الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 08:02

الى روح ابي الغالي: صباح هذا العيد من اعايد؟ رحت دون رجعة

كل العرب-الناصرة
نُشر: 26/11/09 10:42

ها قد جاء العيد..وانطلقت الدنيا تمرح وتضحك وتجفف بقايا حزن على جدران قلبي..ها قد جاء العيد وارى الناس يتسابقون ويهرولون ليتموا استعدادات الفرح لاستقبال صباح مزهر يحمل في طياته املا وحلما جميل
جاء العيد وانا جالس اراقب صورة احملها بين يدي وابللها بدموع حارة تنزل على صورتي التي هي اغلى ما عندي فتغير ملامحها ..انها صورة ابي رحمه الله ..انها صورة ابي الذي استرخى امامي جثة هامدة دون حراك ..ابي اقوى رجل رايته في حياتي اراه يرضخ للموت ولا يقوى على عناده بحركة او بهمسة او بلفتة..
انظر اليه وانا عاجز عن فعل اي شيء ..اناديه واصرخ لاوقظه لكنه لا يسمع ولا يحرك ساكنا ..كم كرهت الدنيا حينها وكرهت كل شيء فالموت غلبنا وغلب عجزنا الذي اعتقدنا انه قوة لا تهزم..
كنت في صباح كل عيد انهض باكرا واول معايدة تكون لوالدي اقبل يده واحضنه فيدعو لي بالتوفيق ولكن في صباح هذا العيد من اعايد ؟ من اهنئ؟ ويد من اقبل ؟ من احضن ؟ ومن يحضنني ؟ وكيف استقبل عيدا ينقصه ابي ؟ كيف افرح في عيد ليس فيه ابي ؟ كيف اتهيأ وسر قوتي اختفى من دنياي واصبح ماضيا ولن يعود ؟
لست ملحدا بل مؤمن الى ابعد الحدود ولدي ايمان كبير ان الموت نهاية حتمية لكل منا ..لكن الموت كان سريعا ولم يمهله ..لما كان الموت قاسيا ؟ لما لم ينتظر ان نبلغ مرادنا ؟ لما كان الموت وانا في اشد الحاجة الى يد ابي تمسكني وتوجهني وتدلني على الطريق الذي اراده لي ؟
ابي ..موتك كان موتي ونهايتك سجلت نهايتي بكل برود..ابي كل ما زرعته بداخلي انهار حين فقدتك ..وقد فقدتك وليس لي دليل سواك..فانت كنت ملاذي عندما احتاجك وملجئي في السراء والضراء ..ابي لقد رحلت وتركت خلفك جثة هامدة لا حول لها ولا قوة ..
رحمك الله ...وكل عام وجميعكم بخير..واعذروني لتشاؤمي لكن القوة حين تتحول ضعف فادعو من قلوبكم بالخلاص من ضعف الخنوع الذي هو اشد فتكا من الموت نفسه..ولا يحس بالفقد الا من كلمه الزمن بغالي عاش معه وفجأة راه يغيب دون رجعة...

مقالات متعلقة