يسود في قرية فسوطة العربية في شمال البلاد حالة من التوتر والانزعاج الشديدين من تكرار عمليات السطو التي تحدث لعدد من منازل القرية خلال الآونة الاخيرة والتي تمت بها سرقة مبالغ مالية كثيرة ومجوهرات.



ولم يقتصر الامر حد التوتر، بل ادى الى قيام المواطنين بتحصين منازلهم بكاميرات مراقبة وتركيب شبابيك حديدية تمنع اقتحام منازلهم، واصبح الوضع لا يطاق في القرية لان الكثيرين من مواطني القرية لا يجرؤون على مغادرة منازلهم ليلاً الى الاعراس والحفلات خشية اقتحام منازلهم اثناء غيابهم عنها.

وتعدت عمليات السطو الثمانية حوادث خلال الشهرين المنصرمين، دون ان يترك المنفذون لتلك العمليات أي بصمات او أثر لهم، وبالرغم ان الشرطة قد اشتبهت باشخاص واعتقلتهم الا انها سرعان ما افرجت عنهم لعدم وجود أي ادلة تدينهم.
ويؤكد المواطنون ان المجرمين يقومون بعمليات رصد لتحركات اصحاب المنازل، ويراقبون المنزل المستهدف ساعات طويلة ولهذا السبب يتمكنون من اقتحام المنازل وتنفيذ السرقة والخروج منها دون ترك أي أثر ودون ان يحدثوا أي تخريب او تحطيم للمتلكات ، وان دل ايضاً فانه يدل على خطورة هذه العصابة.

وفي حديث لمراسل موقع العرب مع المهندس سميح نخلة ابن قرية فسوطة قال: " نحن في فسوطة نعيش بجو اخوي وطمأنينة وهدوء ونترك ابواب منازلنا وسيارتنا مفتوحة دون ان يعكر تلك الاجواء أي شيء، وبالآونة الاخيرة تشهد القرية اعمال مرفوضة ومستهجنة من قبل افراد لا نعرف حتى الآن من هم ومن اين الا ان الاعمال الاجرامية باقتحام المنازل وبث الخوف والرعب لدى المواطنين، واجبارهم للتحصن في منازلهم خوفا من اعمال السطو فانه غريب على مجتمعنا ونحن لا يمكننا الوقوف متفرجين ولا نحرك ساكناً، بل اننا نتوجه لاهلنا في القرية وللسلطة المحلية والشرطة بان يعملوا لاجتثاث هذه الظاهرة التي لا يمكننا التساهل معها وما تنتج عنها بان تكون القرية غير آمنة على ممتلكاتها.

واضاف سميح نخلة بان مواطني القرية مطالبون بتنظيم تحرك شعبي للعمل بيد رجل واحد للتصدي بشكل جدي وليس فقط شجب واستنكار لان الوضع الحالي يجعل كل منزل في القرية عرضة للسرقة، وكنا في السابق نعتقد ان المنازل المقتحمة هي منازل في اطراف القرية الا ان اقتحام منزل الصحفي جاكي خوري مؤخراً وهو في وسط القرية ويقع في الطابق العلوي جعل كل المنازل غير محصنة وان هناك امكانية لاقتحامها.
وفي حديث لمراسل موقع العرب مع الزميل الصحفي جاكي خوري صاحب آخر منزل تم اقتحامه  قال: "منزلي يقع وسط القرية ومكتظ بالحركة وطابق علوي والواضح ان من نفذ عملية السطو محترفون وذوو خبرة في هذا المجال لعدم تركهم لأي أثر والمقلق على الاكثر هو توقيت وكيفية تنفيذ العملية، فقد تمت في ساعات الليل الاولى ونحن نشعر بأن هناك فقدان عنصرين مهمين هما الردع والمبادرة فإن المسؤولية تقع على طرفين الاهالي والمجلس المحلي من جهة والجهة الآخرى هي مسؤولية الشرطة" .

واضاف جاكي خوري ان على الاهالي اخذ زمام الامور بشكل جدي وجماعي ويجب ان تكون خطوات جماعية للتصدي لتلك الظاهرة مع التأكيد ان الحل ليس فقط بيد الشرطة والذي يعتقد ان تسيير دورية شرطة يحل المشكلة فأنه مخطىء بلا شك.
واكد خوري ان الجو في القرية سيئ جداً وحتى الاعراس لا يتواجد فيها الاقارب خوفاً على ممتلكاتهم وهناك من يتحدث عن دوريات ليلية وهناك من يعرض جوائز مقابل أي معلومات حول هوية اللصوص.
النائب حنا سويد يطالب الشرطة بأخذ دورها
فيما بعث النائب د. حنا سويد برسالة لوزير الأمن الداخلي افي ديختر يطالبه، بصفته الوزير المسئول عن الشرطة، بزيادة الاهتمام والتحقيق بموجة السرقات في قرية فسوطة الجليلية.
وطالب د. سويد وزير الأمن الداخلي بمساندة الأهل عن تخصيص الموارد لتعيين جهاز تحقيق لمتابعة هذه القضية، وزيادة دوريات الشرطة في القرية التي فقد سكانها الشعور بالأمان، عل هذه الخطوات تمنع تكرار هذه الحوادث وتعيد المياه الى مجاريها في هذه القرية الوادعة.