وصلت حصيلتهم الى 53 بالمائة من عامة المصوتين- أي اكثر من ربع المصوتين السويسرين الى قرار المطالبة بحظر بناء المآذن في مساجد الجالية الاسلامية في البلاد.

التخوف والذعر من الاسلام
وفي محاولة لتبرير هذه النتيجة يقول الكاتب: عل السويسريين ردوا من خلال هذا الاستقراء العام حول المآذن على اللافتات التي ظهرت فيها المآذن على صورة اشبه بالصواريخ تملأ العلم السويسري, تقف من ورائه شخصية امراة تتوشح بالنقاب وملامحها فيها من التهديد والترهيب. او علهم كانوا متأثرين بما صرح به ممثل حزب الشعب السويسري اوسكار فرايسينجير عندما قال: "ان اللحظة التي تعلو بها المآذن اجواء اوروبا تعلن اجتياح الاسلام وسيطرته عليها". بكلمات اخرى برر تيموثي غارتون اش السبب خلف الموقف السويسري في عدم السماح ببناء مآذن المساجد في بلادهم على انه نتيجة حتمية ومباشرة "للاسلاموفوبيا"- التخوف والذعر من الاسلام.
يردف اش بالقول ان بحسب اقوال ساركوزي كما ورد في مقالته في صحيفة لي موندي ان الموقف السويسري لا علاقة له بشكل مباشر او غير مباشر بحرية المعتقدات الدينية, ولكنه ما فتئ ان ناقض اقواله بنفسه عندما قال: "اننا لا نحترم الاخر عندما نرغمه على ان يمارس معتقداته الدينية في الكهوف وأقبية". "ان ما صدر عنه التصويت السويسري لهو خطأ مبدئي وسياسي", أش.
يناقش الكاتب اقوال ساركوزي في عدم تضارب الموقف السويسري مع حرية الديانات فيقول: "ان حرية الديانات لا تتماشى مع قولنا ""نحن النصارى واليهود لنا كنائسنا وكنسنا ولكن انتم المسلمون لا يحق لكم ان يكون لكم مساجدكم. وان دينيكم مقبول علينا ان تمارسوه طالما كان ذلك سريا وفي الخفاء"".
في الشطر الاخر من مقالته يعالج اش الاقوال التي تدعم الموقف السويسري بالقول ان كثيرا من الدول الاسلامية حول العالم تمنع المسيحيين من بناء كنائس للعبادة فلم على اوروبا ان تسمح للمسمين ببناء مآذن لهم اذن؟
يقول الكاتب ان مثل هذه المقولة معكوسة على اعقابها انكم في اوروبا لا تسمحون بتدشين المآذن فلم لا يمنع المسلمون في بلادهم الطائفة المسيحية من بناء كنائسهم؟ ليس هذا فحسب, بل علينا اتباع المثل والمبادئ مهما كانت ردود فعل الطرف الاخر, فمثلا هل يجب على ايطاليا ان تنفذ الاعدام بالكرسي الكهربائي على اماندا كنوكس الامريكية المحتجزة هناك لمجرد ان الولايات المتحدة تحكم بالاعدام بهذه الطريقة في حالة مشابهة لاماندا؟
ثم يذهب اش الى طرح المشكلة التي تنطوي في ثنايا الموقف السويسري والخطر المحدق التي تهدد به. فبرايه ان ما اسفر عنه الاستقرار السويسري يهدد بخطر حرب حضارية. ان المشكلة الاساسية لا تتمثل بالاسلام او معاداة الاسلام ولا بالمآذن او الحجاب, بل تتمثل بالضروريات لضمان مجتمع حر يحضن بين اذرعه النساء والرجال بحقوق متساوية, الفقراء والاغنياء معا, المؤمنين من مختلف الديانات والمعتقدات وحتى الملحدين مجتمع يبنى على حرية التعبير وحقوق الانسان.
وفي نهاية مقالته يقول الكاتب ان اشد ما اثار اعجابه في المواجهة التلفزيونية مع زعيم الحزب الوطني البريطاني العنصري, نيك غريفين والذي بثته ورعته قناة البي بي سي, ان تقف السياسية المسلمة سيدة وارسي عضو الحزب المحافظين المعارض لتسدد صفعة تلو الاخرى لغريفين بحديثها عن التقاليد البريطانية المعروفة ازاء الانفتاح ,العدالة والتكافل. يقول الكاتب وهو بريطاني انني شعرت انها تتحدث باسمي وباسم بريطانيا وباسم الحرية. علينا الا نسمح لسخافات كمثل رفض المآذن ان تزيغنا عن الامر الجلل وهو المحافظة على المجتمع الحر والمتكافل.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.73
USD
3.98
EUR
4.66
GBP
224352.22
BTC
0.52
CNY