الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 06:02

عودة يحاضر في ثانوية الجليل البلدية في الناصرة حول الخدمة المدنية

كل العرب
نُشر: 25/11/09 13:57,  حُتلن: 14:13

- المحامي أيمن عودة:

* الخدمة المدنية تحاول الحكومة فرضها على الشباب العرب الفلسطينيين في إسرائيل

* الفكرة هي محاولة مسخ الانتماء الوطني والقومي والهوية لشبابنا الصاعد كونهم جزء لا يتجزأ من شعبهم العربي الفلسطيني

* النوايا الحقيقية من وراء مشروع الخدمة المدنية يظهر بوضوح فيها فكرة تدجين الشباب العرب لكسر الحاجز النفسي بين الشباب العرب والأطر الأمنية الإسرائيلية المختلفة

في برنامج خاص من نوعه وبالتعاون مع اللجنة الشعبية لمناهضة الخدمة المدنية المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل، تم ترتيب سلسلة من المحاضرات الصفية لكل صف من صفوف الحادي والثاني عشر في مدرسة الجليل الثانوية البلدية ، وذلك حول موضوع الخدمة المدنية التي تحاول الحكومة فرضها على الشباب العرب الفلسطينيين في إسرائيل. بعد إنهائهم مرحلة الثانوية. وقد قدم المحاضرات جميعها تطوعا المحاضر المحامي أيمن عودة رئيس اللجنة الشعبية لمناهضة الخدمة المدنية والتي تضم في داخلها جميع الفعاليات والأطر السياسية والوطنية بين الجماهير العربية في إسرائيل.
وقد تحدث المحامي أيمن عودة أمام الطلاب موضحا تطور فكرة مشروع الخدمة المدنية وتزامنه . وقال : منذ عام 1953 سن القانون الأول حول الخدمة المدنية لتطبيقه على النساء اليهوديات المتدينات بعد أن استبدل قانون الخدمة العسكرية الإجباري كون المتدينات اليهوديات يعارضن الخدمة العسكرية من منطلقات دينية . وفي عام 1956 وإبان العدوان الثلاثي على مصر بعد تأميم قناة السويس ، وانضمام إسرائيل للعدوان ، شغرت أماكن الجنود في الخطوط الخلفية في الجبهة الداخلية وهؤلاء النساء المتدنيات انتقلن لإشغال تلك الأماكن الشاغرة وبهذا تحولوا الى احتياط في الخدمة العسكرية .
وبعد أكتوبر 2000 ، وهبة القدس والأقصى خرجت جماهير الشباب العرب الفلسطينيين بالمظاهرات لتؤكد انتماءها الوطني والقومي لشعبها الفلسطيني. وعلى ضوء ذلك وبعد إقامة لجنة التحقيق الرسمية –لجنة أور- نص تقرير اللجنة على المساواة المدنية للعرب في اسرائيل . بعدها شكلت الحكومة على ضوء تقرير لجنة أور لجنة وزارية عرفت باسم " لجنة لبيد" ( على اسم رئيسها تومي لبيد وزير القضاء) ، وعضوية أربعة وزراء وهم تساحي هنغبي وجدعون عزرا ( من الشباك سابقا) وايفي ايتام من المفدال وبيني إيلون من حزب "هئيحود هليئومي" وأربعتهم معروفون بشدة كرههم وعدائهم للعرب الفلسطينيين في إسرائيل. وأوصت اللجنة المذكورة بفرض الخدمة المدنية" الطوعية " على الشباب العرب. وانبثقت بعد ذلك لجنة أخرى عن اللجنة الوزارية سميت بلجنة "عبري" ( على أسم دافيد عبري المدير العام التاريخي لوزارة الأمن ) .والتي ربطت بين الخدمة المدنية والخدمة العسكرية من خلال اشتراطها الموافقة من قبل وزير الأمن الإسرائيلي .



وقد عرض المحامي عودة الوثائق العلمية والتي تبين النوايا الحقيقية من وراء مشروع الخدمة المدنية. ويظهر بوضوح فيها فكرة تدجين الشباب العرب لكسر الحاجز النفسي بين الشباب العرب والأطر الأمنية الإسرائيلية المختلفة كالشرطة والجيش للدخول فيها دون تردد . وكشف الفرية الكبيرة حول فكرة ربط الحقوق بالواجبات . واستعرض المحامي عودة شارحا الانعكاسات السلبية التي تسببها الخدمة المدنية على البطالة في إسرائيل مما تزيد من البطالة. علما أن أول ثلاثون بلدة منكوبة في البطالة في إسرائيل هي بلدات عربية مما يفاقم البطالة فيها .وشدد على رفض الشباب لعرب للخدمة المدنية كون المرجعية الأساسية لهذا المشروع هي الجهات الأمنية وتحديدا وزير الأمن .وهذا بحد ذاته يؤكد على أنها شكل من أشكال الخدمة العسكرية مستقبلا . وتحدث عن كيفية إلغاء الخدمة المدنية في بلد مثل جفعات أولغا كونها أدت إلى زيادة نسبة البطالة هناك .وأوضح عودة في المحاضرات الأسباب التي تجعل من شبابنا في مواقع الصفوف الخلفية لجيش الاحتلال مؤكدا على رفضنا المتواصل لأن نكون في الصفوف الأمامية لهذا الجيش. ناهيك عن تبذير سنتين من عمر الشاب أو الفتاة مما يعرقل انضمامه إلى مؤسسات التعليم العالي أو الانخراط في مهنة جيدة تكسبه مكانة اجتماعية ومصدرا محترما من الدخل المالي والاقتصادي . وأكد المحامي عودة على جميع الأسباب التي دعت اللجنة الشعبية لمناهضة مشروع الخدمة المدنية للشباب العرب في البلاد وقال : إن الفكرة هي محاولة مسخ الانتماء الوطني والقومي والهوية لشبابنا الصاعد كونهم جزء لا يتجزأ من شعبهم العربي الفلسطيني. وأشار بالبرهان المقنع والقاطع للغبن والتمييز اللاحق بإخوتنا من الشباب العرب الدروز والبدو بالرغم من الخدمة العسكرية . والضرر الذي يلحق بمصلحتهم الشخصية والقومية جراء ذلك. وحذر من الإيقاع بالطلاب الشباب من قبل عناصر تدعو للتجنيد للخدمة المدنية بين شبابنا وفتياتنا والحذر دائما من الكلام المعسول حول الموضوع.ودعا المحاضر جميع الطلاب إلى الدخول إلى مواقع الانترنت والاطلاع على المنشورات التي تكشف حقيقة الخدمة المدنية .
وفي نهاية كل محاضرة رد المحامي عودة على أسئلة الطلاب الكثيرة والتي أشاد فيها وبمستوى الوعي الممتاز ومدى تفاعلهم مع الموضوع في المحاضرات. وقد لقي البرنامج صدى ايجابي جدا واهتمام منقطع النظير لدى الطلاب والمعلمين والذين رأوا بالمعلومات والبرنامج ضرورة حيوية لتوعية هذا الجيل وما ينتظره بعد مرحلة الثانوية.
وفي النهاية قدم مدير المدرسة هدية رمزية عبارة عن قصيدة "فكر بغيرك" للشاعر الكبير محمود درويش تعبيرا عن الجهود الكبيرة وروح التطوع التي تحلى بها المحامي عودة وتقديرا من المدرسة والمعلمين لدوره ومساهمته في التوعية لطلاب المدرسة.

 
 

مقالات متعلقة