عندما تصبح فلسطين وقضيتها رهينة صهريج من السولار الرخيص ....

في الوقت الذي تواجه فيه منطقتنا والعالم مرحلة تعتبر من أكثر المفاصل التاريخية حساسية وخطورة بسبب سياسات أمريكا وإسرائيل ، وفي الوقت الذي يعيش فيه الشعب الفلسطيني أسوأ ظروفه بسبب الاحتلال والحصار وانسداد الأفق السياسي ، تقوم أوروبا هذه المرة بدورها في الهجمة الوحشية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، بمنعها المنحة المقدمة لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة التي تغذي القطاع مما شل الحياة في غزة وزادها سوءا فوق سوء ، بدعوى سياسية وقحة زعمت فيها أن الأموال المقدمة لمشروع الكهرباء يصل بعضها في النهاية إلى أجهزة حماس المقاطعة أوروبيا ، الأمر الذي نفته حماس ، مما أعتبر وبكل المقاييس عقابا جماعيا بشعا يمس الحد الأدنى من حاجات الفلسطينيين ...

إننا إذ نستنكر هذا الأجراء الأوروبي ضد الشعب الفلسطيني، لنود التأكيد على ما يلي:
أولا : نحذّر بهذا من فرض العقوبات الجماعية الجائرة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، ونعرب عن إدانتنا الشديدة لقطع الكهرباء عن القطاع وحرمانه من الوقود والإمدادات الأساسية وإغلاق المعابر المؤدية إليه ، الأمر الذي نعتبره انتهاكا صارخا لأبسط حقوق الإنسان التي تتشدق أوروبا بحمايتها والدفاع عنها ، وتجاوزا خطيرا لأخلاقيات السياسة التي تحرص على حياة المدنين واحتياجاتهم حتى في حالات الحرب ....
ثانيا : نستهجن بشدة تصريحات بعض المسؤولين الفلسطينيين في رام الله وخصوصا تصريحات وزير الإعلام رياض المالكي والتي بلغت حد التحريض، الأمر الذي فُهِمَ في أوروبا على انه ضوء أخضر لإغراق غزة في الظلام ، من خلال قطع الكهرباء والوقود والإمدادات الغذائية وإغلاق المعابر، محذرين من التوظيف السياسي للخدمات الأساسية والمستلزمات الحياتية.
ثالثا: لا نرى مطلقا أي مبرر لاستمرار سياسة تضييق الخناق على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة خصوصا وأرجاء فلسطين عموما، والتي وصلت مؤخرا إلى حد قطع موارد الحياة الأساسية عنهم، لأهداف سياسية تتنافى مع أبسط المعايير الأخلاقية والالتزامات الإنسانية. كما ننظر إلى ما يُمارَس بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، باعتباره نمطا يستحق الإدانة العالمية سواء في جانبه المتعلق بالاحتلال الإسرائيلي أو بالمقاطعة الأوروبية الظالمة ، والتي وضعت مصير فلسطين والفلسطينيين والقضية الفلسطينية برمتها رهينة مزاج موظف هنا أو هناك ، ورهينة صهريج من السولار قد يمنحه احدهم أو يمنعه ...
رابعا : نعتبر منع الوقود وسياسات العزل المتبعة في قطاع غزة والتي حولته إلى سجن كبير والحرمان من أي فرصة كانت للتواصل مع العالم بعد إغلاق معبر رفح ، علاوة على قطع الإمدادات الغذائية والطبية ومستلزمات الحياة الأساسية عن هذه البقعة الأكثر اكتظاظاً بالسكان ، جريمة تستدعي تدخل عقلاء وأحرار العالم  وتحركهم قبل أن يفوت الأوان ، وضمان وضع المنطقة عل سكة الحل العادل الذي يعيد للشعب .

خامسا : نطالب العالم وأجهزته وهيئاته إلى التوقف الفوري عن استعمال هذه الأساليب التي لم تعد تجدي نفعا ، ولن تنال من عزيمة الشعب الفلسطيني وقراره في التصدي لها بكل الوسائل المشروعة حتى يعترف العالم بحقه في إقامة دولته المستقلة وتحقيق أمانيه الوطنية . إن الاستمرار في الضغط على الشعب الفلسطيني بقد ما سيسيء لأوروبا ، فإنه سيقضي على أي أمل في تسوية العلاقة بين إسرائيل وفلسطين والتي تعمل إسرائيل في كل مناسبة على تقويضها ما أؤتيت إلى ذلك سبيلا ، وإنهاء الصراع في الشرق الأوسط ، وإزالة حالة الاحتقان السائدة حاليا بين الغرب والشرق العربي والإسلامي .. .

 سادسا: ندعو إلى عدم الربط مطلقا لا في الحاضر ولا في المستقبل بين الحاجات الإنسانية التي يحتاجها الفلسطينيون، وبين أي خلاف سياسي مهما كان نوعه أو شكله... وإلى ضرورة فتح معبر رفح وعودة المراقبين الأوروبيين إليه لاشتراط إسرائيل ذلك .. إلى جانب فتح كل المعابر لدخول وخروج البضائع المواد الأولية التي تحتاجها الحياة اليومية لكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في القطاع...

سابعا : نتوجه إلى القيادات الفلسطينية عموما وحماس وفتح خصوصا إلى المسارعة لحل الإشكاليات العالقة بينهما ، والتي سهَّلَت على أعداء هذا الشعب  تنفيذ مؤامراتهم ضد فلسطين ، وجرَّأتهم على ما لم يجرؤوا على فعله في الماضي رغم ضعف الموقف الفلسطيني .... إن وحدة الصف والموقف هو الضمان بعد توفيق الله سبحانه لتجاوز فلسطين مرحلة الخطر الحالية ....

    الله أكبر ولله الحمد