الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 03 / مايو 09:01

أسرى الحرية: القضية الحية دائما - بقلم الشيخ إبراهيم صرصور –رئيس الحركة الإسلامية

كل العرب
نُشر: 06/12/09 11:14,  حُتلن: 15:09

- الشيخ إبراهيم صرصور:

* لقد اهتمت الحركة الإسلامية وعلى جميع مستوياتها بملف الأسرى والمعتقلين

* لقد بلغ هذا الأسلوب ألاحتلالي الوحشي أوجه على مدى سنوات انتفاضة الأقصى منذ أيلول من العام ألفين وحتى الآن

* لا يمكن التوصل لأي سلام في المنطقة دون أن تتحقق الأماني الوطنية للشعب الفلسطيني ، ومنها بالطبع إطلاق أسرى الحرية وتامين عودتهم إلى أهلهم وأسرهم

منذ فجر التاريخ وبداية الصراع بين الحق والباطل ، لجأت أنظمة الطغيان من كل مِلَّةٍ إلى الزج برموز شعوبها أو الشعوب التي تعيش تحت سيطرتها ، في السجون والمعتقلات ، كواحد من الأساليب الغاشمة لكسر إرادتهم وقتل طموحهم في التغيير ، وإرهاب من وراءهم من قطاعات شعبية تطمح هي أيضا إلى الانعتاق والتحرر ....
أمريكا وإسرائيل تقفان اليوم على رأس قوى الطغيان المعاصرة، وهما لا يختلفان في ممارساتهما القمعية ضد الأحرار والثوار على سياساتهما، عن أي نظام ظالم مر في تاريخ الإنسانية الطويل... فمنذ الاحتلال الإسرائيلي للضفة والقطاع والقدس الشرقية ، زجت إسرائيل في سجونها بعشرات الآلاف من أبناء وبنات الشعب الفلسطيني ومن غيرهم من العرب وحتى الأجانب ، الذين رأوا في الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين السبب المباشر لكل الشرور والآلام التي تشهدها المنطقة ... لقد استعمل هذا الاحتلال ككل استعمار غاشم شهده التاريخ الاعتقال والسجن كواحد من أبشع أساليب اضطهاد الشعب الفلسطيني والتنكيل به وحصاره وتشريده ، طمعا في تركيعه واستسلامه ، وبالتالي إخضاعه لإملاءاته ...
لقد بلغ هذا الأسلوب ألاحتلالي الوحشي أوجه على مدى سنوات انتفاضة الأقصى منذ أيلول من العام ألفين وحتى الآن... فلا يمر يوم إلا وتعتقل إسرائيل فلسطينيين وتلقي بهم في غياهب السجون والمعتقلات تسومهم سوء العذاب ، بما في ذلك نواب الشعب ووزراء في حكومته المنتخبة ، بعدما فشلت في تحقيق أهدافها وفرض سيطرتها رغم ما استعملته على مدى السنوات الماضية من أساليب القتل والإرهاب والحصار والتجويع والتدمير ضد كل ما هو فلسطيني ...
لقد اهتمت الحركة الإسلامية وعلى جميع مستوياتها بملف الأسرى والمعتقلين ، وحرصت كل الحرص على متابعة هَمِّ الحركة الأسيرة من خلال سعيها الدؤوب إلى التخفيف من معاناة أسرى الحرية قدر المستطاع وفي جميع المجالات ، لا تفرق في ذلك بين أسرى الداخل الفلسطيني أو أسرى الضفة والقطاع والقدس ، وإن كان اهتمامها الأكبر موجه إلى أسرى الداخل والقدس لأسباب موضوعية ، على رأسها رفض إسرائيل الدائم التعامل مع هؤلاء الأسرى كجزء من الحركة الأسيرة الفلسطينية ، يسري عليهم ما يسري على إخوانهم من سياسات ، وخصوصا في جانب الحقوق المطلبية أو السياسية كشملهم في أية اتفاقات لتبادل الأسرى ، مما يضعهم في وضع صعب للغاية يحتاج منا إلى اهتمام اكبر وعناية أكثر ...
من أجل ذلك ، وإيمانا بمركزية دور الحركة الأسيرة في مجمل عملية التحرر الوطني ، فقد حظيت بدعم الحركة الإسلامية وعلى جميع المستويات الإغاثية والقانونية ، كما وحرص نوابها في البرلمان على متابعة شانها من خلال الزيارات المتكررة والدائمة للسجناء الأمنيين في كل السجون والمعتقلات تقريبا ، مما خفف كثيرا من معانة هؤلاء الأبطال الذي دفعوا وما يزالون ثمنا باهظا نيابة عن الأمة كلها .
في ظل هذه الظروف التي كثر فيها الحديث عن صفقة محتملة لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين وإسرائيل ( صفقة شاليط ) ، وفي ظل ما يتسرب من أخبار تشير إلى تعنت إسرائيل في عدد من الملفات ، من أهمها القوائم الاسمية للأسرى التي تصر حماس وقوى المقاومة على تحريرهم ، أسرى الداخل الفلسطيني من مواطني إسرائيل ، المطلب الإسرائيلي بترحيل عدد من الأسرى إلى خارج الوطن ، إلى غير ذلك من القضايا التي ما تزال تقف عائقا أمام تنفيذ الصفقة ، لا بد من التذكير بعدد من القضايا الهامة :
أولا : لا يمكن التوصل لأي سلام في المنطقة دون أن تتحقق الأماني الوطنية للشعب الفلسطيني ، ومنها بالطبع إطلاق أسرى الحرية وتامين عودتهم إلى أهلهم وأسرهم ، بما في ذلك أسرى الداخل ، وعليه فلا بد من التمسك بالمطلب الشعري الداعي إلى تحرير أسرى الداخل كجزء من صفقة شاليط ، أو بمعزل عن الصفقة ولكن كشرط من شروط تنفيذها .
ثانيا : نرفض محاولات إسرائيل الدائمة الفصل بين أسرى فلسطين المحتلة في العام 1967 ، وبين أسرى الداخل ، ونرى في الأسباب التي تسوقها إسرائيل في هذا الشأن ضربا من التعسف غير المبرر ، وإمعانا في تعميق معاناتهم دونما سبب ، خصوصا وأن القضية التي سجنوا من أجلها هي نفس القضية ، وأن الدواعي التي أدت إلى إطلاق سراح قياداتهم على الساحة الفلسطينية في حينه بموجب اتفاقات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل ، تستدعي بالضرورة إطلاق سراح من دونهم رتبة وإن اختلفت جنسياتهم ، الأمر الذي ترفضه إسرائيل بشكل يدعو إلى الاشمئزاز والرفض ...
ثالثا: نرفض سياسة الاعتقالات العشوائية التي تمارسها إسرائيل يوميا ضد كل قطاعات الشعب الفلسطيني، والتي تحولت إلى أداة إرهاب سياسية، يسعى الاحتلال من خلالها إلى تنفيذ سياسة عقاب جماعي ضد شعب سيظل يرفض الاحتلال ويقاومه حتى نهايته وزواله...
رابعا : ندعو كل المعنيين بِشأن ملف حقوق الإنسان الفلسطيني إلى إطلاق حملة واسعة ومنظمة لرفع الظلم عن أسرى الحرية الفلسطينيين والعرب حتى الإفراج عنهم ، ومنع أي اعتقال تعسفي ضد الفلسطينيين ...
خامسا: ندعو جماهيرنا العربية في الداخل إلى توحيد جهودها المباركة في دعم الحركة الأسيرة، وتنسيق عمليات الدعم والإسناد المادي والمعنوي لها، ليس فقط في بعض المناسبات، ولكن على مدار العام...
نحن على ثقة في أن ملف أسرى الحرية ومنهم أسرى الداخل سَيُطْوى في يوم من الأيام، وسنقيم الاحتفالات بهذه المناسبة عاجلا أم آجلا... كما أنني على ثقة أيضا في أن الاحتلال الإسرائيلي سيزول حتما عن الأرض الفلسطينية بما فيها القدس الشريف والأقصى المبارك ، كما بشر بذلك مولانا سبحانه : " ... وأخرى تحبونها، نصر من الله وفتح قريب، وبشر المؤمنين. " ... هذا بالنسبة لي من البديهيات والمُسَلَّمَات ، وإن ظن البعض أنني حالم ولربما واهم أيضا ... لكنني مع ذلك أومن أيضا بأن الحرية والاستقلال باب بكل يد مضرجة يُدَقُّ ، وأن الشعب يجب أن يظل مستعدا لدفع الثمن مهما كان غاليا في سبيل بلوغ الغاية النبيلة والهدف السامي ... 

مقالات متعلقة